هجمات بيجر في لبنان.. أجهزة مزروعة ومخاوف من انهيار آمال السلام الأمريكية

منذ 2 شهور
هجمات بيجر في لبنان.. أجهزة مزروعة ومخاوف من انهيار آمال السلام الأمريكية

وفي الوقت الذي كانت فيه التقارير الأمريكية تناقش الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى اتخاذ قرار إطلاق تفجيرات أجهزة النداء المحمولة، خلص تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الهجوم يمثل ضربة أخرى لآمال السلام الأمريكية.

*** كواليس التفجيرات

صرح مسؤولون أمريكيون لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أن إسرائيل قررت يوم الثلاثاء تفجير أجهزة اتصال بيجر يحملها أعضاء حزب الله اللبناني في لبنان وسوريا، خشية أن تكتشف الجماعة عمليتهم السرية.

وجاء الهجوم وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، الأمر الذي أثار قلق المسؤولين الأمريكيين للغاية من أنه قد يؤدي إلى حرب شاملة.

ووصف مسؤول أميركي إسرائيل بأنها السبب في توقيت الهجوم، قائلاً إنها كانت لحظة اغتنام الفرصة أو تفويتها.

وهدد حزب الله بالرد على الهجوم “الكبير” الذي أدى إلى مقتل تسعة أشخاص، بينهم فتاة، وإصابة 2800 آخرين.

وفي صباح الأربعاء، أصدر حزب الله بيانا قال فيه إنه سيواصل القتال ضد إسرائيل على طول الحدود بغض النظر عن رده على الهجوم الأكبر، مضيفا أن إسرائيل يجب أن تتوقع الانتقام من العملية.

وقال مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على العملية إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة الاستدعاء المتفجرة التي يمكن “زرعها” داخل صفوف حزب الله، كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة هزيمة حزب الله.

لكن في الأيام الأخيرة، ازداد قلق القادة الإسرائيليين من احتمال اكتشاف حزب الله لأجهزة النداء. وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار الوزراء وقادة قوات الدفاع الإسرائيلية ووكالات المخابرات استخدام النظام الآن بدلاً من اكتشاف المخاطر من قبل حزب الله، وفقًا لمسؤول أمريكي.

وبينما قام عاموس هوكشتاين، مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بزيارة إسرائيل يوم الاثنين، انخرط نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ومسؤولون كبار آخرون في ساعات من المشاورات الأمنية المستمرة حول مسألة التسوية المحتملة للعملية.

وقال مسؤول أميركي إنهم عندما التقوا بهوكستين، لم يعطوه ولو تلميحاً عما يجري خلف الكواليس.

وبعد ظهر الثلاثاء، وقبل دقائق قليلة من بدء انفجارات جهاز النداء في أنحاء لبنان، اتصل لبنان بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وأبلغه أن إسرائيل ستنفذ قريبا عملية في لبنان، دون إعطاء تفاصيل محددة.

وقال مسؤول أميركي إن الإسرائيليين لم يزودوا الولايات المتحدة بالتفاصيل الدقيقة للعملية، لكنه أضاف أن اتصال غالانت كان محاولة لعدم إخفاء الأمر برمته عن الولايات المتحدة.

*** ضربة للآمال الأمريكية

وقال التحليل، الذي نشر في صحيفة الغارديان، إن الهجوم الاستثنائي في لبنان جاء في وقت غير مناسب للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا يزال من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد كانت الولايات المتحدة تحاول يائسة منعه.

وأضاف التحليل: “يبقى أن نرى ما إذا كان هجوم النداء كان مقدمة لعملية أوسع نطاقاً لقوات الدفاع الإسرائيلية يمكنها الآن الاستفادة من حقيقة أن المئات أو ربما حتى الآلاف من مقاتلي حزب الله تعرضوا للتشويه والإصابة”.

ووجد التحليل أن الهجمات من المحتمل أن تعطل اتصالات حزب الله لأنه تم شراء أجهزة الاستدعاء كبديل منخفض المخاطر للهواتف المحمولة، مما يسمح لهم بالتواصل عن بعد دون تعريض أنفسهم لقادة حزب الله وحماس كجزء من عمليات الاغتيال المستهدفة من قبل إسرائيل.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية أنها ستوسع نطاق أهدافها الحربية لتشمل عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الحدود مع لبنان، الأمر الذي قد يمنح نتنياهو ذريعة للحرب إذا قرر شن غزو بري للبنان. كما يخشى بعض المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين.

وفي حين قال المسؤولون الأمريكيون إن أساس السلام على طول الحدود الشمالية للبنان سيتم إرساءه من خلال وقف إطلاق النار في غزة، فقد ثبت صعوبة تحقيق هذا الاتفاق ولا يبدو أنه قريب من التنفيذ على الإطلاق.


شارك