شيخ الأزهر للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي: هل هناك حل للمهزلة التاريخية في غزة؟

منذ 2 شهور
شيخ الأزهر للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي: هل هناك حل للمهزلة التاريخية في غزة؟

الإمام الأكبر البروفيسور د. وجه شيخ الأزهر أحمد الطيب، سلسلة من الأسئلة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، بشأن استمرار العدوان الغاشم على فلسطينيي الأزهر في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، يرافقه وفد رفيع المستوى ضم سفين كوبمانز الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط. السفير كريستيان بيرجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.

وقال الإمام الأكبر إن الكلمات والعبارات لا تستطيع أن تعبر عما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الاعتداءات والمجازر والمجازر اليومية التي يتعرض لها والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب والصراعات، لافتاً إلى أن أهل غزة هم يتعرضون لوحشية لا تعرف لغة إنسانية، وليست شجاعة أو شهامة رجل مسلح يهاجم ويقتل النازحين الأبرياء.

وقال، بحسب بيان: “أستطيع أن أقول إننا لم نشهد قط مثل هذه الوحشية في عالم الحيوانات والوحوش. لقد تجاوز هذا المخلوق كل المعايير الإنسانية وارتكب أبشع الجرائم، وتحول إلى وحش متعطش للدماء وقتل الأبرياء”.

وتساءل شيخ الأزهر: “هل من حل لهذه المهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة؟ ومن يستطيع أن يوقف هذا العدوان الغاشم؟! ومتورط في قتل شعب أعزل، أو عالم آخر يشارك في المأساة بالصمت أو بالحديث عنها بالإدانة والاستنكار”.

وتابع: “هل هناك بصيص أمل في أن يتوقف من يصدرون الأسلحة إلى الأراضي المحتلة عن دعمهم وأن يستيقظ ضميرهم وإنسانيتهم؟ فهل هناك أمل في أن يكون لمن يواسي ويريح الفلسطينيين بكلمات من القرار السياسي؟!” أن يلعب أصحاب القرار دوراً حقيقياً وحاسماً فيما يحدث في غزة، وهم قادرون على ذلك إذا أرادوا؟!”.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط أصبح صعبا للغاية، محذرا من أنه إذا حدث هذا الوضع الحرج فإن العالم كله سيقع في خطر كبير لا يمكن التنبؤ بحجمه قام الكيان الصهيوني في المنطقة لجعلها مسرحاً دائماً للحروب والصراعات وإضعافها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ومصادرة مواردها وثرواتها.

من جانبه، أعرب جوزيب بوريل عن تقديره لشيخ الأزهر ودوره المحوري في نشر ثقافة السلام والدفاع عن حقوق المظلومين، فضلاً عن مساهمته المهمة في تعزيز الحوار بين الأديان، مشيراً إلى أنه مع وأشار الشيخ إلى رؤية الأزهر المتعلقة بتحديات الشرق الأوسط والمنطقة.

كما أكد أنه لا حل لهذه الأزمات إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم، فضلا عن جهود تغيير موازين القوى وضمان نمو الدولة الفلسطينية تدريجيا، وشدد على أن هذه مجازر ومذابح يواجهها الفلسطينيون إبادة جماعية وأنه يبذل جهودا كبيرة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة ويأمل أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من إرساء أسس السلام وتحقيق وقف إنساني لإطلاق النار يؤدي إلى وقف كامل لإطلاق النار وقف العدوان.

وأشار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية إلى أنه لم ير في حياته قضية أكثر تعقيدا وانقساما داخل الاتحاد الأوروبي من القضية الفلسطينية والأحداث في غزة، عندما ننظر إلى مواقف بعض دول الاتحاد الأوروبي. ومع وقف تصدير الأسلحة لجيش الاحتلال، لا تزال هناك بعض الدول داخل الاتحاد تواصل دعمه بالسلاح وفي مجالات السياسة العالمية.

وأوضح أن الاتحاد طرح مقترحاً بفرض عقوبات على بعض مسؤولي الأراضي المحتلة رداً على سياساتهم العدائية وتصريحاتهم المحرضة على الكراهية، كما اقترح فرض عقوبات على كل المتواطئين في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها. ووقعت مجازر في غزة، لكن سلطتنا تقتصر على مجرد الاقتراح ويجب أن يكون هناك موقف موحد للدول الأعضاء لإقرار العقوبة، وهو ما لم يتحقق، ونؤكد أن الاتحاد مستمر في ممارسة المزيد من الضغوط لوقفها. العدوان على غزة.


شارك