عد مقتل وإصابة إسرائيليين.. لماذا تستهدف قوات الاحتلال مخيم جنين في الضفة الغربية؟

منذ 19 أيام
عد مقتل وإصابة إسرائيليين.. لماذا تستهدف قوات الاحتلال مخيم جنين في الضفة الغربية؟

تصدرت مدينة جنين ومخيمها تصدرات محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين خلال معارك في حي الجبريات بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وبحسب “سكاي نيوز”، تشير التقارير إلى أن قوات الاحتلال تقدمت بتعزيزات عسكرية من جبهات متعددة إلى داخل مدينة جنين ومخيمها، حيث تدور اشتباكات عنيفة منذ الساعات الأولى، فيما سُمعت أصوات انفجارات قوية في المخيم.

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بوقوع حادث أمني خطير في مخيم جنين بالضفة الغربية، فيما تم تداول مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية المهاجمة. وأظهرت الصور وجود سيارات إسعاف تابعة للجيش الإسرائيلي، وبحسب تقارير روسيا اليوم، تواجد جنود إسرائيليون في مكان الحادث لنقل الجنود الجرحى إلى المعسكر، كما تم توثيق مشاهد نقل زملائهم الجرحى بعد تعرضهم لكمين.

لكن ماذا نعرف عن مخيم جنين؟ لماذا يستهدفه الطاقم باستمرار؟

وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فإن مخيم جنين أنشئ عام 1953 غرب مدينة جنين. ومن الشمال تطل على سهل مرج بن عامر. ويحدها من الجنوب قرية برقين المرتفعة، ويعبرها وادي الجيدي من المنطقة الغربية.

وبحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد سكان المخيم سيبلغ حوالي 12 ألف لاجئ منتصف عام 2023، حيث ينحدر غالبية سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، بالإضافة إلى قرى جنين احتلت عام 1948

إيواء للفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير سابق لها أن مخيم جنين أنشئ ضمن حدود بلدية جنين ويحتل حاليا مساحة قدرها 0.42 كيلومتر مربع، حيث كان الهدف من إنشائه إيواء الفلسطينيين خلال الحرب التي استمرت من عام 1948، تم طرده. حتى عام 1949 بعد إعلان تأسيس دولة إسرائيل.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فقد ارتفع عدد سكان المخيم حاليا إلى 14 ألف نسمة يعيشون في مساحة صغيرة لا تتجاوز نصف كيلومتر مربع، ويعمل الكثير منهم بالزراعة في منطقة جنين. هناك معدل بطالة مرتفع للغاية.

لماذا يستهدفه الطاقم؟

يعد مخيم جنين أحد أهم وأشهر مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية لفلسطين المحتلة. وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة ومحدودية عدد السكان، إلا أنها كانت دائما محطة مهمة ومركزية للموضوع.

ومن هناك، تعارض المقاومة الفلسطينية المسلحة الاحتلال الإسرائيلي بشكل فعال، مما يجعلها نقطة هدف دائمة وموقعًا حساسًا تحاول سلطات الاحتلال قمعه والقضاء عليه بشتى الطرق.

وشهد المخيم معاناة كبيرة بعد إعادة تأسيسه عام 1953، بعد أن دمر المخيم الأصلي في المنطقة جراء عاصفة ثلجية خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000.

معركة جنين المأساوية عام 2002

وأبرز حدث شهده المخيم هو الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2002، والذي أطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اسم “جراد جنين”، في إشارة إلى حصار مدينة ستالينغراد الروسية، الحصار الألماني المستمر منذ فترة طويلة في المخيم. الحرب العالمية الثانية.

بعد سلسلة من التفجيرات داخل الأراضي المحتلة من قبل الفلسطينيين – العديد منهم من جنين – شنت القوات الإسرائيلية غزوًا واسع النطاق فيما يسمى “معركة جنين”، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا و 23 شخصًا آخر على يد الجنود الإسرائيليين في 10 مهمة الأيام.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن العملية، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “الدرع الدفاعي”، أدت إلى تدمير 150 مبنى، في حين أصبحت العديد من المباني الأخرى غير صالحة للسكن، وأصبحت حوالي 435 أسرة بلا مأوى.

وبحسب الأونروا، احتل الجيش الإسرائيلي المخيم بعد عشرة أيام من القتال العنيف، ودمر أكثر من 400 منزل، وألحق أضرارا جسيمة بمئات المنازل الأخرى، وتشريد أكثر من ربع سكان المخيم.

قصة جنين والمقاومة

وبحسب المركز الفلسطيني للدراسات فإن جنين مدينة صغيرة نسبيا، لكنها قديمة وشهدت العديد من الأحداث ولذلك عرفت بمقاومتها للغزاة. عارض أهالي جنين وقراها حملة نابليون الفرنسية وألحقوا بجيشه -مع العثمانيين- خسائر فادحة، فأمر بإحراق المدينة.

شهدت مدينة جنين في فترة الانتداب البريطاني أحداثا كثيرة وعرفت باسم الشهيد الشيخ عز الدين القسام الذي استشهد عام 1935 في غابات بلدة ياعين المجاورة. وأصبحت جنين، ومعها كتائب القسام، مصدر الثورة بعد أن قادت مقاومتها ضد الاحتلال البريطاني.

وعندما اندلعت الانتفاضة الكبرى عام 1936، تركت جنين وأهلها بصماتهم في الحروب مع البريطانيين والهجمات على المستعمرات اليهودية. لقد دافع أهالي جنين بشراسة عن أرضهم عندما قتلت العصابات الصهيونية آلاف الفلسطينيين واحتلت منازلهم في نكبة عام 1948، وعادت إلى الإدارة الأردنية بعد عام واحد فقط.


شارك