بعد المجزرة الأخيرة.. ماذا نعرف عن مخيم النصيرات ثالث أكبر مخيم للاجئين في فلسطين؟
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 16 شخصا على الأقل استشهدوا وأصيب العشرات في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة تؤوي نازحين من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيم. النصيرات، وسط قطاع غزة.
لكن ماذا نعرف عن مخيم النصيرات في قطاع غزة؟ ولماذا تستهدفه قوات الاحتلال الإسرائيلي؟
وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، فإن مخيم النصيرات يعد ثالث أكبر مخيم للاجئين في فلسطين بعد مخيمي جباليا والشاطئ. تأسست عام 1948 وكانت مساحتها حوالي 9.8 كيلومتر مربع عند بنائها.
ويقع المخيم، الذي سمي على اسم قرية بدوية كانت تسكن المنطقة سابقا، وسط قطاع غزة، في “المنطقة الوسطى” جنوب غرب مدينة غزة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تبعد عن مدينة دير البلح حوالي 2.5 كم، وعن مدينة غزة 10 كم.
من الغرب يحدها البحر الأبيض المتوسط. ومن الجانب الشمالي وادي غزة. وإلى الجنوب تقع قرية الزوايدة. وإلى الشرق يقع مخيم البريج للاجئين، على ارتفاع حوالي 25-30 متراً فوق مستوى سطح البحر.
أرض تابعة لقبيلة الهناجرة وبحسب موقع موسوعة المخيمات الفلسطينية، فإن مخيم النصيرات أقيم على أرض قبيلة الهناجرة، وكان مركزه السجن المسمى “كلبوش” نسبة إلى معسكر الجيش الإنجليزي الواقع في قرية آل. الزوايدة.
كان عدد سكان مخيم النصيرات عند تأسيسه 16 ألف نسمة، ووصل بحلول عام 1967 إلى حوالي 17600 نسمة، ثم ارتفع في عام 1987 إلى 28200 نسمة حتى وصل، بحسب تقديرات الإحصاء المركزي الفلسطيني، في منتصف عام 2023. وصلت إلى حوالي 37093 شخصا.
السجن العسكري الحكومي الإلزامي قبل النكبة، كان المخيم معسكر اعتقال عسكري خلال فترة حكومة الانتداب البريطاني. ومع حلول نكبة عام 1948م، وصل إلى المخيم ما يقارب 16 ألف لاجئ، معظمهم من سكان منطقة بئر السبع والقرى الجنوبية لفلسطين.
قديماً كانت أراضي منطقة النصيرات مناطق بلدية تهيمن عليها نباتات الحلفة، إلى أن قام الجيش البريطاني عقب ترحيلهم من بلادهم في الحرب العالمية الثانية، بإنشاء معسكرات كبيرة وبنى هناك أيضاً سجناً كبيراً، لا تزال مبانيه حتى الآن وتسمى اليوم “الكلبوش”، ويسكنها عدد قليل من العائلات.
ونتيجة للحرب التي اندلعت بين الكيان الصهيوني والعرب عام 1948، انتقل العديد من اللاجئين من القرى والبلدات الفلسطينية إلى منطقة النصيرات. وتعود أصولهم إلى مناطق جنوب فلسطين التي تشمل أشدود وعسقلان وبئر السبع، وأغلبهم من أصول زراعية وبدوية، ويقدر عددهم في ذلك الوقت بحوالي 16 ألف نسمة.
وأقامت الأمم المتحدة معسكرًا لهم على أرض النصيرات، والتي أخذت اسمها من عشيرة النصيرات التي كانت تسكن المنطقة. وتم تقسيمها إلى أحياء أو كتل، وكان كل كتلة تضم مجموعة من اللاجئين من قرية أو بلدة معينة في منطقة ما قبل النكبة الأصلية، مثل أهالي اللد وبئر السبع وقفكابه وغيرها من القرى والبلدات.
معالم سياحية وأثرية وكنيسة بيزنطية
ويضم مخيم النصيرات مواقع سياحية وأثرية مثل “تل عامر” وهي مدينة أو كنيسة بيزنطية اكتشفت عام 1995م، و”تل عجول” وهي منطقة أثرية تم العثور فيها على بعض الآثار. وتقع بالقرب من وادي غزة.
وكذلك “مقبرة الشبابي” القديمة جداً و”تلة أبو الحسين”؛ قسم التحف القديمة يحتوي على عملات قديمة تسمى “السحاتيت” والسحاتوت: وهي عملة قديمة جداً.