غزة والغاز والأمن الإقليمي.. محاور عودة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وتركيا

منذ 17 أيام
غزة والغاز والأمن الإقليمي.. محاور عودة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وتركيا

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، اليوم الأربعاء، حيث كان في استقباله نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ويعتقد أن هذا هو الأول من نوعه على المستوى الرئاسي منذ 12 عاما. وتأتي هذه التحركات بعد فترة من برودة العلاقات بين البلدين وتعكس تحولا إيجابيا نحو إعادة بناء التعاون والتفاهم المتبادل.

وتأتي زيارة السيسي إلى تركيا في أعقاب زيارة مماثلة قام بها أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي، مما يشير إلى نية جدية لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

– مباحثات رئاسية حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

وبحسب الرئاسة التركية، سيتم خلال الزيارة استعراض العلاقات التركية المصرية في كافة جوانبها ومناقشة الخطوات الممكنة لتطوير التعاون الثنائي. كما سيتم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت مصر أن زيارة السيسي إلى تركيا تمثل مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين البلدين، وتبني على زيارة أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، بهدف إيذان مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين على المستوى الثنائي. أو على المستوى الإقليمي

وتتضمن الزيارة محادثات مكثفة بين السيسي وأردوغان، بالإضافة إلى ترأس الرئيسين الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة، واحتواء التصعيد في الشرق الأوسط. كما سيشهد الرئيسان التوقيع على سلسلة من مذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين في مختلف مجالات التعاون.

– المحاور الرئيسية لاستعادة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وتركيا

تناولت دراسة أصدرها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، موضوع عودة العلاقات بين مصر وتركيا في ضوء تطورها مع زيارة الرئيس التركي لمصر. وأكدت الدراسة أن مرحلة “التأسيس الاستراتيجي” للعلاقات المصرية التركية تتضمن أهم ملفات المرحلة الحالية للبلدين.

– الأعمال الاقتصادية والتعاون المشترك

ويعد الملف الاقتصادي من أبرز الملفات الحالية حيث تركز الدراسة على أهمية الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية المشتركة بين البلدين. وتهدف هذه المشاريع إلى بناء شراكة قوية ومصالح مشتركة تدعم استمرار العلاقات السياسية.

– التعاون الإقليمي: غزة والقضية الفلسطينية

وأبرزت الدراسة أهمية التعاون بين مصر وتركيا بشأن القضية الفلسطينية، وأشارت إلى ضرورة تكاتف الجهود المصرية والتركية لتحقيق التوافق الدولي حول مستقبل قطاع غزة وحل الدولتين مثل مصر. ويمكن لتركيا ودول الخليج المساعدة في إعادة بناء غزة ومساعدة الدولة الفلسطينية الناشئة.

– إعادة بناء الدولة القومية في الوطن العربي

كما تناولت الدراسة أهمية التعاون بين مصر وتركيا ودول الخليج في إعادة بناء الدولة القومية في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال. وشدد على دور هذه الدول في إعادة الإعمار وبناء الوحدة السياسية والمساهمة في استعادة التوافق وبناء مؤسسات صنع القرار.

– الأمن الإقليمي

وذكرت الدراسة أن المفاهيم التقليدية للأمن القومي والقومي تغيرت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وشددت على أهمية تعزيز العلاقات وبناء التحالف بين مصر والخليج وتركيا. ويهدف هذا التحالف إلى استغلال الواقع المأساوي في غزة للتوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية وبناء نظام أمني إقليمي يضمن حقوق الفلسطينيين.

– الأمن والغاز في البحر الأبيض المتوسط

وشددت الدراسة على أهمية التعاون بين مصر وتركيا في مجال الغاز وتحديد الحدود البحرية في البحر المتوسط، لافتة إلى أن البلدين يمكن أن يمثلا قوة للاستقرار الإقليمي في المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار علاقات مصر الطيبة والاستثمارات. مع اليونان وقبرص لتحسين التعاون الإقليمي.

– أهمية زيارة الرئيس التركي لمصر

وأخيراً أبرزت الدراسة أهمية زيارة الرئيس التركي لمصر في عملية تصحيح وإعادة بناء العلاقات المصرية التركية.

وأعربت عن قناعتها بأن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو التفاهم بين مؤسسات صنع القرار في البلدين ووضع خارطة طريق للشكل المستقبلي للعلاقات.


شارك