كتلة الحوار: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يمثل الإطار القانوني لتحديد آليات وإجراءات المحاكمات

منذ 2 شهور
كتلة الحوار: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يمثل الإطار القانوني لتحديد آليات وإجراءات المحاكمات

– حسام الدين علي: الإجراءات الجزائية يجب أن تكون متوافقة مع الدستور وسياسة حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية

قال المهندس حسام الدين علي النائب الأول لرئيس كتلة الحوار، إن إعداد قانون الإجراءات الجنائية الجديد في مصر أمر بالغ الأهمية، حيث يمثل هذا القانون الإطار القانوني الذي يحدد آليات وإجراءات الدعوى القضائية من أجل حماية الحقوق الأساسية وضمانات العدالة الجنائية.

وأضاف في تصريحات لـ«الشروق» على هامش جلسة نقاش جرت مؤخرا حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية بعنوان «تعديلات أو إضافات»: «لكي يكون هذا القانون فعالا ويعكس طموحات الدولة الحديثة يجب أن يكون متسقا مع القانون». مع الدستور المصري والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وكذلك الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر.

وأوضح أن الدستور المصري هو أعلى وثيقة قانونية تحدد المبادئ الأساسية للدولة وحقوق المواطنين وضمانات العدالة. ولذلك فإن أي تشريع جديد، وخاصة في مجال العدالة الجنائية، يجب أن يتوافق تمامًا مع أحكام الدستور، خاصة وأن الدستور المصري لعام 2014 يؤكد على حماية الحقوق والحريات، بما في ذلك ضمانات المحاكمة العادلة وحماية حقوق الإنسان. المتهم من القسوة أو المعاملة اللاإنسانية. ولذلك يجب أن يضمن قانون الإجراءات الجزائية الجديد ذلك وفق المواد الدستورية التي تؤكد على الحقوق الأساسية مثل الحق في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية.

وتابع: “على سبيل المثال، نصت المادة 55 من الدستور على أن (كل من يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته يجب أن يعامل بما يحفظ كرامته) وتشترط أن يوفر القانون الجديد ضمانات ضد الاعتقال التعسفي والتعذيب”. وأضاف: “هذه أمور نعتبرها سببًا رئيسيًا في حصول مصر على مراكز متقدمة في العديد من المؤشرات الدولية التي تقيس مستوى التزام الدول بمعايير العدالة واحترام كرامة المواطنين”. كما أكد النائب الأول لرئيس كتلة الحوار على ضرورة التوافق مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تهدف إلى دعم حماية حقوق الإنسان في مختلف المجالات بما فيها الحق في محاكمة عادلة وتهيئة البيئة القانونية المناسبة لتحقيق العدالة. تحقيق العدالة، إذ تركز هذه الاستراتيجية على تعزيز سيادة القانون وضمان الشفافية وإعلاء الحقوق المدنية والسياسية. ولذلك فإن قانون الإجراءات الجزائية الجديد يجب أن يواكب أهداف هذه الاستراتيجية التي من أولوياتها ضمان المحاكمة العادلة والمساواة أمام القانون.

وتابع: “ولذلك يجب على قانون الإجراءات الجزائية أن يعزز هذه المبادئ ويضمن توفير محاكمات عادلة وسريعة، بما في ذلك حق الدفاع عن المتهم وحضور المحامين في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة على النحو الذي”. حماية الحقوق المدنية والجنائية للمتهمين والشهود وضمان الشفافية والعدالة في جميع مراحل الإجراءات القانونية. كما أشار النائب الأول لرئيس كتلة الحوار إلى ضرورة التوافق مع المعاهدات الدولية، خاصة أن الدولة المصرية من الدول الموقعة على العديد من المعاهدات الدولية التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان وضمان العدالة الجنائية، وتابع: “أبرزها وتشمل المعاهدات العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب “التي تلزم الدول الأعضاء باتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية الأفراد من التعذيب وسوء المعاملة”.

وتابع: المعاهدات التي وقعتها مصر تعتبر جزءا لا يتجزأ من دستورها ويجب احترامها في مواد تشريعاتها. إحدى أهم النقاط التي يجب مراعاتها في القانون الجديد هي ضمان امتثال المعرض الكامل لمعايير العملية المنصوص عليها في المعاهدات الدولية. وتشمل هذه الحق في المحاكمة أمام قاض طبيعي ومستقل، والحق في الدفاع، والحق في عدم التعرض للاعتقال التعسفي. “وإضافة إلى ذلك، يجب على مصر أن تفي بالتزاماتها الدولية لضمان العدالة والمساءلة في حالات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.

وأشار إلى “مدى أهمية تحقيق التوازن بين حماية الأمن العام واحترام الحقوق وحماية المجتمع من الجريمة وضمان الأمن والاستقرار، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الحقوق والحريات وحقوق الإنسان للفرد. ولذلك، لا بد من تحقيق التوازن بين حماية المجتمع وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين، بما في ذلك حقهم في المحاكمة. “العدالة وحماية كرامتهم، رغم إدراكنا لحجم التحديات التي واجهتها مصر وما زالت تواجهها في المجال الأمني”، لا يمكن أن يكون ذلك ذريعة لإساءة استخدام بعض الإجراءات الجنائية لتقييد الحريات. ولذلك فإن أي صلاحيات تمنح لجهات أمنية أو قضائية يجب أن تكون محددة بوضوح وأن تقتصر على إشراف جهات التفتيش التابعة لوزارة الداخلية أو المفتشية القضائية للتأكد من عدم استخدامها بطريقة تعسفية أو غير قانونية.


شارك