خبراء: طرح سندات دولية جديدة يتطلب تحسن تصنيف مصر الائتماني وانخفاض معدلات الفائدة عالميًا
ويرى عدد من الاقتصاديين أنه من الضروري الانتظار قبل إصدار سندات دولية جديدة حتى تنخفض أسعار الفائدة الأمريكية إلى مستوى معتدل قريب من المستوى قبل أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة التشديد النقدي في مارس 2022. التصنيف الائتماني المتوقع يتحسن أداء مصر بحلول نهاية العام. وذكرت وكالة بلومبرج نقلا عن مصادر لم تسمها، أن مصر تخطط لإصدار سندات دولية “دولارية ويوروبوند” على شرائح مختلفة بقيمة نحو 3 مليارات دولار في العام المالي الحالي، بعد ثلاث سنوات من آخر إصدار في 2021، ولم تقدم المصادر تفاصيل. وأضافوا أن إحدى طرق اقتراض الأموال يمكن أن تكون إصدار السندات.
– سندات اليورو أقل تكلفة من «الأموال الساخنة»
يرى الخبير الاقتصادي محمد فؤاد، أن توجه الحكومة لإصدار السندات الدولية مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، نتيجة خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة، يدفعنا للعودة إلى الأسواق الدولية مرة أخرى. وقدرت الخزانة الفجوة التمويلية لموازنة الحكومة العامة بنحو 2.84 تريليون جنيه مصري في السنة المالية 2024-2025، مقارنة بـ 2.14 تريليون جنيه مصري في السنة المالية المنتهية في يونيو الماضي. وبحسب مشروع الموازنة العامة، تخطط وزارة المالية لسد الفجوة التمويلية في العام المالي الحالي من خلال استلام 58.8 مليار جنيه من صندوق النقد الدولي، وكذلك إصدار سندات دولية بقيمة 69.33 مليار جنيه، والاقتراض من المؤسسات الدولية بقيمة 140.09 مليار جنيه. مليار جنيه. وأضاف فؤاد في تصريحاته لـ«الشروق» أنه حتى في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة العالمية فإن السندات الدولية أفضل من الاستثمار في «الأموال الساخنة» لأن الأخيرة تنطوي على تكاليف مرتفعة، لافتًا إلى تحسن عائد السندات المصرية بنسبة وانخفضت نسبة السندات المستحقة في يناير 2027 من 22.86% في أكتوبر 2023 إلى 9.2% في يونيو 2024، بانخفاض قدره 13%، مما سيساعد على خفض تكاليف الاقتراض في الأسواق العالمية.
– تحسن متوقع في التصنيف الائتماني لمصر بنهاية العام
وأوضح فؤاد أن عوامل عدة ساهمت في تأجيل الحكومة مؤخراً لإصدار سندات دولية جديدة. وأضاف أن أهم هذه الأسباب ارتفاع أسعار الفائدة على مستوى العالم وعدم وجود فكرة واضحة عن الموعد الذي سيبدأ فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة التيسير النقدي، بالإضافة إلى الجدارة الائتمانية لمصر والتي ضعفت نتيجة الأزمة. الأزمة الاقتصادية بسبب نقص الدولار ومخاوف من تخلف مصر عن سداد التزاماتها الخارجية، ومن المقرر خفض التصنيف الائتماني إلى “B3” وتصنيف “ستاندرد آند بورز” إلى “B” بنهاية العام الجاري، وهو ما سيساعد الاقتصاد المصري على السداد. الحكومة لإصدار السندات المتوقعة. وفي مارس/آذار من العام الماضي، غيرت وكالتا التصنيف ستاندرد آند بورز وموديز نظرتهما المستقبلية لمصر إلى “إيجابية”، وفي مايو/أيار من العام الماضي، غيرت وكالة التصنيف فيتش الدولية نظرتها المستقبلية إلى “إيجابية” بدلا من “مستقرة”. جاء ذلك بعد أن اتفقت مصر والإمارات في فبراير الماضي على صفقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، منها 22 مليار دولار تدفقات نقدية، بالإضافة إلى التنازل عن ودائع إماراتية لدى البنك المركزي بقيمة 11 مليار دولار. وأعقب ذلك في شهر مارس الماضي قرارات البنك المركزي بتوحيد سعر الصرف ورفع سعر الصرف إلى 6%. وفي سبتمبر 2021، عرضت وزارة الخزانة سندات دولية بالدولار بقيمة 3 مليارات دولار. وتمكنت الوزارة من تنفيذ الطرح على ثلاث شرائح (6 – 12 – 30 سنة) بقيم إصدار 1.125 مليار دولار أمريكي، و1.125 مليار دولار أمريكي، و750 مليون دولار أمريكي، وهو العرض الثاني في عام 2021 أو الأول العرض في السنة المالية الحالية 2021/2022. وسبق ذلك عرض آخر في فبراير من العام نفسه، عندما أعلنت وزارة الخزانة عن إطلاق إصدار سندات دولية بقيمة 3.750 مليار دولار على ثلاث شرائح (5، 10، 40 سنة).
تأجيل الإصدارات الجديدة مع بدء وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية
قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إنه يفضل تأجيل إصدار السندات الدولية في العام المالي الحالي قدر الإمكان، حيث سيواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة ومن المتوقع أن يفعل ذلك بحلول ذلك الوقت. وبحلول منتصف العام المقبل، ستصل أسعار الفائدة الأمريكية إلى حوالي 4% أو أقل، مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة على الإصدارات الجديدة. وأضاف أنيس لـ«الشروق»، أن إصدار أدوات تمويل الدين لتلبية الآجال المطلوبة عبر الأسواق الآسيوية يمكن أن يتم من خلال إصدار سندات الباندا أو الساموراي أو السندات بالروبية الهندية، خاصة أن تكلفتها أقل من الدولار. أو سندات اليورو في هذا الوقت. وفي الأسبوع الماضي، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة بنسبة 0.5% للمرة الأولى منذ أربع سنوات، مع أسعار تتراوح بين 4.75% إلى 5%.
– نهاية العام المالي الحالي قد تكون الوقت المناسب لإصدار السندات
كشف وزير المالية أحمد كجوك خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي عن دراسة لطرح إصدارات السندات الخضراء والصكوك في السوق المحلية بالجنيه المصري في إطار خطة لتنويع أدوات الدين داخل مصر. وأضاف وزير المالية أن إصدارات الدين في الأسواق الخارجية متنوعة بالفعل، سواء على مستوى التنويع بين الدول أو تنويع الإصدار نفسه، وهو ما تريد الوزارة تنفيذه داخليًا. واتفق مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، مع أنيس على ضرورة الانتظار لإصدار سندات اليورو، خاصة وأن البنك المركزي الأمريكي بدأ دورة التيسير النقدي، حتى ترتفع أسعار الفائدة الأمريكية قبل أن تبدأ دورة التشديد النقدي وتستقر عند مستوياتها السابقة. وأشار إلى أنه من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة.. أسعار الفائدة الأمريكية سترتفع بنسبة 0.75% خلال الاجتماع المقبل، وبالتالي سترتفع أسعار الفائدة منتصف أو نهاية العام المقبل قد تقترب من علامة 3% ولذلك فإننا سوف نتجنب إصدار سندات ذات عائد مرتفع. وأوضح نافع في تصريحاته لـ«الشروق»، أن جهود وزارة المالية في إصدار سندات دولية جديدة تعد بديلا عن إصدار أذون خزانة، خاصة أن تكلفتها مرتفعة واستحقاقها قصير، على عكس اليوروبوند الذي يتم إصداره على فترات أطول. يمتد لمدة (7 أو 10 سنوات) ومع عائد معتدل نسبيا. وهذا يسلط الضوء على ضرورة الانتظار حتى تصل أسعار الفائدة الأمريكية إلى مستويات معتدلة. قال مصطفى شافعي، رئيس قسم البحوث في العربية أون لاين، إن نهاية العام المالي الحالي قد يكون الوقت المناسب لعودة مصر إلى السندات الدولية، خاصة في ظل التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل خفض أسعار الفائدة. وأضاف الشافعي في تصريحاته لـ«الشروق»، أن عقود مبادلة المخاطر للديون المصرية تراجعت في الآونة الأخيرة، مما شجع المستثمرين على الدخول في سندات الحكومة المصرية. وأشار إلى أن تراجع مخاطر الديون المصرية حظي بدعم اتفاق صندوق النقد الدولي والاتفاق مع الاتحاد الأوروبي في يوليو الماضي، والذي نص على دعم نحو 8 مليارات دولار على شكل مشروعات ومنح وتسهيلات ائتمانية.