تهجير وإيذاء وسرقة أغنام.. عربدة المستوطنين تتصاعد ضد فلسطينيي الضفة

منذ 2 شهور
تهجير وإيذاء وسرقة أغنام.. عربدة المستوطنين تتصاعد ضد فلسطينيي الضفة

أدت موجة جديدة من هجمات المستوطنين الإسرائيليين إلى تهجير المجتمعات الرعوية الفلسطينية وتعزيز المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.

ويثير الوضع في الضفة الغربية المحتلة قلقاً كبيراً لأن إسرائيل تسمح وتعزز بيئة من الخوف تجبر سكان المجتمعات الفلسطينية على مغادرة منازلهم وأراضيهم.

ويصعد المستوطنون، وبحماية ودعم من قوات الأمن الإسرائيلية، هجماتهم العنيفة على التجمعات الرعوية الفلسطينية في تلال جنوب الخليل وغور الأردن والقدس الشرقية، المحاطة بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية.

* الهجوم وإضرام النار

وفي الحوادث التي رصدتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، هاجم المستوطنون النساء والأطفال داخل منازلهم أو بالقرب منها، وأضرموا النار في الممتلكات الفلسطينية ودمروها، وسرقوا الماشية، ودمروا البنية التحتية لمنع الوصول إلى المياه.

إن مثل هذه الهجمات، إلى جانب الدمار الذي تقوم به الإدارة المدنية الإسرائيلية، تجبر الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، الأمر الذي يساعد بدوره على تعزيز وتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية الإسرائيلية في هذه المناطق.

* إشعال الحرائق في الحقول وسرقة الأغنام

في منتصف ليل 4 يوليو/تموز، هاجم أكثر من 200 مستوطن إسرائيلي تجمع خلة الضبعة الرعوي من بؤرة مستوطنة أفيجيل الاستيطانية، وأضرموا النار في الحقول، وأحرقوا منزلا وألحقوا أضرارا بأربعة منازل أخرى، وهاجموا الفلسطينيين بالعصي والحجارة، ودمروا المنازل. 30 لوح شمسي ومضخة مياه ومولد كهرباء.

إضافة إلى ذلك، أقدم المستوطنون على إعطاب أربع مركبات، وسرقوا أكثر من 80 رأسا من الماشية الرعوية الفلسطينية، والتي تعتبر مصدر الدخل الرئيسي للمجتمع الفلسطيني.

وبحسب شهود عيان، فإن قوات الاحتلال لم تفعل شيئًا لوقف المستوطنين، وفي تلال الخليل الجنوبية، هاجم مستوطنون من بؤرة شوراشيم الاستيطانية تجمع أم الخير الرعوي الفلسطيني يوميًا خلال الأسبوع الماضي لإجبارهم على المغادرة.

وبالمثل، في أوائل شهر تموز/يوليو، هاجم المستوطنون وأصابوا سبعة فلسطينيين، من بينهم أربع نساء وفتاة تبلغ من العمر خمس سنوات وصبي يبلغ من العمر 17 عامًا، بالحجارة والعصي ورذاذ الفلفل، وذلك بحضور قوات الأمن الإسرائيلية مرة أخرى.

بتاريخ 3/7/ قام المستوطنون بتعطيل مضخة المياه التي تزود القرية بالمياه. وجاءت هذه الحوادث في أعقاب عملية هدم واسعة النطاق نفذتها الإدارة المدنية الإسرائيلية في 26 يونيو/حزيران، حيث تم هدم ثلاثة مبان سكنية وملجأين للحيوانات ومركز مجتمعي، وتم تهجير 27 شخصًا، من بينهم 15 طفلًا، قسراً، وفقًا للأمم المتحدة. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية .

* يتعرض المجتمع الرعوي لضغوط متزايدة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، يتعرض المجتمع الرعوي الفلسطيني في خلة السدرة، مخماس، شرق القدس، لضغوط متزايدة من المستوطنين من البؤر الاستيطانية والمستوطنات المحيطة، حيث يمنعون وصولهم إلى أراضي الرعي، ويقطعون إمدادات المياه، ويعتدون جسديًا. وهاجموا المجتمع لفظيًا وهددوا بإيذائهم إذا لم يغادروا.

في 26 يونيو/حزيران، زُعم أن حشدًا من المستوطنين الإسرائيليين، تحت حماية ودعم قوات الأمن الإسرائيلية، قاموا بسرقة حوالي 20 رأسًا من الأغنام من أحد الرعاة، بدعوى أنها ملكهم ومختلطة بخراف الفلسطينيين.

وبعد الحادث، قام المجتمع الفلسطيني بنقل مواشيه إلى قرية مخماس ومناطق أخرى، مما تسبب في مزيد من البؤس لهم وتهديد بجعل سبل عيشهم غير مستدامة.

وفي وادي الأردن، هاجم المستوطنون الإسرائيليون وقوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعًا رعويًا في رأس عين العوجا يومي 22 و23 يونيو/حزيران، بدعوى أن المجتمع سرق الماشية من المستوطنين.

وفي إطار موجة جديدة من الهجمات، داهم المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية حظائر الماشية وصادروا 13 رأسًا من الأغنام، بدعوى أنها ملكهم، وهو ما ينفيه المجتمع.

واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية ستة أفراد من المجتمع الفلسطيني، من بينهم امرأة وطفل، ظهروا في الموقع لأول مرة خلال المداهمة، وأطلقوا النار في الهواء على الفلسطينيين وأطلقوا الغاز المسيل للدموع.

*حكومة الاحتلال توسع ضم مناطق الضفة الغربية

ووفقاً للرصد الذي تقوم به مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فإن مثل هذه الهجمات تندرج ضمن اتجاه راسخ للعنف المنظم ضد الفلسطينيين الذي يتم تنفيذه مع الإفلات من العقاب.

وتأتي هذه الموجة الجديدة من هجمات المستوطنين أيضًا في وقت تتخذ فيه الحكومة الإسرائيلية إجراءات علنية من شأنها تسهيل ضم الأراضي الفلسطينية في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك الإعلان عن مساحات كبيرة من الأراضي كأراضي دولة لتطوير المستوطنات و” إضفاء الشرعية على إزالة البؤر الاستيطانية بأثر رجعي وإنشاء مستوطنات جديدة، بما في ذلك أكثر من 5000 وحدة سكنية في 5 يوليو/تموز، وهدم منازل الفلسطينيين ونقل السلطة الإدارية على الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من السلطة العسكرية الإسرائيلية إلى السلطة الإسرائيلية. المكاتب الحكومية.


شارك