لا يمكن خلق مستقبل يليق بأحفادنا بنظام بُني لأجدادنا.. ماذا قال جوتيريش بشأن مؤتمر المستقبل؟

منذ 17 أيام
لا يمكن خلق مستقبل يليق بأحفادنا بنظام بُني لأجدادنا.. ماذا قال جوتيريش بشأن مؤتمر المستقبل؟

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم أن الاستعدادات المكثفة جارية في نيويورك لقمة المستقبل هذا الشهر، حيث سيتفق رؤساء الدول على إصلاحات لبنات بناء التعاون العالمي.

وقال جوتيريس في مقال عن قمة المستقبل، تلقت الشروق نسخة منه، إن الأمم المتحدة دعت إلى عقد هذه القمة الفريدة نظرا للوضع الصعب فيما يتعلق بتطور المشكلات العالمية التي تنشأ بسرعة ولا تستطيع المؤسسات المخصصة لحلها مواكبتها.

* يشهد العالم صراعًا شديدًا وفقرًا وجوعًا وكراهية للنساء

وتحدث الأمين العام عن الصراعات الشديدة ومشاهد العنف التي تجلب في كل مكان كوارث رهيبة وانقسامات جيوسياسية وعدم مساواة وظلم، وتدمير الثقة، وتفاقم المظالم، وتغذية الشعبوية والتطرف.

وأشار إلى التحديات الأبدية المتمثلة في الفقر والجوع والتمييز وكراهية النساء والعنصرية، والتي تتخذ أشكالا جديدة.

وأضاف غوتيريش: “إننا نواجه تهديدات وجودية جديدة، من الفوضى المناخية والتدهور البيئي الجامح إلى تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وسط فراغ أخلاقي وقانوني”.

وشدد غوتيريش على أن قمة المستقبل هي اعتراف بأن الحل لكل هذه التحديات يكمن في أيدينا، لافتا إلى ضرورة تحديث أنظمتنا وهو ما لا يمكن أن يفعله إلا قادة العالم.

وقال غوتيريش إن العديد من المؤسسات والأدوات العالمية هي نتاج حقبة الأربعينيات، أي عصر ما قبل العولمة، وقبل التحرر من الاستعمار، وقبل الاعتراف العالمي بعالمية حقوق الإنسان والمساواة، وقبل أن يفتح الإنسان آفاق العالم. الفضاء ثم الفضاء السيبراني.

* المنتصرون في الحرب العالمية الثانية يهيمنون على مجلس الأمن

ومضى غوتيريش قائلا إن القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لا تزال تهيمن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في حين أن القارة الأفريقية بأكملها ليس لها مقعد دائم.

وأشار إلى أن الهيكل المالي العالمي منحاز بشكل كبير ضد مصالح الدول النامية ولا يوفر لهذه الدول شبكة أمان تساعدها في أوقات الشدة، مما يغرقها في الديون حتى تستخدم أموالها في السداد. الديون، بدلا من استثمار شعوبهم.

وأضاف: إن المؤسسات العالمية توفر مساحة محدودة للعديد من الأطراف التي تلعب أدواراً مهمة في عالم اليوم، من المجتمع المدني إلى القطاع الخاص.

* قمة المستقبل

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: الرسالة واضحة: لا يمكننا أن نصنع المستقبل الذي يستحقه أحفادنا بنظام تم بناؤه لأجدادنا. وستكون قمة المستقبل فرصة لإعادة تنشيط التعاون المتعدد الأطراف بطريقة جديدة تلبي حقائق القرن الحادي والعشرين.

واستعرض الأمين العام الحلول المقترحة، بما في ذلك خطة سلام جديدة تركز على تحديث المؤسسات والأدوات الدولية لمنع الصراعات وإنهائها، بما في ذلك مجلس الأمن.

وقال إن خطة السلام الجديدة تهدف إلى إعطاء زخم جديد للجهود الرامية إلى تخليص العالم من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وإعطاء مفهوم الأمن تعريفا أوسع يشمل أيضا العنف الجنسي وعنف العصابات.

وتابع غوتيريش: يجب أن تكون المؤسسات المالية العالمية انعكاسا لعالم اليوم وأن تكون قادرة على الاستجابة بقوة أكبر لتحديات اليوم مثل تحديات الديون والتنمية المستدامة وتغير المناخ، وزيادة القدرة الإقراضية لبنوك التنمية المتعددة الأطراف وتغيير نموذج أعمالها حتى تتمكن البلدان النامية من تتمتع البلدان بإمكانية أكبر بكثير للحصول على التمويل الخاص بتكلفة معقولة.

* تقنيات جديدة ذات تأثير عالمي

وقال غوتيريش إن القمة ستركز أيضًا على التقنيات الجديدة ذات التأثير العالمي حيث تبحث عن طرق لسد الفجوة الرقمية وإرساء مبادئ مشتركة لمستقبل رقمي مفتوح وحر وآمن للجميع.

وأشار غوتيريس إلى أن الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا ثورية بدأنا نفهم تطبيقاتها ومخاطرها، مضيفا: “نحن نقدم مقترحات للحكومات وشركات التكنولوجيا والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني للمساعدة في تطوير أطر التعامل معها للعمل معها”. مخاطر الذكاء الاصطناعي ورصد أضراره والتخفيف من حدتها وتقاسم فوائده.

وتابع: حوكمة الذكاء الاصطناعي يجب ألا تقتصر على الأغنياء. فهو يتطلب مشاركة جميع البلدان، والأمم المتحدة على استعداد لتوفير منصة يجتمع فيها الناس.

وشدد على أنه لا يمكن إصلاح عملية صنع القرار على الصعيد العالمي دون احترام جميع حقوق الإنسان والتنوع الثقافي وضمان المشاركة الكاملة والقيادة للنساء والفتيات، ودعا إلى تجديد الجهود لإزالة الحواجز التاريخية في أشكالها القانونية والاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون تمكينها. استبعاد النساء من مناصب السلطة.

واختتم الأمين العام مقاله بالقول إن قمة المستقبل فرصة لبناء مؤسسات وأدوات للتعاون العالمي أكثر فعالية وشمولا ومتوافقة مع واقع القرن الحادي والعشرين والعالم متعدد الأقطاب، ودعا الدولة ورؤساء الدول إلى الحكومة لاغتنام هذه الفرصة.


شارك