وزير الخارجية اليمنى شائع الزندانى لـ«الشروق»: الخلافات العربية – العربية وراء نجاح الآخرين فى فرض حضورهم على الدول العربية
هدف أعدائنا في هذه المرحلة هو الفرقة.. والوضع يستدعي التحرك لتجنب المصير الأليم
– قبل أن نتحدث عن بدء الحوار مع إيران، علينا أولاً أن نجتمع ونضع مشروعاً للوحدة العربية. – الدول العربية غير قادرة على التصدي للمشروع الإيراني ومواجهة أهدافه في ظل غياب الإرادة السياسية والقدرة على التلاحم.
– لا وجه للمقارنة بين الضرر الذي لحق بإسرائيل من هجمات الحوثيين وحجم الضرر الذي لحق بمصر واليمن.
– “أنصار الله” ليس لها مشروع سياسي وتعتقد أن لها حق إلهي في الحكم
– نحن لا ندعو إلى الحرب، ولكن إذا لزم الأمر سنعمل على استعادة سلطتنا المغتصبة في كافة الأراضي اليمنية. – هناك تاريخ مشترك ومصالح مشتركة تجمع بين مصر واليمن.. والقاهرة تدعم كافة الجهود من أجل الاستقرار والأمن في بلادنا.
ونظراً لمنصبه رئيساً للدورة الـ 162 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، يتولى وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني مسؤولية تنسيق العمل العربي المشترك وإدارة الأزمات ومعالجة التحديات التي تواجه الموقف العربي. العالم في هذه اللحظة الحاسمة.
لكن المفارقة هي أن الوزير اليمني الذي تمر بلاده بأزمة خطيرة وتواجه كارثة إنسانية بعد الحرب الأهلية التي تصاعدت قبل نحو عقد من الزمان، يضطر إلى التعامل مع الأزمات والحروب الأهلية وتهديد التفكك التي تؤثر على العديد من الدول العربية. ، قاب قوسين أو أدنى.
ومن المفارقات أيضاً أن الزنداني الذي يمثل الحكومة اليمنية الشرعية بحكم منصبه على رأس اجتماع الجامعة العربية، يعارض العدوان الإسرائيلي على فلسطين في الوقت الذي تعارض فيه جماعة الحوثي – الخصم والمنافس للحكومة الشرعية – العدوان الإسرائيلي على فلسطين. وتصدت لهذا العدوان بصواريخها ومسيراتها، مما أثار تعاطفا شعبيا عربيا وغضبا رسميا ضدها لإضرارها بدول البحر الأحمر.
وحول هذه المفارقات ومسؤولياتها العربية واليمنية في هذا الوقت، أجرت الشروق هذا الحوار مع الوزير شايع الزنداني: في البداية؛ وأشاد وزير الخارجية اليمني بنتائج الاجتماع الحالي لمجلس الجامعة العربية ووصفها بالإيجابية وقال إن هذه النتائج في مجملها تعكس اتفاق كافة الدول العربية على أن تكون القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة التي تحتاج إلى معالجة. ليكون التركيز في هذه سابقة غير مسبوقة، ويعزو هذا الموقف إلى إحساس وزراء الخارجية العرب باللحظة التاريخية الحاسمة في مصير منطقة الشعوب العربية.
ورغم إشادةه بالمشاركة النوعية في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في دورته العادية (162)، وكذلك المشاركة الإقليمية والدولية، أكد أن المنطقة العربية لم تصل إلى هذا المستوى من الانهيار والتفكك في أي وقت مضى. العهد السابق “موقف الدولة القومية يواجه تحديات كثيرة ويعتبر أضعف حلقاتها”.
وأوضح الزنداني أن هذا الانهيار العربي مهد للتدخلات الخارجية الهادفة إلى تدمير الوطن العربي، مؤكدا أن الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون “لاستعادة الثقة في العلاقات العربية العربية” والبحث عن إجابات للأسئلة الملحة من خلال ضرورات اللحظة وهي: «كيف نتجاوز… الخلافات الداخلية كعرب؟ … وكيف نبني شراكة عربية حقيقية رغم الخلافات والتباينات؟”
وبرر الزنداني موقفه من هذه النقطة بالقول: “قد تكون الأنظمة السياسية السائدة مختلفة، لكن ذلك لا ينبغي أن يتعارض مع أهمية وضرورة تكثيف العمل العربي المشترك الذي يصب دائما في مصلحة الشعوب العربية بشكل واضح”. الاهتمام بالتضامن العربي والوحدة العربية”.
أما عن الانتقادات التي وجهها البعض للجامعة العربية التي وُصفت بأنها وحدة “للشجب والإدانة دون أي تحرك أو فعل حقيقي”، أكد الزنداني أن هذه الانتقادات في غير محلها، مرجحا أن الجامعة تستمد مكانتها منها. ونشاط من الإرادة الجماعية للدول التي أسستها، و”لذلك يجب توجيه النقد إلى الدول الأعضاء، وليس إلى الجامعة العربية”.
وأوضح الزنداني أنه رغم كل الظروف والتعقيدات المختلفة، إلا أننا نرى أن الجامعة العربية تلعب دوراً أفضل بكثير من الدول العربية التي لديها خلافات فيما بينها وتعاني من الانقسامات.
دعا رئيس أعمال الدورة الـ162 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الدول العربية إلى العمل بروح التضامن الحقيقي وتجاوز كافة الخلافات من أجل دعم الجامعة العربية في عملها على أساس مؤسسي وأشار في الوقت نفسه إلى أنه “على الرغم من توفر المجالس والهيئات، إلا أن الجامعة تظل غير فعالة، وبالتالي لا تحظى بالتعاون اللازم والكافي من الدول الأعضاء”.
تعقيد الوضع في اليمن: قال الزنداني إن خارطة الطريق وضعت بفضل جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبالتنسيق مع الأشقاء في سلطنة عمان، وكانت نتاج أكثر من عامين العمل الذي تم فيه، بالإضافة إلى تمديد وقف إطلاق النار، أخذ نهج حل المشاكل الإنسانية والاقتصادية بعين الاعتبار كخطوة أولى والمعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
وفي ذات السياق، أدان الزنداني، قبل التوقيع على هذه الخريطة، تعنت الحوثيين في مواجهة التصعيد الذي قاموا به في البحر الأحمر، مؤكدا أن هذا التصعيد يشكل انتهاكا للمبادئ والأسس المتفق عليها في خارطة الطريق التي منعه من التنفيذ.
ومن بين النقاط الأساسية في خارطة الطريق، قال وزير الخارجية اليمني إنها تتضمن في الأساس، بالإضافة إلى دفع الرواتب، تمديد وقف إطلاق النار وحل المشكلات المتعلقة بصادرات النفط والغاز وفتح الموانئ والمطارات هي قضايا إنسانية واقتصادية، من شأنها أن تمهد الطريق للتشاور السياسي وبالتالي التوصل إلى حل للأزمة في اليمن.
وحول احتمال أن يكون هناك أفق يجبر “الحوثيين” على الحل السياسي، قال إنه بحسب رؤية الحكومة الشرعية فإن الحوثيين ليسوا حزباً، بل جماعة قررت “الحوثيين”. للإطاحة بالسلطة، وأن الهدف الأساسي للحكومة الشرعية هو مصلحة الشعب اليمني الذي يدفع وحده ثمن هذه الحرب، وذكر أنه على هذا الأساس وافقت الحكومة الشرعية على التفاوض مع هذه المجموعة لتحقيق ذلك. الحل لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام، لافتاً إلى أن الحكومة الشرعية قدمت العديد من التنازلات لإيجاد حل للأزمة اليمنية. ويرى الزنداني أن هذه الجماعة ليس لديها مشروع سياسي واضح، مؤكدا أن الحكومة الشرعية لم تتوقع حلا سهلا مع هذه الجماعة نظرا لطبيعة الخلاف بينها وبين الجماعة التي تعتقد أن لها حقا إلهيا. للحكم، وهو أمر غير مثير للجدل على الإطلاق، مما يسمح بتوجيه المقاربات وخلق مساحة للحوار السياسي.
ولدى سؤاله عن النهج المناسب للحوار مع هذه الجماعة، أكد أنه رغم كل التعنت والتصعيد خارج خارطة الطريق، إلا أن الحكومة الشرعية لا تزال تحاول طرق كل الأبواب الممكنة لإيجاد حل أو طريق للمضي قدما مع “الحوثيين”. للعثور على.
وعن توقعاته إذا فشلت كل المحاولات الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي سلمي وما إذا كان ذلك يعني اللجوء إلى المواجهة العسكرية مرة أخرى، قال: “لقد أثبت تاريخ البشرية أن العلاقات كانت ولا تزال قائمة على القوة، سواء كانت بين الأمم أو الجماعات أو غيرها”. القبائل”، وشددت حينها على أن الحكومة الشرعية تبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام.
وأوضح أن السلام الطبيعي يتحقق عندما تكون هناك إرادة وطنية تترك مجالا لبعض التنازلات، لكن عندما يحاول الطرف الآخر أن يحكم الآخرين بالقوة ففي هذه الحالة ليس السلام بل “الاستسلام”، معتبرا أن هذا هو الذي هو الأقدر على فرض إرادته على طاولة المفاوضات، مؤكداً أن هذه المعادلة ليست جديدة وأن الحكومة الشرعية تشعر فعلياً بالرغبة في تحقيق السلام، ولكن ليس على أساس مصالح الشعب اليمني بناء على ضعفه.
وعن مدى استعداد حكومته للمواجهة العسكرية في حال تجدد الصراع وفشل محاولات التسوية، قال الزنداني: “ربما استفاد الحوثيون من بعض أخطائنا، ولكن أيضاً من بعض تفضيلات القوى الدولية، “مما يؤدي إلى تحقيق هذه الأزمة في اليمن، لكن الحكومة ستفرض الشرعية من جانبنا إذا لزم الأمر. وهذا مشروع لاستعادة سلطة الدولة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. لكنها في هذه الحالة لا تؤيد خيار الحرب، وعلى كل طرف أن يستعد لحماية نفسه، خاصة إذا كان لديه مشروع وطني هدفه استعادة سلطة الدولة وتحقيق الاستقرار والأمن والسلام في اليمن.
وردا على خلط البعض بين مصطلح “الدولة” ومصطلح “سلطة الدولة”، قال إن الحكومة الشرعية وحدها تمثل الدولة وأن هدفها الأساسي هو استعادة سلطتها المغتصبة في بعض المناطق اليمنية التي لا يتجاوز 30% منها. تشكل الدولة كامل أراضي اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين ليس لديهم أي شرعية، وفي المقابل فإن 70% من هذه الأراضي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية. وفيما يتعلق بالخلافات والخلافات بين مكونات الحكومة الشرعية، قال الزنداني: “لولا هذا الخلاف لم يكن الحوثيون ليتمكنوا من الوصول إلى صنعاء والسيطرة عليها”.
وأوضح: «نحن استمرار للماضي ومن الصعب أن تختفي هذه الاختلافات لمجرد وجود الرغبة. الخلافات في الرأي في إطار الحكومة أمر موجود وطبيعي، لكن الأهم كيف تمت إدارة هذه الخلافات؟ “في ضوء الاتفاق على تحقيق هدف رئيسي مشترك وهو استعادة سلطة الدولة”، وأكدوا أنهم يدركون ضرورة التمييز بين الاختلافات الجوهرية والاختلافات الثانوية من أجل التركيز على العمل في إطار العمل الحكومي معاً لتعزيز الوحدة وتجاوز كافة الخلافات لبناء القدرات على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
كما أكد أنه في ظل حالة الحرب التي يعيشها اليمن حالياً، فإن الأولوية هي توحيد كافة الجهود والطاقات، وتجنب كل الخلافات، من أجل استعادة سلطة الدولة، نظراً لخلفيتهم الأيديولوجية، التي تشكلها هذه المجموعة خطر على اليمن وهو بعيد كل البعد عن التفاوض مع أي طرف سياسي يسهل إيجاد الحلول معه.
ورغم تأكيده الدائم على ضرورة تحقيق الوحدة في اليمن، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الحل ليس سهلا، خاصة في ظل مشاكل الموارد المالية والاقتصادية وكذلك مشاكل مؤسسات الدولة التي تحتاج إلى إعادة بناء في اليمن. مواجهة الحرب والإمكانات المحدودة.
وأشاد الوزير اليمني بتقدم حكومته، قائلاً: “لعل المثال الأبرز على تقدم الأمور هو تواجد وزارة الخارجية في عدن اعتباراً من الشهر الجاري للحكومة الشرعية لزيادة وتعزيز حضورها والتركيز على الجانب الاقتصادي”. التركيز على المشكلة وحلها من أجل تمهيد الطريق للحل السياسي.
وأشار الوزير اليمني إلى أبرز ملفات الأزمة في اليمن، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى، وقال إن الحكومة الشرعية لديها بالفعل قوائم، لكن العرقلة تأتي من الحوثيين، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون هناك متابعة. – عقد اجتماع خلال شهرين للتأكيد على الاستعداد الجاد للحكومة الشرعية لمعالجة هذه القضية الإنسانية.
وقال إن الحكومة الشرعية ليس لديها رغبة في الاحتفاظ بالأسرى وهي مستعدة للمقايضة، لكن في المقابل كان من الواضح أن الحوثيين لا يريدون حتى التفاوض على هذه القضية الإنسانية. وهم دائماً يتعمدون خلق التعقيدات، خاصة من خلال تقديم قوائم وهمية توحي بأن هناك بالفعل بعض الأسماء الذين ماتوا في الحرب، ومع ذلك لا تزال هذه المجموعة تدعي أنهم أسرى لدى الحكومة الشرعية، لكنهم رغم كل هذا مصرون على أساس والمبدأ هو استمرار الاتفاق على القوائم الكل مقابل الكل، تأكيداً لنية الحكومة الشرعية عدم احتجاز أي سجين.
وأشار الزنداني إلى زيارة وفد من الحكومة الشرعية برئاسة رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي إلى مدينة تعز، وأكد الزنداني أن هذه الزيارة لها دلالات سياسية مهمة “نظرا للأهمية التي تحظى بها تعز”. وتمثل الزيارة مؤشراً مهماً على اهتمام فخامته بتشكيل الدولة “رشاد العليمي”، مشيراً إلى أن الزيارة تمت تحت سيطرة الدولة والحكومة الشرعية وذلك انطلاقاً من رغبة صادقة. ولإتمام هذه الزيارة، كانت كل الأمور متوقعة.
وردا على تكهنات تشير إلى وجود اتفاقات مع جماعة الحوثي في هذا الشأن، أكد الزنداني أن مسألة الحكومة الشرعية مبنية على إرادة حقيقية وتسامح كامل مع أي عواقب محتملة. ونفى الزنداني وجود أي تواصل مباشر بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين، مؤكدا أن التواصل بقي مقتصرا على دور الوساطة للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
لكنه في السياق نفسه أبدى استعداد الحكومة الشرعية للاجتماع في أي وقت، إلا أن “الطرف الآخر مستمر في رفض أي مسار يمكن أن يحل الأزمة في اليمن”. وهي تحاول صرف الانتباه عن بعض المحاور التي تتضمنها خارطة الطريق حسب اهتماماتها”.
الحوثي محور المقاومة والتعاطف العربي
وحول تقييمه لحالة تعاطف السكان العرب مع جماعة أنصار الله بعد دعمها لمحور المقاومة في فلسطين وهجومها على المدن الإسرائيلية بصواريخها وتأثير ذلك على عملية الوحدة مع الحكومة الشرعية، وأوضح الزنداني أن الحالة العاطفية لشعوب المنطقة العربية معروفة لدى الجميع، فهي لا تدوم عادة، ولكن ما يدوم هو الواقع، مؤكداً أن ذلك لا يتعارض مع مكانة القضية الفلسطينية لدى الشعب اليمني. وجميع الشعوب العربية الدائمة، لكن عند حديثه عن الأضرار الناجمة عن أعمال أنصار الله، أكد أنه لا وجه للمقارنة بين الضرر الذي لحق بإسرائيل نتيجة هذه الأعمال وحجم الضرر الذي لحق بمصر واليمن.
وضرب مثالا على ذلك بغرق سفينة محملة بالنفط عند مدخل البحر الأحمر ومدى إمكانية تقدير حجم الأضرار والخسائر الناجمة عن هذا الفعل، مؤكدا أن الأمر ليس كذلك. مع ما يود المواطن العربي سماعه في ظل الاضطراب الذي يعانيه جراء الأحداث التي تشهدها الدول العربية، وفي المقدمة ما يحدث في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وبذلك يصل التفاهم من الحكومة الشرعية إلى موقف المواطن العربي، لكنهم جددوا التأكيد على وعيهم الكامل بأهداف الحوثيين ومن يدعمهم.
وشدد على أنه لا مجال لأي دولة أو جهة للمساس بموقف اليمن من القضية الفلسطينية، وأكد أن اليمن غير ملزم بالقيام بعمل عسكري لإظهار دعمه الكامل للقضية الفلسطينية ودعمه لحقوق الفلسطينيين الفلسطينيين. ويشير الناس في هذا السياق إلى أن انعقاد الدورة الـ 162 لمجلس الجامعة العربية يتزامن، وأن هذه الرسالة السياسية وأهميتها أكبر دليل على موقف الحكومة اليمنية الداعم للقضية الفلسطينية.
التدخلات الإيرانية
ونظراً لإدانة معظم الدول العربية لـ”التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية وتوسيع المشروع الإيراني الهادف إلى زعزعة استقرار دول المنطقة العربية”، ونظراً لإمكانية بناء نظام عربي بمشروع قابل للحياة، وقال الزنداني إن الانقسام في الجامعة العربية أتاح لإيران فرصة لتنفيذ مشروعها المزعوم، وكان وضع الدول العربية بشكل عام سببا رئيسيا في سد الفجوة والانضمام إلى مشاريع أخرى، بما في ذلك المشروع الإيراني لمعارضة التدخل الإيراني إضافة إلى غياب النظام العربي بالمعنى السياسي.
وأضاف أن الدول العربية لديها جامعة الدول العربية، لكن مسؤولية الدول العربية تبقى تعزيز العمل العربي المشترك، لكن في الواقع نجد أن كل دولة تعمل بشكل فردي بما يحقق مصالحها الوطنية، دون أن تأخذ في الاعتبار وارتباطها بالمصير المشترك كمنطقة عربية.
وشدد على أن الخلافات العربية العربية كانت منذ عقود سببا في ممارسة الآخرين نفوذهم على الدول العربية.
وأشار الوزير اليمني إلى تجربة تفتيت الدول العربية من الداخل، وقال إن هدف أعدائنا في هذه المرحلة هو التقسيم ولذلك لا بد من العمل لتجاوز هذا الوضع والخروج من هذا المصير المؤلم، معتبرا أن الرغبة شيء والواقع شيء آخر، هكذا هو الحال. ويتطلب الأمر دائما وجود الإيمان والإرادة السياسية الحقيقية بين الدول العربية حتى تصبح دولا قادرة على فهم بعضها البعض.
وحول إمكانية مواجهة «المشروع الإيراني» بالحوار، قال: «لسنا من نتدخل في شؤون الآخرين. بل على العكس من ذلك، فإن إيران هي التي تتدخل في شؤوننا كدول عربية لتحقيق أهدافها التوسعية في العلاقات مع العرب.
وتابع: لكي نبدأ كعرب حوارا مع إيران علينا أولا أن نجد حلولا للتقارب والوحدة العربية. ومن المؤسف أن الدول العربية لم تتمكن حتى الآن من الإرادة والقدرة على الوقوف صفاً واحداً في وجه المشروع الإيراني ومواجهة أهدافه.
الافتقار إلى العدالة
وفيما يتعلق بالموقف الدولي من القضايا العربية، قال الزنداني إن هناك تقدما نظرا لاعتراف بعض الدول بدولة فلسطين وحقها في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فضلا عن المسيرات المليونية التي مكنت من ذلك. لتضامن العديد من الدول الغربية مع القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قرارات الأمم المتحدة التي تم التصويت عليها. الأغلبية تتناول مسألة حل الدولتين، لكن كما هو معروف فإن النظام الدولي بآلياته وأنظمته لا يساهم في تحقيق العدالة، ولا يساهم في منح الشعوب حقوقها. ويحدث أحياناً أن دولة واحدة تعرقل كل ما يتم إنجازه، ولعل هذا هو القصد، مما يوحي بأن الوضع سيكون مختلفاً لو كان القرار النهائي للأمم المتحدة.
وحول إمكانية استغلال تعاطف المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية لعرض القضايا العربية في النظام الدولي، أشاد الزنداني بالحركة العربية في هذا الصدد، مؤكدا أنه من غير المتوقع أن تأتي هذه الحركة بنتائج مباشرة، لكن الأهم والأمر هو أن الإرادة السياسية تواصل العمل المتواصل بشأن القضية الفلسطينية.
دور مصر
وأشاد الوزير اليمني بموقف مصر الداعم لكافة الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن. وأشاد بعودة الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن بعد انقطاع دام 14 عاما، مؤكدا أن هناك تاريخا مشتركا من المصالح التي تجمع البلدين، مؤكدا أهمية كبيرة لوجود المصريين في البلاد، لجذب الشراكات. في مناطق سيطرة الحكومة وتحقيق التبادل التجاري.