قبل مواجهة ترامب وهاريس.. كيف كانت أول مناظرة في تاريخ الولايات المتحدة؟
يواجه المرشحان لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، وكامالا هاريس، اليوم الثلاثاء، في أول مناظرة متلفزة، وهو المشهد الذي يتوقعه المؤيدون في وقت تتقارب فيه أرقام ونسب استطلاعات الرأي بينهما، مما يجعل المناظرة فرصة لكل منهم لإقناع أكثر وكسب الأصوات وترجيح كفة الميزان بفوزه.
وما يضفي على المناظرة بعدا مثيرا وحماسيا هو أنها ستجري في ولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات المتأرجحة «بلا ميول ديمقراطية أو جمهورية» التي ستقرر وتحدد نتيجة الانتخابات.
ويتمتع ترامب بميزة نسبية بأدائه القوي أمام منافسه السابق جو بايدن في المناظرة في يونيو/حزيران الماضي، فيما تدخل هاريس مسرح المواجهة بالمهمة الصعبة المتمثلة في استخدام خبرتها المهنية لتعويض ما شوهه بايدن في المواجهة السابقة وكيل نيابة، ماهر في توجيه الاتهامات في قاعات التحقيق.
تعتبر المناظرات الرئاسية تقليداً أصيلاً في الانتخابات الأميركية، لأن الأميركيين اعتادوا مشاهدتها منذ زمن طويل وبأساليب مختلفة.
– المناقشات السابقة
توفر المناظرات فرصة عظيمة للناخبين لمعرفة المزيد عن المرشحين من خلال مواجهتهم مباشرة حول مجموعة من القضايا الداخلية والخارجية. كما أنها الفرصة الأخيرة للمرشحين لإقناع الناخبين المتأرجحين وتحديد مواقفهم وحملهم على التصويت لهم.
لم تكن المناظرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة بين متنافسين على منصب الرئيس، بل كانت منافسة على مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، وكان حزباها ستيفن دوغلاس وأبراهام لنكولن. ومن أشهر رؤساء أمريكا فيما بعد”.
– تحريم العبودية
مثلت هذه المناظرة انعكاسا حقيقيا للخطاب السياسي الأمريكي في القرن التاسع عشر، حيث كان المتنافسون من أبرز الشخصيات في السياسة الأمريكية ومن أكثر المتحدثين فيها بلاغة، رغم أن الناس في ذلك الوقت لم يكونوا مسؤولين عن التصويت المباشر للكونغرس لصالح الحزب الجمهوري. المرشحين، وكانت هذه مسؤولية المجالس التشريعية في الولاية.
لكن هذه الانتخابات ذاتها تزامنت مع تصاعد المطالبات بحظر العبودية واستخدام العبيد، وهو الأمر الذي لم يعجبه الإقطاعيون. وهذا جعل الكشف أمام الناس أمرا لا مفر منه، حتى لو لم يؤثر ذلك على نتيجة التصويت.
– في الشارع وبحضور الجمهور
وجرت المناظرات في سبع جولات في شوارع الولاية بحضور عامة الناس، وعلى الرغم من أن قضية العبودية لم تكن في الأساس موضوع خلاف كبير بين المرشحين، إلا أن حجة لينكولن كانت اعتقاده بضرورة التعامل مع العبودية على أنها خطأ أخلاقي وأن جميع الناس خلقوا متساوين، كما أراد “الآباء المؤسسون” للولايات المتحدة.
ورد دوغلاس بأن تحليل نوايا الآباء المؤسسين كان خاطئا، لافتا إلى أن الكثير منهم كانوا من أصحاب العبيد الذين يعتقدون أن كل مجتمع يجب أن ينشئ نظامه الخاص.
لم يكن حله للمشكلة هو حظر العبودية بموجب القانون، بل كان التأكيد على أن العبودية سيتم تقييدها فعليًا من تلقاء نفسها مع مرور الوقت لأسباب اقتصادية وجغرافية وديموغرافية.
وكانت نتيجة التصويت خسارة لينكولن أمام دوغلاس. لكن ذلك لم يكن نهاية رحلة العبودية، فقد أتيحت له فرصة مصيرية لتولي منصب الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، وإصدار قانون يحظر “العبودية” وإنهاء العبودية المستمرة لإلغاء القانون المدني. الحرب ولتخليد اسمه كأحد أبرز الرؤساء الأمريكيين، تم نصب له نصب تذكاري في الساحة أمام مبنى الكونجرس.