اختراق تقني لأجهزة لاسلكي واستهداف عناصر حزب الله.. كيف وظف الاحتلال الإسرائيلي التكنولوجيا لخدمة أهدافه العسكرية؟

منذ 2 شهور
اختراق تقني لأجهزة لاسلكي واستهداف عناصر حزب الله.. كيف وظف الاحتلال الإسرائيلي التكنولوجيا لخدمة أهدافه العسكرية؟

وتمكن الطاقم الإسرائيلي من اختراق أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها أفراد الوحدات الأمنية والمقاتلون في صفوف حزب الله اللبناني، ما أدى إلى انفجار المعدات، ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص، بالإضافة إلى عدد كبير من القتلى والجرحى. عدد الأشخاص وبحسب رويترز، أصيب أكثر من 1000 شخص.

وقال حزب الله في بيان: “بعد الاطلاع على كافة الحقائق والبيانات الحالية والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي وقع ظهر اليوم، نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي الذي طالت أيضاً المدنيين وأسفر عن سلسلة من الهجمات”. وجدد البيان: “شهداء وجرحى بأعداد كبيرة”. وجدد البيان: “الشهداء والجرحى هم رمز الجهاد وتضحيات الحزب على طريق القدس”، مضيفا: “انتصار لأهلنا الكرام في غزة والوطن”. وأضاف أن “دعمنا ومساندتنا ومساندتنا للمقاومة الفلسطينية الباسلة سيبقى مصدر فخر واعتزاز في الدنيا والآخرة”.

وتثير عملية التسلل الإسرائيلية تساؤلات حول مدى التقدم التكنولوجي الذي حققته قوة الاحتلال واستخدامه في العمليات العسكرية. وقد لعبت اتفاقيات السلام دوراً مهماً في تسريع نمو صناعة التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل. ومع اعتراف العديد من الدول بإسرائيل بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، تم فتح أسواق جديدة ضخمة أمام الشركات الإسرائيلية، خاصة في دول مثل الصين والهند. ومع ذلك، لم يكن هذا النمو محض صدفة، بل كان نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك التغيرات الجذرية في المشهد الاقتصادي العالمي مع انهيار الاتحاد السوفييتي وزيادة العولمة، وكذلك التطورات الداخلية في إسرائيل مثل الاستثمارات المكثفة في التعليم والتعليم. البحث العلمي، بحسب كتاب “السياسة الاقتصادية لصناعة الهايتك في إسرائيل”.

الوحدة 8200. الذراع الفني لإسرائيل وعمليات التجسس

وفيما يتعلق بالتقدم التقني واستخدامها داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد ورد ذكر الوحدة 8200، وهي إحدى أكبر وحدات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والتي بالإضافة إلى تطوير الأدوات، مسؤولة أيضًا عن جمع المعلومات المهمة للتجميع والتحديث المستمر. المعلومات وتحليل ومعالجة البيانات ونقل المعلومات إلى الجهات ذات العلاقة، وغالباً ما تشارك هذه الوحدة في مناطق القتال وتنفذ عملها.

وتركز الوحدة على التطوير التقني والبعد السيبراني بهدف تحقيق التفوق الاستخباراتي على جميع مستويات النظام الأمني الإسرائيلي، بما في ذلك العسكري والسياسي. وفي عام 2006، خلال حرب يوليو في لبنان، ساعدت الوحدة في جمع معلومات استخباراتية عن شخصيات بارزة في حزب الله وقادة المقاومة.

وفي عام 2010، ذكرت صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية أن الوحدة 8200 تدير قاعدة عسكرية كبيرة في صحراء النقب تسمى قاعدة أوريم، وتقع على بعد 30 كيلومترًا من بئر السبع. وتعتبر واحدة من أكبر قواعد الاستماع في العالم. كما ذكرت الصحيفة أن هذه القاعدة قادرة على مراقبة جميع وسائل الاتصال، بما في ذلك المكالمات والبريد الإلكتروني وغيرها، في دول الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا.

الذكاء الاصطناعي والروبوتات.. الآلة الإسرائيلية في مجازرها الوحشية

يعتبر الجيش الإسرائيلي رائدا في استخدام المروحيات الرباعية التي يتم التحكم فيها عن بعد والمزودة بمدافع رشاشة وصواريخ لرصد وترويع وقتل المدنيين الذين يبحثون عن مأوى في الخيام والمدارس والمستشفيات والمناطق السكنية.

وأفاد سكان مخيم النصيرات للاجئين في غزة، أن بعض الطائرات بدون طيار تبث أصوات بكاء الأطفال والنساء لجذب الفلسطينيين واستهدافهم.

ونشرت إسرائيل “طائرات بدون طيار انتحارية” و”قناصة آليين” وأبراجًا تعمل بالذكاء الاصطناعي لإنشاء “مناطق قتل آلية” على طول حدود غزة، بينما نشرت في عام 2021 أيضًا روبوتًا عسكريًا شبه مستقل يسمى “جاكوار”، تم الإعلان عنه باسم “جاغوار”. ” “أحد الروبوتات العسكرية الأولى في العالم التي يمكنها أن تحل محل الجنود”، كما جاء في مقال علمي لمنظمة Access Now الدولية.

برامج البحث عن الرهائن

ونظرا لفشل الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق سراح سوى عدد محدود من الأسرى والمعتقلين المقاومين، قالت إذاعة مونت كارلو الدولية، إن استخبارات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم برنامجا موسعا للتعرف على الوجه في غزة، لم يتم الكشف عنه سابقا. ويتم إجراؤها بمحاولة موسعة وتجريبية لإجراء مراقبة جماعية هناك. ويتم جمع وجوه الفلسطينيين وتسجيلها دون علمهم أو موافقتهم بهدف إدراجهم على قوائم المطلوبين لدى إسرائيل.

ويعتمد البرنامج، الذي تديره وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقسم الاستخبارات الإلكترونية، على تقنية طورتها شركة كورسايت الإسرائيلية ويستخدم الصور التي نشرتها جوجل بهدف إجراء مراقبة جماعية للفلسطينيين في غزة. تسمح هذه التقنيات لإسرائيل بالتقاط صور لوجوه الحشود ولقطات بطائرات بدون طيار، وفقًا لمسؤولين عسكريين وضباط مخابرات إسرائيليين.

أفاد مسؤولون في المخابرات الإسرائيلية أن مراقبة حماس في غزة تتم من خلال التنصت على خطوط الهاتف، واختراق أنظمة الاتصالات، واستجواب السجناء الفلسطينيين، وجمع لقطات الطائرات بدون طيار ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، استخدمت إسرائيل بالفعل تكنولوجيا التعرف على الوجه في الضفة الغربية والقدس الشرقية من خلال نظام محلي يسمى “الذئب الأزرق”، حيث يتم فحص الفلسطينيين بكاميرات عالية الوضوح قبل السماح لهم بالمرور.

الخاسبورا… مصنع القتل الجماعي

ونظام “الهاسبورا” هو أحدث التقنيات التي استخدمها الإسرائيليون بالكامل في حرب غزة. ونظام “الهاسبورا”، أحدث تقنيات الوحدة 8200 في جيش الاحتلال، يعتمد على الذكاء الاصطناعي ومهمته معالجة كميات هائلة من البيانات وتحويلها إلى أهداف هجومية -المصطلح الإسرائيلي- من قبل الوحدات الميدانية.

ووصف ضابط سابق نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي بأنه “مصنع قتل جماعي” يركز، على حد تعبيره، على الكم وليس على النوعية.

وسلطت مجلة 972+ الضوء على تصريحات الفلسطينيين منذ عملية فيضان الأقصى، والتي أكدت فيها قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على عشرات المباني والمنازل الخاصة، حيث لم يكن هناك أي عناصر معروفة أو واضحة لهم علاقات بحركة حماس أو فصائل المقاومة الأخرى.

وشددت على أن هذه الهجمات يمكن أن تؤدي إلى القتل المتعمد لعائلات بأكملها، وتساءلت: “هل يمكن الاعتماد على نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاختيار الأهداف لمهاجمتها؟” وأشار أحد الخبراء إلى أن الخوارزميات لا توضح كيف توصل النظام إلى استنتاجاته مما يجعل من الصعب التحقق من صحة نتيجة الضرب. وتستعد إسرائيل، التي تستخدم التكنولوجيا الذكية لتحسين قدراتها منذ عدة سنوات، لطرح نظام “هاسبورا” للبيع في جميع أنحاء العالم.

والسفير الإيراني من بين المصابين

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني أصيب في انفجار معدات اتصالات في لبنان.

ما هي أجهزة النداء؟

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن “البيجر” أو “البيجر” هو جهاز إلكتروني صغير يسهل حمله ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو رقم الشخص الذي يريد الجهاز الاتصال به.

وقال مسؤول في حزب الله إن الانفجارات جاءت نتيجة “عملية أمنية ضد الأجهزة”، في إشارة إلى أجهزة الاتصال المحمولة “بيجر” التي تستخدمها الجماعة. واتهم المسؤول إسرائيل بالتورط في الأمر، قائلا: إن “العدو (إسرائيل) يقف وراء هذا الحادث الأمني”، لافتا إلى أن أجهزة “البيجر” المتطورة التي كان يحملها عناصر حزب الله كانت تحتوي على بطاريات ليثيوم انفجرت على ما يبدو. ووفقا للهيئة الأمريكية، يمكن لبطاريات الليثيوم أن تنتج دخانا وتذوب وحتى تشتعل فيها النيران عند ارتفاع درجة الحرارة. تُستخدم بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن في المنتجات الاستهلاكية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وحتى السيارات الكهربائية.

كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة قولها إن أجهزة الاتصالات التي استهدفت في لبنان كانت جزءا من شحنة جديدة تلقاها حزب الله مؤخرا. من ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الوزراء عدم إجراء مقابلات أو التعليق على انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان.


شارك