حوار| وزير الصحة السوداني: 25 مليون سوداني يحتاجون إلى الدعم الصحي.. ولم نسجل أي حالة جدري القرود
– تم رصد 7200 إصابة وتسجيل 250 حالة وفاة بالكوليرا.. وقريبا ستنطلق حملة تطعيم في بعض المناطق. ولا تمثل أعداد المعسكرات سوى 20% من أعداد النازحين الذين تم إيواؤهم في منازل المواطنين – خسائر القطاع الصحي 11 مليار دولار منذ اندلاع الحرب في السودان السودان يعالج 12,000 مريض بالكلى و18,000 مريض بالسرطان مجاناً
وزير الصحة السوداني د. وقال هيثم محمد إبراهيم، إن حجم الخسائر والدمار في القطاع الصحي في السودان منذ بدء الحرب يقدر بنحو 11 مليار دولار، مشيراً إلى أن 25 مليون سوداني بحاجة إلى الدعم الصحي، سواء في مناطق النزوح أو في المناطق الخاضعة للحرب. السيطرة على قوات الدعم السريع.
وأوضح إبراهيم في حوار مع الشروق، أنه تم رصد 7200 حالة إصابة و250 حالة وفاة بالكوليرا في عموم السودان، مشيرا إلى أن حملات التطعيم ستبدأ قريبا في بعض المناطق.
كما أشار إلى أن معدلات النزوح في ولايتي كسلا والقضارف أكبر من الطاقة الاستيعابية لهما، حيث أن ذلك أعلى من حجم السكان فيهما، وبالتالي فإن الخدمات المتاحة لا تستطيع استيعاب هذه الأعداد الكبيرة، مؤكدا أن أعداد السكان في كسلا والقضارف ولايات القضارف أعلى من قدرتها على الاستقبال لأن ذلك أكبر من حجم سكانها وبالتالي فإن الخدمات المتاحة غير قادرة على التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة. ولا تمثل المخيمات سوى 20% من حجم النازحين المقيمين في الملاجئ.
و نص الحوار :
• ما هي خطة وزارة الصحة لمكافحة انتشار الأوبئة وخاصة الكوليرا والملاريا والتهابات العيون؟
وتحدث بعض الأوبئة في خريف كل عام، خاصة في الحزام الاستوائي حيث تقع معظم الولايات السودانية. لكن في العام الماضي والحالي حدثت تطورات أدت إلى تسارع انتشار الأوبئة، ولا سيما اندلاع الحرب نفسها، لأنها تعطل عمليات الإصلاح البيئي. وفي بعض الولايات ربما توقفت الخدمات الضرورية بشكل كامل، إضافة إلى زيادة التجمعات السكانية بسبب النزوح ونقص الخدمات، مما أدى إلى انتقال العدوى بشكل كبير.
توقعنا هذا العام انتشار بعض الأوبئة مثل الكوليرا والملاريا وبعض الالتهابات الفيروسية المنقولة بالمياه مثل التهابات العين وكذلك الالتهابات الجلدية. وهذه الالتهابات ليست خطيرة جداً وبعضها أصبح أمراضاً مستوطنة، إلا أن الخوف من الكوليرا مرتفع وهناك حملة لمكافحة الأوبئة بشكل عام. هناك العديد من التدابير المتخذة، بما في ذلك مكافحة ناقلات الأمراض وضمان توافر الغذاء والمياه النظيفة، وفي المستقبل القريب ستكون هناك أيضًا تطعيمات خاصة ضد الكوليرا.
• فما هي الآليات الموجودة لمكافحة هذه الأوبئة؟
وتشمل الإجراءات التي بدأت في الفترة الحالية العمليات الصحية والبيئية والرش وتوفير كلور المياه خاصة في مخيمات اللاجئين ومراكز إيواء الطوارئ. ونفترض أن حملات التطعيم ستبدأ قريبا في بعض الأماكن.
• كم عدد حالات الكوليرا التي تم رصدها؟
وعلى الصعيد الوطني، تم رصد 7200 حالة وتم تسجيل 250 حالة وفاة.
• هل هناك حالات مسجلة لجدري القرود في السودان؟
ولم يسجل السودان قط حالة إصابة بجدري القرود، بل وحتى الحالات المشتبه فيها تم التأكد من أنها سلبية بعد إجراء الاختبارات.
• هل هناك عوائق أمام توفير الدولة اللقاحات؟
أما بالنسبة لتطعيمات الأطفال فهي متوفرة في البلاد، حتى أمصال الثعابين والعقارب لا تشكل مشكلة، لكن المشكلة التي نواجهها أحياناً هي طريقة إيصالها إلى هذه المناطق فلابد من نقلها في حاويات مبردة.
• ما هي أهم نتائج لقائكم مع مدير منظمة الصحة العالمية الذي زار السودان مؤخراً؟
منظمة الصحة العالمية شريك أساسي للقطاع الصحي في السودان وتلعب دورا هاما في دعمنا على المستوى الفني وحشد الموارد مع الشركاء، وهو ما نحتاجه في الوقت الحالي.
وخلال الزيارة، جدد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، دعوته للسودان الذي يشهد حاليًا أسوأ أزمة إنسانية وصحية. نصف السكان متأثرون بالحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذه الدعوة من السودان والتعاون مع وزارة الصحة هي اعتراف بالسيادة السودانية، خاصة وأن هناك أطراف كثيرة لم تكن مستقرة في التعامل مع الحكومة السودانية. ووجهت آليات المنظمة بالعمل من السودان في كافة المناطق واستخدام كافة المنافذ والمعابر التي تحددها الدولة.
• كيف تقيمون احتياجات السودان في القطاع الصحي؟
وبحسب التقديرات الدولية فإن 25 مليون سوداني بحاجة للدعم الطبي سواء في مناطق النزوح أو في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع أي 50% من الاحتياجات الأصلية ولذلك كانت رسالة مدير المنظمة: الصحة العالمية وتدعو المنظمة إلى ضرورة زيادة مخصصات المجتمع الدولي للاحتياجات الصحية والإنسانية لتعكس الأعداد الفعلية.
• هل تم الحديث مع مدير منظمة الصحة العالمية حول كيفية تقديم المساعدة الصحية للمواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع؟
لقد كان هناك نقاش مفصل حول هذا الملف ونحن في وزارة الصحة يجب أن نناقش كل الحلول لتقديم الخدمة وهو كمسؤول أممي قلق على هؤلاء المواطنين ولهذا تم الحديث عن أكثر من موضوع. المستوى للتأكيد على ضرورة فتح الممرات والمعابر وإدانة أي عوائق أمام تقديمها، حيث وردتنا تقارير تفيد بمنع الإغاثة في عدة مناطق من قبل حكومة السودان كانت من أوائل المانحين عندما تقرر فتح المعبر. سيتم فتح معبر أدري الحدودي لدخول عربات الغذاء والدواء.
• ما مدى حجم الدمار الذي لحق بنظام الرعاية الصحية منذ اندلاع الحرب، مادياً وبشرياً؟
وبحسب التقديرات التي وصلتنا حتى الآن من اللجان التي تعنى باقتصاديات العلوم الصحية في السودان، فقد تم تدمير أهم وأكبر 100 مستشفى في ولاية الخرطوم، والتي كانت ذات تجهيزات وقدرات كبيرة، ويصل حجم الدمار إلى وقدرت التحقيق على المستوى السوداني في قطاع الصحة بـ 11 مليار دولار، كما لدينا ورقة تحتوي على معلومات كاملة عن هجمات قوات الدعم السريع وكذلك الآثار غير المباشرة مثل منع وصول المساعدات والهجمات على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمستشفيات والتي بلغت 105 حالة اعتداء، ومقتل 55 من العاملين في المجال الطبي بالخرطوم ودارفور الذين تعرضوا للاعتداء أثناء قيامهم بعملهم في المرافق الصحية؛ الجرد لا يزال قيد التقدم.
• ما هي الخدمات الأساسية التي تقدمها الوزارة للنازحين خاصة وأن هناك شكاوى من صعوبة الحصول على الخدمات الطبية والصحية؟
وتتجاوز معدلات النزوح في ولايتي كسلا والقضارف قدرتها الاستيعابية حيث أنها أعلى من متوسط السكان وبالتالي فإن الخدمات المتاحة لا تستطيع استيعاب هذه الأعداد الكبيرة. وننقل هذه الرسالة إلى المجتمع الدولي من خلال وكالات الأمم المتحدة. ورغم الحاجة في المنطقة، فإن التركيز ينصب على دارفور، لكن هناك ولايات أخرى تحتاج إلى الدعم.
وأود أن أشير هنا إلى أنه بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها المتطوعين لدعم النازحين، فإن الحكومة السودانية تقدم أيضًا الخدمات. ويعد هذا أعظم مستوى من التضامن في المجتمع السوداني، حيث أن أعداد النازحين في المعسكرات المتزايدة لا تمثل سوى 20% من عدد النازحين الذين تم إيواؤهم في منازل المواطنين. على سبيل المثال، ولاية القضارف التي لا يزيد عدد سكانها عن 1.5 نسمة، أصبحت الآن موطنًا لما يقرب من 4 ملايين نسمة، ولا تعيش كل هذه الأرقام في المخيمات والملاجئ.
• فما هو المانع الذي يمنع المنظمات من القيام بعملها لصالح النازحين؟
وبحسبهم فإن الموارد المقدمة لهم دون المستوى المطلوب وعملهم في مجالات المياه والصحة البيئية وخدمات الصحة العامة والإمدادات الغذائية بعيد عن المستوى المطلوب. ولذلك نأمل أن تلقى نداءاتنا الموجهة إلى المنظمات استجابة سريعة.
وأود أن أشير هنا إلى أن الحكومة السودانية، من خلال وزارة المالية، قامت بشراء وتوزيع القمح على مخيمات اللاجئين في أكثر من مناسبة. في العديد من الولايات، تم إنشاء العديد من دور العجزة لرعاية المواطنين النازحين، بمبادرة من الحكومة وبدعم.
• هل تضع الحكومة القطاع الصحي ضمن أولويات ميزانيتها، خاصة في هذا الوقت؟
لقد جعلت الدولة القطاع الصحي من أولوياتها من خلال دعم وزارة الصحة، ولولا ذلك لما كان هناك استقرار في العمل حتى الآن، وهو ما ساعد على سد فجوة 60 إلى 65% من استقرار الدواء في المؤسسات الحكومية، بينما 35% % على دعم الدول الصديقة والشقيقة والأمم المتحدة.
هذا بالإضافة إلى استقرار الخدمات العلاجية المجانية، خاصة فيما يتعلق بمرضى الكلى الذين يبلغ عددهم 12 ألف مريض، نقدم منهم خدمات غسيل الكلى لـ 8000 و4000 منهم نقوم بعمليات زراعة الكلى، وكذلك مرضى السرطان الذين يبلغ عددهم يبلغ عدد المرضى 18000 مريض، وتبلغ تكلفة علاجهم لكل مريض، وتوفر الحكومة بانتظام ما بين 8 و9.1 مليون دولار شهريًا.
• هل أنشأت الدولة مواقع عزل في مناطق النزوح؟
وبطبيعة الحال، من الصعب إنشاء مواقع عزل في مخيمات اللاجئين، وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الكوليرا لم تظهر بمستويات تنذر بالخطر في المخيمات. وتتوزع الحالات في أنحاء الولاية، وهناك تركيز على كلورة المياه (تنقية المياه) والأغذية التي تدخل إليها، من خلال المراقبة الصارمة واستخدام الإجراءات الوقائية والوقائية.