وزير الخارجية السوري: علاقاتنا بمصر تاريخية والقاهرة ركيزة الأمن القومي العربي

منذ 2 شهور
وزير الخارجية السوري: علاقاتنا بمصر تاريخية والقاهرة ركيزة الأمن القومي العربي

وزير الخارجية السوري د. وأكد فيصل المقداد خصوصية العلاقات المصرية السورية الممتدة منذ آلاف السنين، وأكد أن مصر ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك، وذكر أن التنسيق السياسي بين الجانبين على أعلى المستويات.

وأشار إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيسين عبد الفتاح السيسي وبشار الأسد في جدة عبر عن اتفاق وحماس الزعيمين على دفع هذه العلاقات والعمل على تطويرها وتوسيعها.

وأوضح المقداد في حوار أجراه أمس الأربعاء على هامش زيارته إلى القاهرة لحضور اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقدة في مقر الجامعة العربية – أن في أغلب الأمور هناك اتفاق مع مصر في العديد من القضايا خاصة ما يتعلق بضرورة الجلاء… أن المنطقة خالية من الأسلحة النووية وبذلك يعرب عن رغبة بلاده في إعادة بناء هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. المناطق.

وثمن وزير الخارجية السوري احتضان مصر لأشقائها السوريين وتعاملها معهم بكل هذا القدر من الأناقة والمجاملة دون التفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين، مؤكدا أن هذه هي ممارسة مصر وريادتها في المنطقة التي اعتاد عليها العرب عندما يواجهون. مع التحديات والمخاطر.

وتطرق المقداد إلى الأحداث والمخاطر التي تمر بها سوريا واستهدفت وحدة الدولة السورية وتشويش الأجواء في الصف العربي بأدوات ارتبط معظمها بالمخططات الغربية التي تستهدف العديد من الدول العربية فيما يسمى “ الدولة السورية” الربيع العربي عام 2011 وآثاره مستمرة حتى يومنا هذا ويشيد بنجاح مصر في مكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب.

وردا على سؤال وكالة أنباء الشرق الأوسط حول تصور سوريا لدور مصر في المنطقة في مواجهة التحديات الراهنة أكد وزير الخارجية السوري وقوف بلاده إلى جانب مصر في كافة القضايا التي تمس حقوقها وأمنها. النيل أو أي شيء يهدد أمنها القومي ويسعى لسرقة حقوقها التاريخية في هذه المياه، في ظل التحديات الحالية بين البلدين، مؤكدا أن جميع الدول العربية في هذه الاعتبارات إلى جانب مصر هي السياق.

كما أكد المقداد عمق ومتانة العلاقات المصرية السورية تاريخيا وفي الفترات الأخيرة والتي تميزت بتحديات وتقلبات ومتغيرات كبيرة في المنطقة العربية.

وثمن وزير الخارجية السوري دور مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد أكثر من مرة دعم مصر لسيادة واستقلال سوريا ووحدة الأراضي السورية، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون سوريا الداخلية. وأن دمشق تتبادل مع القاهرة نفس المواقف على كافة المستويات بشأن نفس القضايا التي تستهدف البلاد وتهدد استقرارها.

وأكد المقداد دعم بلاده لجهود مصر في مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى المصير المشترك للبلدين وتطابق مواقفهما تجاه معظم القضايا العربية.

وأشاد بنجاح مصر في التصدي للمخططات التي لم تستهدف الدولة المصرية فحسب بل الأمة العربية أيضا، وأعرب عن أسفه لأن الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وضعت خلف أهدافها الكثير من الغيوم والمتخفية وما زالت تختبئ في الضباب. بهدف تضليل وتشويه الحقائق على حساب وعي المواطن العربي.

وتحدث وزير الخارجية السوري بالتفصيل عما عاشته بلاده منذ عام 2011 وحتى الوقت الحاضر والتضحيات الكبيرة التي قدمتها في مواجهة إرهاب وتطرف العديد من الجماعات المسلحة إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين التي أرادت ونشرت إسقاط النظام السوري. دولة الإرهاب والتطرف في مشهد مماثل لما حدث في مصر في ذلك الوقت.

وأكد أن أحداث 2011 استهدفت منظومة الأمن القومي العربي من أجل تحقيق الأطماع الإسرائيلية التي تقف وراء كل محاولات الإبادة الجماعية والتي أصبحت الآن واضحة للجميع بعد الأوضاع الراهنة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة. ومحاولات الهيمنة على المواطنين العرب في كل مكان، والمثير للدهشة أن هذا الأمر يتم تجاهله في وسائل الإعلام الغربية.

وأضاف أن المواطنين، حتى في الدول الغربية، أصبحوا يرون إسرائيل على حقيقتها، تقف عارية وسط العالم، وأشار إلى أن المناقشات حول القضية الفلسطينية تجري في أروقة الأمم المتحدة، دون أن يكون هذا فعليا. أن يكون الأمر كذلك. «لأننا كشعب عربي كنا منشغلين ولم ندرك حقيقة هذه الخطط رغم أننا كنا نملك القوة، وذهب الحوار السياسي لصالحنا رغم بعض التجاوزات السياسية من الطرف الآخر. “

وأشار المقداد إلى أنه لهذه الأسباب، فإن معظم السياسيين لا يستغربون الأحداث التي تشهدها المنطقة، رغم قسوتها.

وناقش الدور الذي لعبته جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة وانتقالها منذ تأسيسها عام 1928 إلى الأعمال العسكرية وانتشارها اللاحق في عدة دول عربية وتصفية معارضيها وتعريض مصر لحرب أهلية لم يكن بسبب قوة الجماعة. الجيش المصري وردهم على مخططاتهم. وأضاف: “لم يكن هدفهم إضعاف مصر فحسب، بل إضعاف المنطقة، بما في ذلك سوريا، ونتائج هذه المخططات تهددنا جميعا”.

وتطرق المقداد إلى المخاطر التي واجهتها الدولة السورية بعد أحداث 2011 وما تبعها من تطورات خطيرة أثرت على أمن المواطنين السوريين، قائلاً: “في بعض الأحيان كان الخطر قريباً وعلى بعد أمتار قليلة”. وزارة الخارجية السورية، وشاهدنا بأم أعيننا قتال المجموعات الإرهابية”. وبما أن حراس الوزارة كانوا على مداخل مكاتبنا، لم نكن نعرف ما الذي ينتظرنا في طريق العودة إلى منازلنا، لكننا كنا واثقين وأن تنتهي هذه الأحداث وأن تنتصر إرادة الدولة السورية”.

وأضاف أن هذه الهجمات رافقتها مواقف العديد من الدول الغربية التي زعمت أنها تظاهرات سلمية، رغم شدة أعمال العنف والقتل التي تنفذها هذه الجماعات المسلحة. والأمر المؤكد هو أن الدولة السورية بمختلف أجهزتها ووزاراتها، تمكنت من الوقوف بحزم في وجه هذه الجماعات الإرهابية وتحدت هذه القوى، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي حاولت الاستيلاء على السلطة وقامت بعمليات القتل المباشر واستخدام القوة. والعنف المسلح، مشيراً إلى أن قوة التجربة السورية كانت في الصمود والتوحد حول القيادة السياسية، ما أدى إلى عدم قدرة هذه الجماعات على تحقيق أهدافها أو السيطرة على البلاد، ولفت إلى أنه في بعض المناطق لا تزال تخضع لسيطرة البعض. المجموعات المسلحة بالتعاون مع جهات خارجية.

وأشار المقداد إلى أن عدداً من الدول قدمت مساعدات ضخمة لإسقاط سوريا، واعترفت مؤخراً بأنها قدمت لها 137 مليار دولار، إضافة إلى 4 مليارات دولار قدمت فقط في قطاع الإعلام الذي تضخه الجماعات المسلحة. وأضاف: “على الرغم من هذا الدعم، فقد تم طرد العديد من الجماعات الإرهابية من سوريا”.

واتهم وزير الخارجية السوري بعض القوى الغربية بدعم الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي تم إنشاؤه كقوة ضمن خطة شاملة للسيطرة على المنطقة.

وفيما يتعلق بمباحثات المصالحة بين سوريا وتركيا، أكد المقداد أن “العلاقات مع تركيا كانت جيدة قبل هذه الأحداث وتوصلنا إلى اتفاق استراتيجي بيننا وكانت هناك عدة محاولات من جانب أنقرة للتواصل مع القيادة السورية بضرورة ذلك”. ونفوذ جماعة الإخوان المسلمين على حصة في السلطة، لكن دمشق رفضت ذلك، باعتبارها دولة لا تعتمد على الطائفية أو البعد الديني في العمل السياسي، مؤكدا أن بلاده لديها عدد من “المطالبات بإعادة العلاقات مع تركيا إلى مستواها السابق.”

وأضاف: “طلبنا من الأصدقاء والأشقاء الذين يتوسطون لدى الجانب التركي تلبية مطالبنا، وإلا كنا قد اعترفنا بمطالب تركيا”، نظراً للإلحاح التركي لإيجاد حل مع سوريا، في ظل الأزمات المستمرة التي يواجهها الاقتصاد التركي. مع ضرورة الانفتاح على عدد من دول الجوار عبر سوريا.

وقال المقداد إنه غادر قاعة الاجتماعات الرئيسية في الجامعة العربية بينما كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ162 لمجلس وزراء الخارجية العرب، تعبيرا عن رفض سوريا للممارسات التركية إعلان الجامعة رسميًا للدول العربية.

وفيما يتعلق بالسماح بعودة اللاجئين السوريين دون محاسبة، أكد المقداد أن الرئيس السوري بشار الأسد وقع أكثر من 22 مرسوماً يسمح بعودتهم دون محاسبة، وأسقط جميع التهم الموجهة إليهم جميعاً باستثناء القضية السابقة المنظورة أمام المحكمة والمتعلقة بـ الحقوق الشخصية، مشيراً إلى أن هناك تعليمات على جميع المعابر الحدودية بالسماح لأي مواطن سوري بالدخول دون محاسبة، إلا في هذه الحالة.

وردا على سؤال حول ما إذا كان التقارب المصري التركي سينعكس على العلاقات التركية السورية، أكد المقداد ثقة بلاده بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي مستعد للوقوف إلى جانب سوريا وأن كل مواطن سوري موجود على الأراضي المصرية يشعر بأنه كذلك. في بلاده وبين شعبه وأن السوريين في مصر لا يشعرون بأنهم غرباء ولا يشعرون بالتمييز، مشيراً إلى أنه التقى عدداً من رجال الأعمال السوريين في مصر وتحدثوا جميعاً عن الارتياح والترحيب والدعم والترحيب الإغاثة التي وجدوها من السلطات في مصر.

وردا على سؤال حول علاقات سوريا مع إيران وتأثيرها على دول المنطقة، أكد المقداد أن شعار الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان هو تحسين العلاقات مع دول الجوار و”نحن نسعى دائما”. “لتحسين أنفسنا في ظل هذه الظروف” وحذر من أن الخطر الحقيقي هو خطر الأفكار المتطرفة سواء كانت داعش أو الإخوان المسلمين أو الليبرالية الجديدة التي تسعى إلى اختراق الأمة العربية وتركز على الشباب بهدف تدمير الجميع. القيم الأخلاقية والإنسانية وتغيير الهوية الثقافية للناس، ويشير إلى أنه من المستحيل قبول هذه الأفكار في المجتمعات العربية.

وفيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية المتواصلة على المواقع السورية، أكد المقداد أن سوريا تعمل الآن على تعزيز دور الجيش السوري وتعزيز دور الدولة في المجتمع السوري وتأمين الاحتياجات الاقتصادية، مضيفاً: “سيأتي اليوم الذي لن نسمح فيه” إسرائيل ستواصل مهاجمة المناطق السورية”.


شارك