هل يخفض المركزي المصري سعر الفائدة في اجتماعه المقبل بعد قرار الفيدرالي؟
قال مصرفيون، تحدثوا لايجي برس، إن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، لن يدفع البنك المركزي المصري إلى خفض سعر الفائدة في اجتماعاته المقبلة عام 2024، بسبب اختلاف الأداء الاقتصادي بين البلدين وزيادة الضغوط التضخمية في مصر.
رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة بجرأة بنسبة 0.5% في اجتماعه السادس عام 2024 أمس الأربعاء، ليعكس الاتجاه التقييدي المستمر منذ عامين ونصف.
وانخفضت أسعار الفائدة على الدولار إلى 4.75% و5% على التوالي، من 5.25% و5.5% قبل الخفض.
وتسبب رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اكتساب الدولار قوة وهيمنته، مما زاد الضغط على العملات المحلية في الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، سواء في الاقتراض الخارجي أو زيادة جاذبية استثمارات الورق الأخضر.
ويعقد البنك المركزي المصري اجتماعه السادس لعام 2024 في 17 أكتوبر المقبل، بعد إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير عند 27.25% على الودائع و28.25% على القروض في الاجتماعات الثلاثة الأخيرة.
ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي بعد اجتماعه المقبل اجتماعين آخرين في العام الحالي يومي 21 نوفمبر و26 ديسمبر.
وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، لايجي برس، إن البنك المركزي لن يتأثر بقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وسيترك سعر الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل بسبب اختلاف السياسة النقدية بين البلدين والضغوط التضخمية وفي مصر، كان التخفيض الوحيد لسعر الفائدة قصير الأجل محدودا.
وأوضح أن الزيادة التدريجية في أسعار الغاز والديزل والبنزين وآخرها أسطوانات الغاز، ستؤدي إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار وبالتالي ارتفاع معدل التضخم، وهو ما سيشكل ضغوطاً جديدة على البنك المركزي.
رفعت مصر سعر أسطوانة الغاز بنسبة 50% إلى 150 جنيها للاستخدام المنزلي و300 جنيه للاستخدام التجاري، وفقا لبيان وزارة التموين أمس.
وسبق أن رفعت مصر أسعار البنزين والديزل والكهرباء للعام الثاني على التوالي في أغسطس الماضي في إطار إجراءات ضبط المالية العامة في 2024.
توقع محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بالشركة الأهلية للاستثمارات المالية، أن يؤثر قرار البنك المركزي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة في مصر، لكن نظرا لاستمرار ارتفاع التضخم فإن البنك المركزي المصري سيفعل ذلك إذا كان الأمر كذلك. ، وترك سعر الفائدة دون تغيير.
وأوضح أن إجراءات الرقابة المالية، بما في ذلك ترشيد دعم الوقود، ستجبر البنك المركزي على توخي الحذر قبل اتخاذ قرار بخفض سعر الفائدة بنهاية العام الجاري لضمان استمرار تراجع التضخم.
وقال البنك المركزي في تقريره الأخير إن هناك خطر زيادة الضغوط التضخمية بسبب إجراءات الرقابة المالية العامة والتوترات الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على ارتفاع أسعار السلع العالمية.
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 19% خلال العامين ونصف العام الماضيين ليصل إلى مستوى قياسي عند 27.25% للودائع و28.25% للقروض، بهدف احتواء الضغوط التضخمية نتيجة تحرير سعر الصرف.
اتفقت سحر الدماطي، نائب رئيس بنك مصر، مع الآراء السابقة بأن البنك المركزي سيبقي على سعر الفائدة دون تغيير حتى نهاية العام الجاري.
وأوضحت أن ارتفاع أسعار الوقود سيؤدي إلى زيادة معدلات التضخم، مما يزيد العبء على البنك المركزي في امتصاص الضغوط التضخمية.
وارتفع معدل التضخم السنوي في المناطق الحضرية للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، من 25.7% في يوليو/تموز إلى 26.2% في أغسطس/آب.
ولا يزال معدل التضخم بعيدا عن المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي المصري والذي من المتوقع أن يتراوح بين 5% و9% بنهاية الربع الرابع من العام الجاري.
متى سيخفض البنك المركزي أسعار الفائدة؟
واتفق المصرفيون على أن البنك المركزي لن يخفض أسعار الفائدة حتى الربع الأول من العام المقبل بعد التأكد من أن التضخم يتجه نحو منحنى هبوطي مستدام.
قال محمود نجلاء، إن البنك المركزي سيبدأ خفض سعر الفائدة في الربع الأول من العام المقبل بعد انخفاض معدل التضخم بسبب سنة الأساس.
وأوضح أن وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه المقبل قد تشجع البنك المركزي المصري على زيادة وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة بنسبة تصل إلى 2% و3% في نفس الوقت.
واتفق محمد عبد العال وسحر الدماطي مع الرأي السابق بأن البنك المركزي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في الربع الأول من العام المقبل بعد تأكيد أن التضخم في اتجاه نزولي.