بعد إعلانها الإضراب الشامل.. الهستدروت صاحب سجل الإضرابات الناجح والنفوذ العمالي داخل إسرائيل

بعد إعلان الهستدروت، أكبر نقابة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، عن إضراب شامل، قد لا يكون الأول في تاريخ المنظمة بإضرابات ناجحة ونفوذ عمالي واسع النطاق بين المستوطنين، تتزايد التساؤلات حول مستقبل اتفاقيات تبادل الأسرى الناشئة على صفحة الاتفاقية تستدير. وتسرد صحيفة الشروق أهم المعلومات عن طبيعة اتحاد الهستدروت ومدى نفوذه وقدرته على تغيير اتجاه حكومة الاحتلال.

– قادم من رحم الصهيونية

ولعب الهستدروت دورًا مهمًا في جذب المستوطنين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في عشرينيات القرن الماضي، حيث شكل بداية تنظيم واضح لمشاريع مختلفة بين المستوطنين بعد أن كانت أعمالهم في الأراضي المحتلة عرضية في موجات الاحتلال الأولى. وفي العقود التي تلت ذلك، توسع الهستدروت ليجمع بين تأثير العمال والأصول الاقتصادية، بما في ذلك الخدمات المصرفية والعقارات وغيرها.

– الاحتفاظ بنفوذ العمل وفقدان النفوذ الاقتصادي

تجدر الإشارة إلى أنه في الثمانينيات، ونتيجة للأزمة المصرفية، فقد الهستدروت قوته الاقتصادية في دولة الاحتلال، كما يتبين من كتاب النقابات العمالية منذ عام 1945، حيث فقد الهستدروت المؤسسة المصرفية التي كان يديرها وبذلك باعت المؤسسة المصرفية أيضًا العديد من العقارات والمشاريع؛ كن راضيًا عن دورك كنقابة. أصبحت الهستدروت ذات شعبية متزايدة بين عمال المستوطنين. بسبب مواقفه الداعمة للتظاهرات العمالية. وبلغ عدد أعضاء الهستدروت 27% من إجمالي العمال الإسرائيليين، فيما يبلغ عدد العمال المنتسبين إلى النقابة 800 ألف عامل، بحسب موقع “وورلد كات”.

– حكومة الاحتلال والاستسلام للهستدروت

وأظهرت المواقف الميدانية قدرة الهستدروت على تغيير اتجاه حكومات الاحتلال عندما أضربت بين عامي 2011 و2012 لتحسين أجورها، دون أن يحقق أي نجاح قبل تدخل الهستدروت. بعد تنظيم إضراب واسع النطاق في فبراير 2012، تمكن الهستدروت من إقناع الحكومة بالتوصل إلى اتفاق من شأنه زيادة أجور العمال في غضون أربعة أيام من بدء الإضراب، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

كما ألقى الهستدروت بثقله في أزمة الإصلاح القضائي في دولة الاحتلال العام الماضي، خاصة عندما قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة وزير دفاعه يوآف جالانت، وفقًا لصحيفة التايمز الإسرائيلية. وأعلن الهستدروت عن إضراب واسع النطاق، لكن نتنياهو تراجع عن قراره خلال ساعات وأوقف الإضراب بسرعة، بحسب صحيفة التايمز. ونشر موقع إسرائيلي معلومات عن تصويت سابق بين نتنياهو والهستدروت. وسيكون الإضراب بمثابة ذريعة لنتنياهو للتراجع عن قراره بإقالة غالانت.