تفجيرات البيجر وأسرار الوحدة 8200 الصهيونية.. عمليات سرية ونجاحات خفية تنكشف أمام طوفان الأقصى
مع دوي الانفجارات التي تهز لبنان على مدى يومين متتاليين نتيجة تفجير أجهزة بيجر تابعة لجماعة حزب الله، عادت وحدة استخبارات الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم “الوحدة 8200” إلى واجهة الأخبار باعتبارها الشخص المسؤول من أجل ذلك الهجوم.
ونقلت وكالة “رويترز” البريطانية عن مصادر لبنانية وغربية أن جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” كان وراء هذه العملية المعقدة، التي تم فيها وضع كمية صغيرة من المتفجرات في 5000 جهاز اتصال لاسلكي “بيجر” طلبها حزب الله، مما أدى إلى مما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة آلاف آخرين بجروح مختلفة. إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها نشر الوحدة 8200، التي تعتبر واحدة من أكبر وحدات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
تأسست الوحدة في منتصف القرن العشرين وتهدف إلى الاعتراض وفك التشفير لتزويد القيادة المركزية وهيئة الأركان العامة بالمعلومات والتحذيرات. إلا أن هذه الوحدة فشلت في التنبؤ بعملية “طوفان الأقصى” باستخدام كافة التقنيات المتطورة التي تستخدمها. الهجوم على المفاعل النووي العراقي في عام 1981، شاركت الوحدة 8200 في الهجوم على المفاعل النووي العراقي.
ولعبت دورًا حاسمًا في تحديد المصادر المحتملة للوصول إلى موقع بناء المفاعل وجمع المعلومات حول تفاصيله وتصميمه. وذكرت شبكة الجزيرة أنه بعد ذلك تم تكليف فريق من الموساد بالعمل مع أعضاء الوحدة 8200 لتجنيد عناصر لجمع معلومات استخباراتية. الهجوم على المفاعل النووي السوري في عام 2007، طلب مدير الموساد آنذاك، مئير داغان، تمويلاً إضافياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، في حين قدمت الوحدة 8200 طلباً للبحث في المشروع النووي السوري.
وزادت الوحدة الإسرائيلية مراقبة الاتصالات السورية بهدف شن هجوم على المفاعل النووي السوري.
تدمير معدات البرنامج النووي الإيراني وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن الوحدة 8200 شاركت في تطوير فيروس ستوكسنت، الذي تم استخدامه لتدمير أجهزة الطرد المركزي المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وتم تنفيذ هذه العملية بالتعاون بين الوحدة 8200 والموساد ووكالة المخابرات المركزية.
الحرب الإلكترونية والحسابات المزيفة وفقًا لتقرير نشرته قناة الجزيرة، عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، قادت الوحدة 8200 نشاطًا على مواقع التواصل الاجتماعي استهدف بشكل مباشر قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري، فصيل عز الدين. كتائب القسام.
وهي تدير مجموعة من الحسابات الوهمية باللغة العربية بهدف إثارة مشاعر الكراهية ضد المقاومة الفلسطينية، وتكرر الرواية الإسرائيلية عن اعتداءات حماس على المدنيين والانتهاكات التي تعرضت لها إسرائيل في هذا الهجوم.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن بعض هذه الحسابات يديرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيدي كوهين.
الفشل في مواجهة طوفان الأقصى وأكد التقرير أن وحدة “8200” فشلت فشلا ذريعا في التنبؤ بعملية “طوفان الأقصى” التي فاجأت إسرائيل والوحدة بشكل خاص يوم 7 أكتوبر 2023.
تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام من التسلل إلى قاعدة أورم العسكرية في صحراء النقب المحتلة، ونصب كمين للقاعدة وقتل من بداخلها.
كما تمكنت الكتائب من ضبط ملفات استخباراتية ومعلومات حساسة ومعدات ذات قيمة عالية، ثم انسحبت دون وقوع إصابات. إضافة إلى ذلك، سيطرت المقاومة على المستوطنات المحيطة بغزة، حيث قُتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين وأُسر العشرات.
لكن الوحدة 8200 حاولت تبرير هذا الإغفال بالإشارة إلى وجود فجوة أمنية واستخباراتية لم يتمكن خبراؤها من تفسيرها، حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية.