خبراء: زيادة وفرة الدولار تحسن من أداء البورصة وسط زيادة ثقة المستثمرين الأجانب
قال خبراء الأسواق المالية، الذين تحدثوا لايجي برس، إن التحسن الأخير في زيادة الموارد الدولارية في السوق المصرية ومرونة عرض العملة بفضل زيادة المستثمرين الأجانب يساهمان بشكل إيجابي في تحسين أداء البورصة المصرية وثقة السوق. في انتعاش الاقتصاد المصري.
وبعد تفاقم أزمة النقد الأجنبي في عامي 2022 و2023، شهدت مصر طفرة في موارد النقد الأجنبي خلال الأشهر الخمسة الماضية بدعم من قرارات الإصلاح، بما في ذلك تحرير سعر الصرف واتفاق رأس الحكمة بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة بسبب للعواقب السلبية للحرب الروسية الأوكرانية.
ومن أهم هذه المؤشرات ارتفاع احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي إلى 46.6 مليار دولار، والذي وصل إلى مستوى قياسي نهاية أغسطس الماضي، وصافي الأصول الأجنبية للبنوك، الذي ارتفع من قيمة سلبية بنحو 29 مليار دولار. يناير الماضي إلى 1.6 مليار دولار أمريكي في نهاية يوليو الماضي، بفائض يبلغ نحو 13 مليار دولار أمريكي.
وأعلنت البنوك زيادة حدود التعاملات ببطاقات الائتمان خارج مصر، وآخرها بنكي الأهلي ومصر، حيث رفعت حدود التعاملات بما يعادل 300 ألف جنيه شهريا بالعملة الأجنبية.
كما أنها مكنت من زيادة مدخرات العملات الأجنبية للعملاء الذين يسافرون نقدًا عبر الفروع إلى 5000 دولار عند السفر لأول مرة منذ عامين ونصف.
وقالت حنان رمسيس، خبيرة الأسواق المالية، لايجي برس، إن قرار زيادة حدود السحب للبنوك سيكون له تأثير إيجابي على حركة الأسهم بشكل عام وحركة الأسهم في القطاع المصرفي بشكل خاص.
وأضافت أن قدرة البنوك على توفير الدولارات ستساعد في تحسين نتائج أعمال الشركات المقيدة بالبورصة المصرية حيث يمكن استيراد المواد الخام الصناعية بسهولة أكبر. ويساعد ذلك على إطالة دورة الإنتاج، وتجنب الخسائر الناجمة عن التأخير في إصدار طلبات الإنتاج، وزيادة الربحية.
ويمثل القطاع المصرفي بالبورصة المصرية 11 بنكا أبرزها البنك التجاري الدولي، وبنك ياسل الإسلامي، وكريدي أجريكول مصر، والتنمية والإسكان، وQNB الأهلي.
وأشارت حنان رمسيس، إلى أن المرونة في توريد الدولار تساعد على زيادة حركة الحيازات الدولارية داخل البورصة المصرية، حيث أنه في الماضي – خلال أزمة إدارة الدولار – كانت هناك مشكلة في التعامل مع الحيازات الدولارية فيما يتعلق بإنهاء فترة الحيازة. وأعطى التسوية المعاملات بالدولار أو الجنيه وفرق سعر الصرف بين البنوك والسوق الموازية.
وأكدت أن سهولة عرض الدولار واستقرار سعر الصرف سيساعدان على زيادة حجم التدفقات الاستثمارية من الخارج. بسبب تحسن تصور أداء السوق من قبل المستثمرين الأجانب.
وأضافت حنان رمسيس، أن وجود فائض دولاري بالبنوك ساهم في القضاء على السوق الموازية، بالإضافة إلى زيادة احتياطي النقد الأجنبي وزيادة حجم تحويلات المصريين من الخارج.
وفي مارس الماضي، أعلن البنك المركزي تحرير سعر الصرف بهدف القضاء على السوق السوداء لتداول العملات الأجنبية وسد فجوة التمويل الخارجي وزيادة قرض صندوق النقد الدولي المستخدم لتمويله من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار أمريكي. وتم زيادة برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وقال سعيد الفقي، خبير الأسواق المالية، لايجي برس، إن الإجراءات الإيجابية التي اتخذها القطاع المصرفي في الفترة الأخيرة، ساهمت في زيادة ثقة المستثمرين الأجانب والعرب في أداء القطاع المصرفي المصري. وهذا يعكس بشكل جيد أداء البورصة المصرية.
استقبلت مصر أكثر من 60 مليار دولار من تدفقات النقد الأجنبي خلال الخمسة أشهر الماضية، منها 35 مليار دولار من أكبر صفقة استثمارية لتطوير مدينة رأس الحكمة ونحو 24 مليار دولار استثمارات أجنبية غير مباشرة في الدين المحلي في أول ثلاثة أشهر من الصرف تحرير أسعار الفائدة و1.6 مليار دولار من قرض الصندوق.
وتابع الفقي أن تحسين أداء البورصة المحلية يتحقق من خلال زيادة أحجام التداول مما يساهم في نشاط ونمو أداء أسهم الشركات.
وأكد أن استقرار سعر الصرف وسهولة توفر الدولار يعني أن مخاوف المستثمرين من عدم قدرتهم على الخروج بسرعة من السوق في أي وقت قد تبددت.