الجزائر.. 3 سنوات نافذة بحق سيناتورة وزوجها ووالدها
قضت محكمة الجنح الإدارية ببتمالوس بولاية سكيكدة شمال شرقي الجزائر، بالسجن ثلاث سنوات على عضو مجلس الأمة المتهم بالتلاعب بأصوات الانتخابات البرلمانية 2022. كما حكم القضاء على أربعة متهمين آخرين، من بينهم والدها وزوجها وعضو منتخب في مجلس الولاية ورئيس بلدية حالي، بالسجن ثلاث سنوات.
كما أصدرت المحكمة أحكاما بالسجن لمدة عامين على 10 متهمين آخرين، معظمهم من المسؤولين المنتخبين المحليين من المجتمعات المحلية في جميع أنحاء الولاية.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال محاكمة الأسبوع الماضي، التي استمرت أكثر من 17 ساعة، طلب ممثل الحقوق العامة الحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وغرامة تقدر بمليون دينار جزائري على جميع الأشخاص الـ 103 المتورطين في القضية.
وفي تفاصيل القضية المتعلقة بالتزوير في انتخابات مجلس الأمة لولاية سكيكدة، يتبين أن عدد المتهمين فيها بلغ أكثر من 100 متهم، في مقدمتهم عضو مجلس الأمة الذي كان محاميا ممارسا و” “حزب الشعب” ووالدها وزوجها منتخبين للمجالس المحلية، و13 عمدة ووسطاء ومقاولين ومنتخبين لمجلس الشعب بالولاية.
وكانت خلفية التفجير في القضية عبارة عن تسجيل صوتي مسرب يظهر المتهم الأول وهو يتفاوض مع شخص آخر، حيث كشفت التحريات أن أحد أقارب عضو منتخب بمجلس الشعب الولائي عرض خدماته لتأمين أصوات الأعضاء المنتخبين. وحصلت على مقعد في مجلس الأمة وانتشر التسجيل بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأسندت النيابة العامة للمتهمة جريمة تقديم هدايا مالية أو مادية والوعد بوظيفة عامة، وكذلك جريمة تقديم الهدايا والوعود بهدف إغراء الناخبين بالتصويت لها في الانتخابات النصفية على مقعد في انعقاد الجمعية الوطنية بولاية سكيكدة في فبراير 2022.
استغرق الملف الموسع شهورًا من التحقيق من قبل الدائرة المالية والاقتصادية لأمن الدولة، مما أدى إلى رفع الحصانة البرلمانية عن المتهم الأول. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن تورط رؤساء البلديات والمسؤولين المنتخبين في مجالس الشعب والولايات، حيث حصلوا على أموال تتراوح بين 50.000 و 70.000 دج. ولكل منهم، قام “السيناتور” المتهم بتدوينها في أوراق خاصة.
واعترف البعض بتلقي المبالغ عبر وسطاء، فيما نفى الأغلبية التهم الموجهة إليهم، فيما تراجع آخرون عن أقوالهم أثناء التحقيق.
وعثرت إدارة البحث الجنائي في مكتب والد المتهم على قصاصات من الورق مكتوب عليها أسماء المنتخبين بما يتناسب مع المبلغ المالي المدفوع لكل منهم، بالإضافة إلى ملف بأسماء المنتخبين المعنيين والمعلومات المتعلقة بهم. وأدت القضية إلى قيام النيابة برفع دعوى قضائية ضد المتهمين الذين تقدموا بإنكار كامل وتفصيلي للجريمة المتهمين بها.
كما نفت عضوة مجلس الأمة دفع أي مبلغ مالي لها أو لوالدها، وقالت إن التسريب الصوتي ليس دليلا قاطعا، إذ أنها لم تطلب من المتصل أن يكون وسيطا لشراء الأصوات، لكنها وافقت على ذلك افعل ذلك من أجل استدراجه إلى الفخ كما قالت أثناء المحاكمة.
أما دفاع المتهمين الـ 45، فنفوا تورط موكليهم في القضية، مشيرين إلى أن هذه الأموال لم تكن مخصصة لمنحهم صوتهم، وإنما دعم مالي لشراء ملابس وأحذية لعمال النظافة وغيرها. المقدمة لتنفيذ أعمال الصيانة في مختلف البلديات.