خاص| كواليس الصورة المتداولة للسيدة الفلسطينية التي وصفها رواد السوشيال ميديا بـ رمز الشقاء

منذ 4 شهور
خاص| كواليس الصورة المتداولة للسيدة الفلسطينية التي وصفها رواد السوشيال ميديا بـ رمز الشقاء

تداول نشطاء غزة صورة على موقع فيسبوك لشابة مغمورة بالمياه وترتدي كيسًا أبيض على رأسها بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الخناق على قطاع غزة.

وتداول الناشطون صورة للمرأة، في إشارة إلى معاناة وبؤس النساء في قطاع غزة، مع تعليق “أوقفوا الحرب”، التي استمرت بلا هوادة منذ أكتوبر الماضي ودخلت شهرها العاشر.

وتعكس صورة المرأة المتداولة حال معظم نساء غزة المحاصرات اللاتي فقدن أقاربهن ويواجهن مسؤولية صعبة في توفير مقومات الحياة الأساسية مثل المياه النظيفة والغذاء والدواء في الوقت الذي يعاني فيه شمال قطاع غزة. من المجاعة المدمرة.

 

 

وانتشرت المجاعة من جديد في قطاع غزة. نتيجة لعربدة الاحتلال بإغلاق المعابر الحدودية المحيطة بقطاع غزة، بما فيها معبر رفح، الذي دمرته قوات الاحتلال وسيطرت عليه من الجانب الفلسطيني؛ وأوقف ذلك تدفق المساعدات الدولية والمحلية من مصر حتى عادت البلاد إلى السيادة الفلسطينية.

ومن ناحية أخرى، تقوم إسرائيل تارة بإغلاق وإيقاف تشغيل المعابر الحدودية بينها وبين قطاع غزة الواقع شمال القطاع تارة، وذلك بسبب قلة المساعدات التي تصل إلى هناك والمنطقة الأكثر تضررا من المجاعة. وسط تطبيق إسرائيل لاستراتيجية “الجوع” كسلاح ضد المدنيين خلال الحرب.

-قصة مصورة

وتواصلت «الشروق» مع مصور الصورة الصحفي مجدي فتحي من غزة، والذي يعمل مصورًا لدى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وحاصل على عدة جوائز عالمية ومحلية.

وقال فتحي إنه التقط الصورة يوم السبت الماضي 6 يوليو/تموز، في شارع الرشيد “البحر” بدير البلح وسط قطاع غزة، بالقرب من مخيم اللاجئين.

وأوضح أن الصورة تظهر سيدة فلسطينية نزحت من شمال قطاع غزة إلى مخيم في دير البلح.

أما عن الظروف التي التقطت فيها الصورة، فيقول إن المرأة كانت ترتدي فوق رأسها كيسا أبيض يحتوي على ملابس كانت قد غسلتها بمياه البحر لأنها كانت تعيش في خيمة بلا ماء.

وأشار فتحي، في حديث لـ«الشروق»، إلى أن السيدة كانت تغسل الملابس على الشاطئ المقابل لمحطة تحلية مياه البحر -التي لحسن الحظ لا تزال تعمل- وفتحت أبوابها أمام النازحين لتعبئة مياه الشرب، كما فعل النازحون. عليهم السفر لمسافات طويلة للحصول على الماء.

ويصف فتحي الوضع العام في قطاع غزة بأنه “صعب للغاية”، ويقول: “نحن نعيش إبادة جماعية بالمعنى الحقيقي للكلمة. وفي كل يوم نودع عشرات الشهداء في مناطق متفرقة من القطاع”.

وعن الوضع الغذائي المتدهور يقول: “لا توجد أغذية صحية. نحن نعيش الآن تحت الحصار ولا نجلب جميع الإمدادات الغذائية إلى غزة”.

وهذا ما يفسر الصعوبات العديدة التي تقف في طريق بقاء سكان غزة على قيد الحياة، ولا سيما انعدام الأمن في القطاع بأكمله بسبب القصف، فضلاً عن صعوبات النقل الأخرى بسبب نقص الديزل والبنزين، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود. والأسعار، فضلاً عن مشاكل المياه والغذاء.

ومن وجهة نظر مهنية في مجال التغطية الصحفية، يقول إن الاحتلال لا يفرق بين الصحفيين المدنيين والعسكريين، مما يجعل التغطية الصحفية الميدانية خطيرة.

نزح فتحي ثلاث مرات خلال الحرب التي استمرت عشرة أشهر، لكنه لم يكل من حمل كاميراته، مرآة الحقيقة التي نقلت، كنازح في أحد المستشفيات، بعضاً من الواقع المرير كغيره من أبناء شعبه الذين لا يملكون إلا القليل. أمل نازح من شمال قطاع غزة. مع نهاية الحرب ونهاية الإبادة الجماعية.

دخلت حرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكان غزة شهرها العاشر منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، مخلفة أكثر من 38 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 87 ألف جريح.


شارك