بعد مقتل وإصابة إسرائيليين.. ماذا نعرف عن مدينة جنين التي فشل الاحتلال في السيطرة عليها؟

منذ 20 أيام
بعد مقتل وإصابة إسرائيليين.. ماذا نعرف عن مدينة جنين التي فشل الاحتلال في السيطرة عليها؟

تصدرت مدينة جنين ومخيمها تصدرات محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين خلال معارك في حي الجبريات بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وبحسب تقارير سكاي نيوز، تشير التقارير إلى قيام قوات الاحتلال بإدخال تعزيزات عسكرية من عدة جبهات إلى مدينة جنين ومخيمها، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ ساعات الصباح، فيما سُمعت أصوات انفجارات قوية في المخيم. .

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بوقوع حادث أمني خطير في مخيم جنين بالضفة الغربية، فيما تم تداول مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية المهاجمة. وأظهرت الصور وجود سيارات إسعاف تابعة للجيش الإسرائيلي، وبحسب تقارير روسيا اليوم، تواجد جنود إسرائيليون في مكان الحادث لنقل الجنود الجرحى إلى المعسكر، كما تم توثيق مشاهد نقل زملائهم الجرحى بعد تعرضهم لكمين.

لكن ماذا نعرف عن مدينة جنين؟ لماذا يتم استهدافه باستمرار من قبل الطاقم؟

وبحسب تقرير سابق لبي بي سي، تعتبر جنين أكبر مدينة في محافظة جنين وتقع شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. وتقع المدينة على بعد 75 كيلومتراً شمال مدينة القدس، وتطل على وادي الأردن من الشرق. وتقع على المنحدر الشمالي للجبال. وتقع نابلس من جهتها مقابل مرج بن عامر.

جنين…عين الجنة

وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، فإن مدينة جنين اليوم تقع في الموقع الذي كانت تقع فيه مدينة عين جانيم الكنعانية والتي تعني “مصدر الجنة”، جناي إحدى قرى محافظة سبسطية عليه السلام. ، جاء في الطريق من الناصرة إلى القدس بعد جنين أو بالقرب منها.

تقع مدينة جنين في الطرف الشمالي لمرتفعات نابلس، فوق أقدم الجبال المطلة على سهل مرج بن عامر. وهو خط تلتقي فيه ثلاث بيئات: الجبل والسهل والوادي. وهكذا أصبحت جنين مركزاً لطرق النقل من نابلس والعفولة وبيسان. وهي نقطة مواصلات مهمة حيث تربط الطرق من حيفا والناصرة شمالا إلى نابلس والقدس جنوبا.

قرية أسسها الكنعانيون

مدينة جنين هي مدينة قديمة أسسها الكنعانيون كقرية تسمى عين جيم على موقع جنين الحديثة. لقد ترك هذا الموقع بصماته عبر التاريخ حيث كانت المدينة عرضة للقوات الغازية التي تتحرك جنوبًا أو شمالًا.

وكانت تسمى في العصر الروماني بجناي، وعندما سيطر البيزنطيون على البلاد بنوا هناك كنيسة ينا التي عثر على بقاياها بالقرب من جامع جنين الكبير والذي يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي.

استوطنتها القبائل العربية

وفي القرن السابع الميلادي تمكن العرب المسلمون من طرد البيزنطيين من البلاد واستوطنت بعض القبائل العربية هناك. وذكرت الوكالة أن السكان أطلقوا على الأرض اسم “حنين”، والتي أصبحت فيما بعد “جنين”. ويأتي هذا الاسم نسبة إلى كثرة الحدائق التي تحيط بها.

وفي زمن الحروب الصليبية، كانت جنين دولة صغيرة سقطت في أيدي الفرنجة. وحصنها هؤلاء بالقلاع وأحاطوها بالأسوار المحصنة، في الفترة من 496 إلى 1103، عندما سقطت جنين تحت حكمهم بعد أن أغار عليها الصليبيون بقيادة تينكرد دوق نورماندي، وأصبحت إمارة بلدوين ومملكة. تابعة للقدس. وقد أطلق عليها الصليبيون اسم جبرين الكبرى، وبنوا فيها القلاع وأحاطوها بالأسوار لأهمية موقعها.

المسلمون يدخلون جنين

وبعد معركة حطين عام 1187م دخل المسلمون المدينة ونزل فيها السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو في طريقه من القدس إلى دمشق، إلا أن جنين عادت بموافقة الكامل الأيوبي وعادت سيطرة الإمبراطور على الصليبيين إلى فردريك. الثاني سنة 1229 م.

ثم تمكن الملك الصالح أيوب من طردهم نهائيًا عام 1244م، وفي عام 1255م أصبحت فلسطين تحت سيطرة سلاطين المماليك، وكانت جنين تحت سيادتهم تحت سنجق اللجون، وبقيت المدينة في أيديهم حتى نهاية حكمهم، وكانت جنين إحدى إقطاعيات الظاهر بيبرس.

الحكم العثماني والانتداب البريطاني

وبحسب تقارير بي بي سي، خضعت جنين للحكم العثماني في القرن السادس عشر ثم خضعت لفترة وجيزة للحكم المصري في القرن التاسع عشر بعد أن تمكن إبراهيم باشا، نجل الوالي المصري محمد علي باشا، من طرد العثمانيين من هناك وعين حسين عبد الهادي حاكمًا لها وجعلها أيضًا مركزًا للواء خاصًا به، لكن الحكم المصري لم يدم طويلاً حيث اضطر المصريون إلى مغادرة بلاد الشام عام 1840م.

وفي القرن العشرين كانت المدينة تحت الانتداب البريطاني وكان لها تاريخ طويل من النجاح في محاربة الاستعمار البريطاني والصهيوني، حيث تم الإعلان عن أول قوة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935م بقيادة عز الدين الصادق. – أصبح الدين. شارك القسام وسكان البلدة في إضراب عام 1936م.

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، تعرضت جنين للعديد من أعمال العنف وسوء المعاملة والتخريب وهدم المنازل على يد القوات البريطانية خلال فترة الانتداب البريطاني. نتيجة لبعض الحوادث مثل اغتيال محافظ جنين “موفيت” عام 1938م.

الانسحاب البريطاني وقيام إسرائيل

وبعد انسحاب البريطانيين في 14 مايو 1948، حاول اليهود السيطرة على المدينة، لكنهم فشلوا بسبب صمود المقاتلين الفلسطينيين بمساعدة الجنود العراقيين. تم طرد اليهود من المدينة وبقيت جنين مركزًا إقليميًا مرتبطًا بنابلس.

وفي عام 1949، خضعت المدينة لحكم الحكومة الأردنية ودخلت في اتحاد مع المملكة الأردنية الهاشمية إلى جانب بقية الضفة الغربية. إلا أنها أصبحت في عام 1964 مركزاً لقضاء جنين في محافظة نابلس.

وبقيت المدينة تحت الحكم الأردني حتى احتلالها من قبل إسرائيل في حرب 1967، واستمر هذا الوضع حتى عام 1995، عندما وضعت مدينة جنين تحت إدارة السلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق غزة وأريحا. وأصبحت مدينة جنين منذ ذلك الحين مركزًا لمحافظة جنين.


شارك