انطلاق قمة «الناتو» بواشنطن بالتزامن مع الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف
– مصادر لـ«الشروق»: أجندة القمة تتضمن مساعدات لأوكرانيا بقيمة 43 مليار دولار – تعزيز الدفاع الجوي.. والشراكات مع دول الشرق الأوسط خاصة الأردن وموريتانيا
انطلقت اليوم قمة رؤساء دول وحكومات الناتو في واشنطن العاصمة، تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف. يتعلق الأمر بتعزيز الدعم لأوكرانيا، وتعزيز الدفاع الجماعي لدول التحالف وتعميق شراكاتها الدولية.
قالت مصادر مطلعة لـ«الشروق»، إن الناتو سيواجه العديد من التحديات في المرحلة المقبلة، من بينها التحديات الداخلية الناشئة عن حالة الانفلات الأمني الناجمة عن التغيرات السياسية في الدول الأعضاء من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والمشكلة الأساسية تكمن في الحلف.
وأضافت المصادر أنه ستتم الموافقة على حزمة مساعدات لأوكرانيا خلال القمة، وسيكون هناك مركز قيادة لحلف شمال الأطلسي في ألمانيا يضم 700 موظف، وسيتم العمل على تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا ضد الضربات الروسية في ضوء الأحداث الأخيرة في أوكرانيا. العاصمة الأوكرانية كييف، ويقال أيضًا أن هناك مساعدات سنوية تصل قيمتها إلى 43 مليار دولار.
وأضافت المصادر أن عضوية أوكرانيا في الحلف لن يتم قبولها في هذه القمة، لكن ستكون هناك رسالة واضحة مفادها أن كييف وضعت على المسار الذي سينتهي بانضمامها إلى الحلف. ونوهت المصادر إلى أن التحديات تشمل ما يجري في دول الجوار وتعزيز دور الحلف وإدارة التوسع الروسي والصيني في كافة المناطق القريبة من نفوذ الناتو.
وبحسب المصادر، فإن هناك مخاوف بشأن احتمال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وتأثير ذلك على التحالف واحتمال أن يمارس المزيد من الضغوط على زيادة حصص الدول الأعضاء. يمكن أن تمارس ميزانية التحالف. وأكدت المصادر أن من بين الأولويات التي تمت مناقشتها مسألة تعزيز الشراكات مع العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك موريتانيا والأردن.
إلى ذلك، أكدت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن تركيز قمة الناتو سيكون على الالتزام المالي للدول تجاه التحالف الأمني، وتعميق التعاون بين الشركاء وتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا.
وقال سينغ في تصريحات نقلتها قناة الحرة الأمريكية: “يسعدنا استضافة قمة الناتو التاريخية ونتوقع تحقيق أشياء كثيرة، بما في ذلك تعميق التعاون الدفاعي بين الحلفاء”.
وقال سينغ إن دول الناتو جاءت إلى واشنطن لتؤكد مجددا التزامها بتخصيص 2% من الإنفاق الدفاعي للناتج الوطني بالإضافة إلى المساعدات لأوكرانيا، مضيفا: “إننا نحتفل بأحد أنجح التحالفات الدفاعية في التاريخ”.
وفي موسكو، أكد الكرملين أنه يتابع قمة حلف شمال الأطلسي “عن كثب”. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو ستتبع لهجة المحادثات والقرارات التي سيتم اتخاذها باهتمام كبير.
يشار إلى أن حلف شمال الأطلسي تأسس قبل 75 عاما في واشنطن وكان عدد أعضائه 12 عضوا. إلا أنها، مع مرور السنين، استقبلت أعضاء إضافيين، ارتفع عددهم إلى 32 عضوا، ويبلغ طول الحدود المشتركة مع روسيا 1340 كيلومترا. ولفترة طويلة، أصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي في إبريل/نيسان من العام الماضي، مع الحفاظ على ذلك تم اتباع سياسة عدم الانحياز العسكري لمدة ثلاثة عقود.
في مارس/آذار الماضي، شرعت السويد في أن تصبح العضو الثاني والثلاثين في حلف شمال الأطلسي، ويؤدي انضمام السويد إلى الحلف إلى تعزيز قدرات الحلف في شمال أوروبا ومنطقة بحر البلطيق، حيث تدور دول حلف شمال الأطلسي الآن حول بحر البلطيق، باستثناء بحر البلطيق. أبحر عبر المدخل الضيق لسانت بطرسبورغ على خليج فنلندا وجيب كالينينغراد الروسي.
ويعتبر التحالف أقوى مجموعة عسكرية في العالم لأنه، بالإضافة إلى القوى النووية مثل فرنسا وبريطانيا العظمى، يضم أيضًا أقوى الجيوش على الإطلاق، وخاصة القوات المسلحة للولايات المتحدة. واتخذت العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً لها وكان مقرها ردع أي تهديد أو توسع للاتحاد السوفييتي السابق في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. تم توسيع أهداف التحالف لاحقًا حيث كان يهدف إلى توحيد الدول الأعضاء عسكريًا وسياسيًا من أجل ردع أي تهديد مسلح خارجي لكل دولة عضو.