تاريخ من الصدامات بين مادورو والولايات المتحدة.. لماذا صادرت أمريكا طائرة رئيس فنزويلا؟

منذ 16 أيام
تاريخ من الصدامات بين مادورو والولايات المتحدة.. لماذا صادرت أمريكا طائرة رئيس فنزويلا؟

اندلعت الاشتباكات من جديد بين الولايات المتحدة والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد أن استولى على طائرة كان يستخدمها خلال زيارة صيانة لجمهورية الدومينيكان أول من أمس، بدعوى أن شرائها يشكل انتهاكاً للعقوبات الأميركية.

– العقوبات الأميركية وراء احتجاز الطائرة

وأظهر موقع تتبع الطائرات فلايت رادار 24 أن الطائرة أقلعت من سانتو دومينغو، عاصمة جمهورية الدومينيكان، متجهة إلى فورت لودرديل بولاية فلوريدا.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الاستيلاء على الطائرة “خطوة مهمة لضمان استمرار شعور مادورو بعواقب سوء إدارته في فنزويلا”.

وقال المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند في بيان مكتوب إن الطائرة تم شراؤها بشكل غير قانوني من خلال شركة وهمية مقابل 13 مليون دولار وتم تهريبها إلى خارج الولايات المتحدة لإتاحتها لنيكولاس مادورو ومساعديه.

– فنزويلا: أمريكا قامت بعملية قرصنة إجرامية

وأشارت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان لها يوم الاثنين الماضي إلى أن الولايات المتحدة ارتكبت مرة أخرى ممارسة إجرامية متكررة لا يمكن وصفها إلا بأنها عمل من أعمال القرصنة، وذلك من خلال الاستيلاء بشكل غير قانوني على طائرة يستخدمها رئيس الجمهورية.

أمريكا لا تعترف بتمديد ولاية مادورو

وتتزامن أزمة الطائرة مع توترات بين الولايات المتحدة ومادورو بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثالثة في الانتخابات قبل نحو شهر، حيث حصل على 51.2% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية للهيئة الانتخابية المحلية في فنزويلا.

وبينما أكدت المعارضة أن مرشحها إدموندو جونزاليس حصل على 70% من الأصوات، رفضت الاعتراف بإعلان المجلس الانتخابي الوطني.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن “مخاوف جدية” من أن فوز مادورو المعلن لا يعكس إرادة الشعب في عملية التصويت.

أكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس الماضي، أن التكتل لا يعترف بالشرعية الديمقراطية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد إعادة انتخابه في يوليو/تموز في تصويت شككت المعارضة في نزاهته وأصبحت عدة دول.

وبحسب وكالة فرانس برس، قال بوريل في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن مادورو سيبقى رئيسا، نعم بحكم الأمر الواقع، لكننا لا نعترف بالشرعية الديمقراطية بناء على نتائج انتخابات لا يمكن التحقق منها.

– أمريكا تدعم الإطاحة بمادورو

والصراع الحالي ليس الحلقة الأولى في سلسلة التوترات بين أمريكا ومادورو، إذ سبقته قبل نحو خمس سنوات مواجهة ساخنة أدت إلى دعم الولايات المتحدة لتحرك زعيم المعارضة لإزاحته من السلطة.

وفي عام 2019، أعلن خوان غوايدو نفسه رئيسًا شرعيًا لفنزويلا، والتقى زعيم المعارضة الجديد برؤساء العالم في قمة دافوس. كما تلقى تصفيقا حارا خلال خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس السابق دونالد ترامب خلال المظاهرات الحاشدة في كاراكاس.

نصب غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي، نفسه رئيسًا للبلاد من خلال سن مادة دستورية تلزم رئيس البرلمان بتولي قيادة فنزويلا مؤقتًا في حالة حدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية.

– النفط الفنزويلي. أميركا تناور بسلاح العقوبات

وفي مارس 2018، قال مكتب واشنطن في أمريكا اللاتينية إن 78 فنزويليًا مرتبطين بمادورو قد فرضوا عقوبات من قبل عدة دول.

وفي أبريل 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من 150 شركة وسفينة وفردًا، وألغت تأشيرات 718 شخصًا مرتبطين بمادورو.

وفي نهاية عام 2023، قرر البيت الأبيض تخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط ومساعدة الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية على تحسين اقتصادها المتدهور.

وارتبط تخفيف العقوبات بسماح الرئيس نيكولاس مادورو لخصومه السياسيين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وعملت فنزويلا على التحايل على العقوبات الأمريكية من خلال تصدير النفط باستخدام السفن القديمة المقرر التخلص منها، أو الناقلات التي تم تعطيل إشاراتها الفنية لتجنب اكتشافها، أو عن طريق نقل شحنات النفط عن طريق البحر من ناقلة إلى أخرى لتجنب الكشف عن مصدر النفط. ويلاحظ أن الكثير من النفط يأتي من عمان وماليزيا.

وفي أبريل الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن صلاحية الترخيص العام الذي يسمح لفنزويلا بتصدير النفط أو الغاز ستنتهي بسبب عدم الوفاء بالالتزامات المتعلقة بالانتخابات التشريعية.

تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، لكن إنتاجها انخفض بعد سنوات من العقوبات وسوء الإدارة في هذا القطاع الحيوي.

ولهذه العقوبات تأثير كبير على الاقتصاد الفنزويلي الذي يعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط.


شارك