محمود محي الدين: مصر واحة أمن في ظل توترات سياسية إقليمية.. والسياسة لا تنفصل عن الاقتصاد

منذ 9 أيام
محمود محي الدين: مصر واحة أمن في ظل توترات سياسية إقليمية.. والسياسة لا تنفصل عن الاقتصاد

– إذا زادت مصر صادراتها عشرة أضعاف فلن يؤثر ذلك على توازن القوى الاقتصادية الدولية المتزايدة وشهدت مصر نمواً اقتصادياً ملحوظاً وزيادة في الاستثمار في الفترة من 2004 إلى 2008. – عانت سنغافورة وفيتنام ودول أخرى من الفقر لفترة طويلة، ثم بدأ التعافي إن تحقيق الاستقرار الاقتصادي يجب أن يتحقق من خلال السيطرة على معدلات التضخم – إذا قامت الدولة بتمويل نفقاتها العامة فلا بد أن يكون لها إيرادات

 

خلال لقاء مفصل مع د. وتحدث محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية ووزير الاستثمار المصري الأسبق، عن رؤيته لمناخ الاستثمار في مصر، واستعرض خريطة القوى الاقتصادية العالمية، وقدم رؤيته الخاصة لتحسين المناخ في مواجهة التغيرات المناخية. العديد من الأزمات العالمية.

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامية أمل الحناوي في بودكاست “حكايات مع أمل”، أنه يضع نفسه في إطار البراغماتية السياسية، فهو لا يؤمن بوجود عقيدة ثابتة في مجال الاقتصاد لا بد منها. بل يعتبرها مدارس مختلفة يجب استغلالها لتحقيق الصالح العام، ويؤكد على أهمية دور القطاع الخاص، تحت إشراف جيد وفعال للدولة، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن بين حرية المجتمع. السوق وحرية السوق وقدرة القطاع الخاص على العمل والإنتاج بكفاءة.

وأوضح أن العديد من الدول تعاني من اختلاط مهام الدولة مع وظائف القطاع الخاص، ما يدفع القطاع إلى «التمرد» على قواعد الرقابة والمنافسة.

 

وعن التجارب الاقتصادية للدول، أشار محيي الدين إلى أنه في القرن التاسع عشر هيمنت الدول الأوروبية، ثم تحول المد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والآن المستقبل يكمن في آسيا. وقال: “إن العالم يتحرك شرقا” وأشاد بالجهود الصينية والهندية المتقدمة وكذلك نحو الدول العشر في مجموعة الآسيان، بما في ذلك سنغافورة وفيتنام وغيرها من الدول التي عانت من الفقر في الماضي، ولكن منذ أوائل القرن العشرين. شهدت الستينيات انتعاشًا. وأشار أيضًا إلى أن بعض الدول الإفريقية تعتبر واعدة نظرًا لسكانها الشباب ومواردها الطبيعية.

وشدد على ضرورة عدم الفصل بين السياسة والاقتصاد، مشددا على أن الاقتصاد يعمل في إطار القواعد السياسية التي تحدد الاتجاه الاقتصادي وبالتالي لا ينبغي أن يكون هناك فصل بين السياسي والاقتصادي. ولهذا السبب، بدا أن مصطلح “الاقتصاد السياسي” يحل مشاكل عامة الناس في سياق قراراتهم السياسية. وأضاف: «لا أستطيع أن أتعامل مع الاقتصاد كصفقة أو لقطة مكررة؛ وسيتقدم الاقتصاد في إطار سياسات متكاملة وعمل مؤسسي ورؤية واضحة. ولذلك، يجب دائمًا بحث أولويات الدولة والحكومة وأخذها بعين الاعتبار في عملية التنفيذ.

وفيما يتعلق بتقييمه للوضع الحالي، أكد أن الاقتصاد العالمي بدأ في التدهور منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، لكن مصر شهدت فترة ذهبية في الفترة 2004-2008 حيث شهدت نمواً اقتصادياً ملحوظاً وانتعاشاً في الاستثمارات وهدوءاً نسبياً في الاقتصاد. السياسة الإقليمية. وكان الهدف حينها إصلاح النظام الجمركي وتعديل النظام المصرفي وتحقيق استقرار العملة وتعديل النظام الضريبي. لكن العالم يعاني الآن من أزمة ثقة متنامية بين الأطراف الرئيسية في الاقتصاد العالمي، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على أوروبا، والقيود التجارية والاستثمارية بين الصين والولايات المتحدة.

وسلط الضوء على استراتيجية الأمن الاقتصادي التي تتكون من خمس مبادرات تهدف إلى تقييد حركة الصادرات أو الاستثمارات من الدول غير الأوروبية إلى أوروبا، وهو ما يرقى إلى تقييد البحث العلمي والابتكار والتطوير، وتوقع أن تؤدي هذه القيود إلى قوى قوية. التوترات في الوضع الاقتصادي الدولي ويمكن أن تستفيد من ذلك. وبعض البلدان بدأت للتو في الخروج من هذه التوترات. لكن كيف؟

فأجاب على السؤال الذي طرحه؛ وأوضح أن الميزة ستكون أنها ليست دولًا في صراع، ولا تعاني من توترات سياسية وليست أطرافًا في الصراع، بالإضافة إلى الحركة التجارية المحدودة، وتابع: “إذا زادت مصر صادراتها عشرة أضعاف، فإن توازن القوى الاقتصادية الدولية المتسارعة لن يتأثر، وبالتالي هناك مجال كبير جداً للمناورة يمكن استغلاله”. وبنفس الطريقة فإن الدول الآسيوية مثل سنغافورة وفيتنام وغيرها تنأى بنفسها عن أي صراع سياسي على الرغم من أنها جيران الصين جغرافياً، يهتمون بإقامة علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وينظرون إلى ذلك باعتباره “حياداً إيجابياً”. وعندما سئل: ما هي الخطوات التي تتخذها مصر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي ذكر الآتي في عدة نقاط: – تحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال السيطرة على معدلات التضخم، حيث لا يمكن جذب الاستثمارات في ظل مشاكل التضخم وعجز الموازنة. – التوسع ومواصلة تطوير الإصلاح الهيكلي. – السيطرة على عجز الموازنة والسيطرة على خدمة الدين العام الخارجي والمحلي – تسوية التضاريس؛ وهذا يعني أن شروط المنافسة يجب أن تكون بين الجهات التابعة للدولة بغض النظر عن إسمها وبين القطاع الخاص وأن تتمتع بقدر معين من العدالة والمنافسة وحرية المنافسة. مع التذكير بالنقاط السابقة؛ يؤدي إلى حالة من المرونة؛ فالاستثمار يساعد على زيادة معدلات التشغيل والرواتب، والتنمية أسهل لتحقيق «الفراغ.. كما أنها تستهدف استثمارات تحقق النمو الذي يؤدي إلى التنمية»، أي أن كل شيء مترابط. ولذلك فإن الاستقرار الاقتصادي هو الأساس الذي بدونه لا يمكن للاقتصاد أن ينتعش أو أن تتقدم الصادرات.

دكتور. وقال محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية ووزير الاستثمار الأسبق، إن تحركه للانتقال من الطابع المحلي إلى الدولي كان مبنيا على عدم الخوف من الفشل. وأضاف أن الأجواء الدولية لكل شخص تعتمد إلى حد كبير على الاعتراف الذي حققه في عمله محليا، مؤكدا أنه لا يخشى أن يضيع الاعتراف الذي حققه محليا. وأوضح تفاصيل انتقاله إلى الخارج أن فرصة العمل في البنك الدولي جاءت عام 2008، مشيراً إلى أن العمل في مناصب قيادية عليا في هذه المؤسسات الدولية يتمتع بدرجة عالية من التوافق. وأشار إلى أن مصر كانت إحدى الدول المؤسسة للبنك الدولي عام 1945 بعد اتفاقية بريتون وودز (الاسم الشائع لمؤتمر النقد الدولي الذي انعقد في الفترة من 1 إلى 22 يوليو 1944). وذكر أنه عمل في هذه المؤسسة نائبا لرئيس البنك الدولي للتنمية وتمويل القطاع الخاص، وأشار إلى أنه طرح هذه الفكرة على القيادة السياسية آنذاك، لكنهم لم يرحبوا بها. وأرجع ذلك إلى أنه لم يكمل عمله في ذلك الوقت، إذ أن الملفات المهمة، ومن بينها الانتهاء من تسوية ديون القطاع العام لدى البنوك العامة، كانت عند نقطة الصفر لحين التسوية الناجحة. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى برنامج التخفيف من حدة الفقر وإنشاء الإدارات الاقتصادية، تولى أيضا مسؤولية مراقبة التنمية المستدامة والتنمية البشرية في البنك الدولي، لافتا إلى أنه شغل عدة مناصب أخرى آخرها النائب الأول. رئيس مجموعة البنك الدولي للتنمية المستدامة. وأشار إلى أنه، نظرا لطبيعة عمله، يعطي الأولوية للتمويل من خلال الاستثمارات، لكنه لا ينوي الانخراط في سلوك مناهض للديون. ومع ذلك، فهو لا يريد أن تكون الدولة أو الشركات مقيدة بالديون أو القروض. ويوضح أنه يحاول استخدام الائتمان كملاذ أخير قدر الإمكان، وأنه له ما يبرره ولديه مجال للسداد. وأشار إلى أنه عندما تقوم الدولة بتمويل نفقاتها العامة، فلا بد أن يكون لها إيرادات، ولهذا فإن ميزانيات الدول التي تشمل نفقات عامة لديها إيرادات تأتي منها الضرائب المباشرة وغير المباشرة وغيرها من المصادر السيادية لتغطية الإنفاق. وأوضح أن هناك مبدأ معروفا وهو توحيد الموازنة العامة للدولة، كما أن هناك أيضا مبدأ وجوب إعطاء الأولوية للإنفاق، لافتا إلى أن البرلمان يوافق على الإنفاق العام على التعليم والصحة والبنية التحتية والأجور والصحة. الرواتب تحدد. والإنفاق في قطاع الدولة والأمن وكذلك لأصحاب المعاشات والمشتركين في مختلف مجالات الضمان الاجتماعي. وأوضح محيي الدين أن الموارد تأتي من الضرائب، وأنه في حالة وجود عجز في الضرائب وموارد الدولة فإن الدولة تدير الموارد بطريقتين: إما من خلال ما يسمى الاقتراض من البنك المركزي، أي من خلال تشغيل البنك المركزي. والمطبعة وهي من الأعمال التضخمية وهي غير مفضلة على الإطلاق. وقال إن الاقتراض من البنك المركزي يتم داخليا من خلال الطباعة، في حين أن إصدار النقد يجب أن يتناسب مع النمو الاقتصادي. فعندما يتجاوز معدل الإنفاق النمو، يحدث التضخم، وهي عملية ميكانيكية مألوفة في كل بلد. وأوضح أن هناك مجالات أخرى يمكن للدولة أن ترى فيها أنه بدلا من اللجوء إلى مصدر التضخم هذا منذ البداية، فإنها تتحول إلى القروض من الخارج، والتي لها أنواع مختلفة، إما كقروض طويلة الأجل منخفضة الفائدة، مثل: التمويل من خلال المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي أو بنك التنمية الأفريقي أو البنك الإسلامي للتنمية، والتي ترتبط بالمشروعات. وشدد على أن صندوق النقد الدولي هو الملاذ الأخير ويجب استخدامه فقط في حالة حدوث أزمة في ميزان المدفوعات، حيث أنه ليس الصندوق بل الدولة التي تمول المشروع أو الميزانية في حالة حدوث أزمة في ميزان المدفوعات. أزمة أو أزمة سعر صرف أو خلل في توازن أسرها. وأشار إلى أنه عادة ما تكون هناك أزمتان متزامنتان بين موازنة الدولة وميزان المدفوعات، وفي كثير من الأحيان تتزامن معهما أزمات سوق الصرف الأجنبي. وأوضح أنه من الأفضل للدولة أن تغطي مواردها من الضرائب وأموال الدولة وأن تغطي استثماراتها بالمدخرات المحلية، لافتا إلى أن المدخرات تأتي ليس فقط من المواطنين ولكن أيضا من القطاع الخاص والمدخرات المتراكمة من الدولة. تأتي من مؤسساتها وأوضح أنه في هذه الحالة تحقق مؤسسات الدولة وشركاتها فائضا وليس عجزا. فإذا كانت الحكومة تدير عجزاً وليس فائضاً، فستكون هناك مشكلة في انخفاض المدخرات. وأوضح أن هذا الوضع يرجع إلى تحقيق عدد من الشركات المصرية عوائد محدودة أو تكبدها خسائر. وبينما أكد أن هناك شركات مرتبطة بالدولة تحقق أرباحا، أشار إلى أن شركات أخرى تتكبد خسائر. وأكد محيي الدين أن هناك بنوكاً مملوكة للدولة تحقق فائضاً، لكن أيضاً شركات مملوكة للدولة تحقق خسائر. وتحدث عن الوضع الاقتصادي لمصر وربطه بالبرنامج مع صندوق النقد الدولي منذ بدء البرنامج عام 2016، متمنيا أن يكون البرنامج الحالي مع الصندوق هو الأخير. وأشار إلى تصريح رئيس الوزراء د. وقال مصطفى مدبولي إنه وحكومته يريدان أن يكون البرنامج الحالي هو البرنامج الأخير مع صندوق النقد الدولي. وقال إن البرنامج الأخير بدأ في ديسمبر 2022 وانتهى في نوفمبر 2026 وبالتالي سيكون عمره أربع سنوات. وأوضح أن هناك مشاكل كثيرة في العام الأول للتنفيذ حيث جاء بعد جائحة كورونا وتزامنه مع التأثير السلبي لحرب أوكرانيا. وشدد على ضرورة عدم المبالغة أو التقليل من أهمية الصدمات الخارجية، إلا أن الآثار الخارجية السلبية للأزمتين معروفة. وفي الوقت نفسه، أوضح محيي الدين أنه في بعض الأحيان يكون على الإدارة الاقتصادية الداخلية عبء ومسؤولية تتحملها، خاصة أن السبب وراء تأثر مصر بهذه الأزمات الخارجية أكثر من غيرها، سواء حرب أوكرانيا أو أزمة كورونا، بسبب التدهور الإقليمي، خاصة بعد الأحداث المؤسفة والكارثية التي شهدتها غزة، والتي أثرت سلباً أيضاً على إيرادات الدولة، وخاصة إيرادات الدولة مثل قناة السويس. وأشار إلى أن العام الأول من البرنامج لم يكن العام الأفضل بتأثيره ويمكن القول إن الاقتصاد حصل على تقدير مقبول. وأشار محيي الدين إلى أن العام الثاني الذي انتهى بالفعل تم تقييمه بشكل جيد وتم فيه إجراء المراجعتين الأولى والثانية بعد تأخير لمدة عام، وكذلك المراجعة الثالثة التي تمت بنجاح. وأشار إلى أن العام الحالي كان فترة صعبة وما زال التضخم مرتفعا، وأوضح أنه لا يزال هناك مجال كبير لمزيد من استقرار مرونة سعر الصرف وتحسينه بشكل كبير في هذا الصدد. وظهر ذلك من خلال إلغاء السوق السوداء، والسيطرة على وضع القطاع المالي، وتحول صافي الأصول الأجنبية لدى البنوك من العجز إلى القيمة الإيجابية، والتحسن النسبي في معدل النمو. إلا أنه أكد أن معدل النمو في دولة مثل مصر لا يقتصر على أرقام 3 و4%، بل يجب أن يكون الرقم ضعف ما تحقق على الأقل حتى يشعر المواطن العادي بذلك، موضحا أن المسؤولين المؤشرات تتحدث عن هذا، لكن المواطنين يقولون إن الوضع لا يتحسن. وشدد على أن معدل التضخم قد يكون مرتفعا وأن معدلات الاستثمار ليست بوتيرة عالية وأن الصادرات لم تنتعش بعد. الأمر نفسه ينطبق أيضًا على حركة الاستثمار. وشدد على ضرورة تحقيق إنجازات ملحوظة وكبيرة خلال العامين المتبقيين من البرنامج حتى يسير الاقتصاد المصري في مسار لا رجعة فيه بعد تحقيق التوازن الاقتصادي للصندوق. وفي حديثه عما إذا كان متفائلاً بشأن العامين المقبلين، قال محيي الدين إن التفاؤل في مجال الاقتصاد يرتبط دائمًا بالظروف والجهود المبذولة لتحقيق الأهداف. وأشار إلى أن هناك حاجة لجهود كبيرة للاستثمار في رأس المال البشري في التعليم والرعاية الصحية، وكذلك في تحسين المهارات والتدريب، مؤكدا أن المنافسة شرسة في ظل التطورات التكنولوجية. وأوضح أن هناك قطاعات ناشئة وسوق عمل، وأن الداخلين الجدد، رجالا ونساء، يحتاجون إلى تأهيل للتعامل مع هذه القطاعات، موضحا أن هذه القطاعات تحتاج إلى مهارات وقدرات أكبر مما كان عليه الحال في الماضي. وأشار إلى أن الاستثمارات في مجالات التحول الرقمي والبنية التحتية مطلوبة في إطار مشاركة القطاع الخاص والحكومة، مؤكدا أن هناك بالفعل تطورات كبيرة في مجالات البنية التحتية، لكن الدولة لا تزال بحاجة إلى المزيد. خاصة على الطرق السريعة في مختلف المحافظات واستكمال مبادرة حياة كريمة. وشدد على ضرورة تطوير المرافق الحيوية الأساسية في التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي وغيرها من المرافق، خاصة في المناطق الريفية، إلى جانب تعزيز الاقتصاد والمجتمع ضد الصدمات الخارجية حتى لا يواجهوا التأثير المزدوج للصدمات الخارجية. وأوضح أن مصر تتأثر بالآثار السلبية للتغير المناخي، والتغيرات في الوضع الاقتصادي والسياسي الدولي في أعقاب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، والمشاكل التي تشهدها المنطقة. وأشار إلى أنه من الضروري تقوية الاقتصاد حتى يتمكن من التعامل بمرونة مع الصدمات، لافتا إلى أن كل ذلك يتطلب التمويل على أساس الاستثمارات وليس عن طريق القروض، حتى لو كانت ذات فائدة منخفضة أو نسبة عالية من القروض. القروض. وشدد على ضرورة الحفاظ على استقرار الوضع الأمني في مصر بعد بعض التدهور الحاد في الفترة من 2011 إلى 2013، مشيراً إلى أن الوضع الإقليمي السيء، وكذلك الوضع العالمي في المجالات الأمنية، يؤكد أن مصر تواجه أزمة سياسية. والتوترات الأمنية التي عصفت بالمجتمعات والاقتصادات واحة الأمان. وأكد أنه لا يمكن الحديث عن الاقتصاد أو الاستثمارات أو الصادرات إذا كان هناك تدهور في الاستقرار الأمني. ورأى أن هناك دائما مجالا للنقاش حول تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى هذه، لكنه أكد أنه طالما تم تنفيذها بالفعل على أرض الواقع، فيجب استخدامها لتطوير الصناعة والزراعة والحركة الإنتاجية. وشدد على ضرورة إعطاء القطاع الخاص الأولوية الأولى بلا منازع في كل مجال يمكن أن يعمل فيه، حيث أن القطاع الخاص أكثر كفاءة وأكثر قدرة على التعامل مع التغيير وأفضل في المجالات التي يوجد فيها تجديد مستمر والابتكار قادر على التجديد. نفسها ونشاطها وتتحمل الخسائر والمخاطر. وأوضح أن القطاع الخاص أيضاً لديه القدرة على مراجعة نفسه عندما ينفذ مشروعاً خاطئاً ويتعافى من تعثراته، وعندما يتعثر هناك قطاع خاص أجدر وأكفأ منه ويمكن أن يتولى المسؤولية. وأشار إلى أن الدولة عندما تتعثر فإنها تستمر في التعثر لعقود من الزمن ويدفع المواطن ثمن هذا التعثر، موضحا أن التعثر ليس بدون سبب عندما تكون هناك شركة خاسرة لا تحقق أرباحا اقتصادية. وعبر محيي الدين عن تفاؤله باقتصاد مصر في البيئات العربية والإفريقية والمتوسطية، فهي الأكثر قدرة على التنويع الاقتصادي. وذكر أنه يتابع جهود دول الخليج العربية بشيء من الاهتمام والتقدير، قائلا إنها رغم عدم قدرتها الطبيعية على التنويع اقتصاديا، إلا أنها تبذل جهودا هائلة للتنويع وعدم الاعتماد بشكل أكبر على النفط أو الغاز الطبيعي. وأوضح أنه في كل مرة يتحسن المؤشر في القطاعات الاقتصادية غير النفطية، يحتفل المسؤولون في هذه الدول بقدرتهم على إدراك أن ميزانياتهم العامة وميزان مدفوعاتهم وناتجها المحلي الإجمالي أصبحوا أقل اعتمادا على النفط. وأوضح أن مصر لديها ظروف أكبر للتنويع الاقتصادي، لأنها إذا أرادت النمو أو الإنتاج أو الترويج للسياحة، فإن لديها كل الإمكانيات للقيام بذلك، بما يفوق بكثير تلك المتوفرة في الدول الأخرى. وأشار محيي الدين إلى أن مصر لديها ما لا تمتلكه الدول الأخرى من حيث الديناميكيات البشرية وعدد السكان الكبير. وتحدث محيي الدين عن التحديات التي واجهها خلال مسيرته المهنية في المؤسسات الدولية، قائلا إنه على مدار السنوات العشر التي قضاها في البنك الدولي، لم يكن من الشائع أن يشغل شخص ما هذه المناصب لفترة طويلة من الزمن، موضحا تلك الجدية والأهمية. العمل الجاد مهم في العمل. وأكد أنه عمل مع فريق عمل ممتاز في البنك الدولي لمدة عشر سنوات، وأكد أنه حقق أيضًا نجاحًا في عمله في مصر، سواء في إطار وزارة الاستثمار أو في مجالس الإدارة المختلفة والشركات القابضة. وأشار إلى أنه كان أصغر وزير في الحكومة عندما تولى حقيبة الاستثمار وكان عمره 39 عاما. عمل مع قيادات الهيئات والشركات والجهات التابعة للوزارة ممن كانوا أكبر منه سنا من حيث الخبرة والعمر، ولكن كان يجمعهم الاحترام المتبادل. وأشار إلى أنه استفاد من عمله السياسي المبكر منذ شبابه أو حتى طفولته، مؤكدا أنه لقي دعما كبيرا من الشباب الذين عملوا معه وأن له عددا كبيرا منهم في العمل التنفيذي الوزاري وفي المهم. المناطق التي وجدت عملاً في الولاية بعد ترك الوزارة. وعن تعامله مع الأزمات، أكد أنه لا يأخذها على محمل شخصي، فدائما من طبيعة العمل العام أن مثل هذه المشاكل يجب أن تعالج. وعن طبيعة عمله في الخارج، أوضح محيي الدين أن التحديات مختلفة، لأن كل من يعمل في وطنه يفعل ذلك بعقله وقلبه وكل جوارحه، أما العمل في الخارج فهو أكثر تقسيماً إلى مهام وأكثر تنظيماً مؤسسياً. وأشار إلى أن موارد المؤسسات الدولية تتيح الفرصة لجذب أفضل العاملين، موضحا أن مصر لديها أكثر الأشخاص احتراما وقدرة، لكن الحكومة لا تضع سقفا محددا لرواتبهم أو أجورهم. ولدى سؤاله عن إمكانية الحصول على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، أجاب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية بإمكانية إتاحتها للأجيال القادمة من الاقتصاديين، موضحا أن الجائزة تأتي من خلال نماذج ونظريات ومفاهيم الابتكار والتنمية. الحلول ذات الطابع التطبيقي. وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من الشباب الواعد في الجامعات المصرية، والذين لديهم فرصة الابتكار والتطور. لكنه أكد أن الحصول على هذه الجائزة ليس محض صدفة، بل هو مناخ مؤسسي متكامل يسمح للاقتصادي والفيزيائي والكيميائي والطبيب بالحصول عليها. وشدد على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وتخصيص الموارد الكافية له ومكافأة أفضل العقول في مصر من القائمين على هذا القطاع حتى يتمكنوا من الحصول على هذه الجوائز. وأشار إلى أن الأهم من الفوز بجائزة نوبل هو تقدير المجتمع للحلول التي ينفذها الاقتصاديون والسياسيون لجعل الحياة أسهل للجميع.


شارك