ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل القصف مع إسرائيل؟

منذ 2 ساعات
ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل القصف مع إسرائيل؟

ومع تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية للبنان، يرى مراقبون أن كلا الخصمين يحافظان على السرية بشأن أنواع الأسلحة المستخدمة، وخاصة حزب الله الذي يكشف بين الحين والآخر عن أسلحة جديدة يستخدمها لاستهداف أهداف إسرائيلية. أطلق حزب الله اللبناني صواريخ “ثقيلة” لأول مرة على مناطق واسعة في الجليل وشرق مدينة حيفا وأعلن عن هجمات على قاعدة رمات ديفيد الجوية الإسرائيلية والمجمعات الصناعية العسكرية. وقال حزب الله، الأحد، في تصريحات رسمية، إنه “أطلق عشرات الصواريخ من طراز فادي 1 وفادي 2”. ولم يقدم الحزب أي معلومات إضافية حول أداء صاروخي فادي 1 وفادي 2، ومدى وحجم المتفجرات التي يحملها هذا النوع من الصواريخ، ولا مكان تصنيعها وما إذا كانت موجهة أم لا.

وبحسب مصادر قناة الميادين المدعومة من إيران، فإن هذه الصواريخ تستخدم لأول مرة منذ بدء التصعيد، والصاروخ فادي 1 الذي يصل مداه إلى 80 كيلومترا هو نسخة من صاروخ خيبر 220 ملم. صاروخ M220 سوري الصنع لتحسين القدرات الهجومية لحزب الله.

وبحسب “الميادين”، فإن الصاروخ “فادي-2” هو من نوع M302، عيار 303، ويبلغ مداه 105 كلم. وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله: “أطلق اسم الصاروخ تكريما للشهيد فادي حسن الطويل شقيق القائد الشهيد وسام الطويل الذي استشهد في طريقه إلى القدس مطلع عام 2024”. في المقابل، سبق لحزب الله أن كشف عن العديد من أسلحته وبالتالي عن أهم قدرات حزب الله العسكرية.

مسيرات مسلحة بالصواريخ

 

أثار استخدام حزب الله لصواريخ S5 مخاوف في إسرائيل بشأن تطوير أسلحة هجومية. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله طائرة بدون طيار مسلحة بصواريخ، بدلا من المتفجرات التي تستخدمها الجماعة اللبنانية في كثير من الأحيان منذ أشهر. وقال الخبير العسكري اللبناني العميد هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، لبي بي سي: “الصواريخ توجه ضربة أكثر دقة من القنابل التي يمكن إسقاطها بواسطة طائرة بدون طيار”. ونشر موقع حزب الله، صورة لمواصفات صاروخ جو-أرض الروسي غير الموجه من طراز S5، على تطبيق تلغرام، موضحا أن طوله 1.4 متر، ووزنه أربعة كيلوغرامات، ومداه أربعة كيلومترات.

“أسلحة جديدة”

 

وشهدت القدرات العسكرية لحزب الله في لبنان تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، نشر الحزب العديد من الأسلحة الجديدة. وأوضح العميد هشام جابر أن حزب الله يحافظ على سرية طبيعة أسلحته ولا يكشف عنها إلا تدريجياً بحسب التطورات على الأرض. وأضاف لبي بي سي أن حزب الله استخدم صواريخه المضادة للطائرات مرتين؛ “الأول كان عندما أسقط طائرة هرمز 450، والثاني عندما أسقط طائرة هرمز 900 إسرائيلية الصنع في أبريل الماضي”. وفي 13 مايو/أيار، أفادت قناة “الميادين” التلفزيونية اللبنانية أن حزب الله كشف للمرة الأولى عن استخدام صاروخ ثقيل جديد يسمى “جهاد مغنية”. كما لوحظ أنه استخدم طائرة بدون طيار جديدة تسمى “شهاب” لاستهداف نظام القبة الحديدية الإسرائيلي. وذكر تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الخميس، أن حزب الله استخدم طائراته بدون طيار من الجيل الثالث لأول مرة، وأضاف التقرير أن الجماعة “استخدمت نوعا أكثر تقدما من طائرات أبابيل الانتحارية بدون طيار، والتي تستخدم في الولايات المتحدة”. “” قادرة على تحديد أهداف محددة.””

وقال مسؤول في حزب الله لقناة الميادين اللبنانية إن الجماعة زادت في الآونة الأخيرة معدل تخزين الأسلحة. وقال نواف الموسوي، المسؤول عن ملف الموارد والحدود في حزب الله، إن الجماعة أصبحت الآن قادرة على الحصول على مجموعة من الأسلحة في شهر واحد، بعد أن كانت تتسلمها في السابق خلال ستة أشهر. وأشار الموسوي إلى أن حزب الله لديه “أسلحة جديدة” يستخدمها ضد إسرائيل، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ أكثر دقة يمكن استخدامها في المناطق البحرية أو البرية. وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن حزب الله لديه نظام صواريخ أرض-جو تكتيكي منخفض الارتفاع وقصير المدى (SA8) وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات محمولة (SA17 وSA22) في ترسانته لردع الضربات الجوية الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن القائد العسكري المتقاعد تال بيري، الذي يعمل رئيسا للأبحاث في مركز ألما الإسرائيلي، قوله إن حزب الله نشر أيضا بطاريات من طراز SA8 في جنوب لبنان، وهو ما قال إنه قد يشكل تهديدا للطائرات الإسرائيلية العاملة فوق لبنان.

القدرات العسكرية لحزب الله

 

وفي الآونة الأخيرة، رصد مركز ألما للأبحاث الإسرائيلي هجمات حزب الله على إسرائيل، والتي استخدم فيها نيرانًا تحلق على ارتفاعات عالية، بما في ذلك صواريخ غراد، وصواريخ مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار. وقال الخبير العسكري هشام جابر لبي بي سي إنه من المعروف أن حزب الله لديه زوارق بحرية في قواته البحرية، لكنه لم يكشف بعد عن الصواريخ بحر-بحر التي يمتلكها. وأضاف أن حزب الله يمتلك صواريخ ياخونت الروسية القوية المضادة للسفن، المعروفة بدقتها، والتي وصفها الخبير العسكري بأنها “قادرة على تدمير ليس فقط الأهداف البحرية، بل أيضا منصات النفط والغاز”. وقال جابر: “من المعروف أن حزب الله لديه 10 آلاف صاروخ دقيق بالإضافة إلى 150 ألف صاروخ”، مضيفاً أن الإسرائيليين يقدرون أن الجماعة اللبنانية لديها أسلحة لم تظهرها بعد.

ويقول المركز الأميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية إن عدد صواريخ حزب الله يقدر بنحو 130 ألف صاروخ وقذيفة، معظمها صواريخ أرض-أرض صغيرة الحجم غير موجهة من طراز كاتيوشا-غراد. وتشمل الأسلحة أيضًا صواريخ مضادة للطائرات والسفن والدبابات بالإضافة إلى صواريخ موجهة يقال إنها قادرة على اختراق عمق إسرائيل. على الرغم من أن المعلومات حول القوة العسكرية لحزب الله غير دقيقة، فقد أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في عام 2012 أن الجماعة لديها 100 ألف مقاتل، وهو ما تشكك فيه مراكز الأبحاث الاستراتيجية المستقلة التي تقدر عدد قوات حزب الله بما يتراوح بين 20 ألف إلى 20 ألف مقاتل ويقدر عددهم بـ 50 ألف مقاتل.

طائرات بدون طيار وشبكات التمويه

 

ويمتلك حزب الله أيضًا طائرات بدون طيار بأحجام مختلفة، بما في ذلك طائرات الاستطلاع والمراقبة أو التجسس، والطائرات الهجومية والانتحارية، التي يمكنها حمل الذخيرة. وفي تقرير صدر عام 2021، قدّر مركز ألما للأبحاث الإسرائيلي أن حزب الله يمتلك أكثر من 2000 طائرة بدون طيار متعددة الأغراض، لكن حزب الله لم يكشف رسميًا عن عددها. ورصد التقرير ارتفاعا كبيرا في عدد الطائرات المسيرة لحزب الله خلال الخمسة عشر عاما الماضية، بعد أن قدرت بالعشرات عام 2006 ونحو 200 عام 2013، بحسب المركز الإسرائيلي. ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مركز ألما، فإن أحد أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل هو “أنشطة حزب الله في اكتشاف الثغرات في نظام الدفاع الإسرائيلي، واستخدام العديد من نقاط الإطلاق المموهة المعدة مسبقاً، ونوع وطريقة إطلاق الصواريخ”. الطائرة بدون طيار تطير نحو هدفها.” وفي الوقت نفسه، يتخذ حزب الله إجراءات تجعل من الصعب تحديد مواقع الإطلاق والناشطين مسبقًا وتقصير مدة الهجوم. وقال التقرير إن حزب الله نشر أعدادا كبيرة من الطائرات بدون طيار الجاهزة للقتال بالقرب من الحدود مع إسرائيل وأخفاها في مناطق مفتوحة ومبنية. واستخدم المركز مقطع فيديو نشره حزب الله في الأيام الأخيرة يظهر أحد عناصره وهو يزيل شبكة تمويه من طائرة بدون طيار، مما يوحي بأن المسيرة كانت قد تم وضعها على الأرض في السابق. ويوضح التقرير الإسرائيلي أن إعداد الطائرات بدون طيار مسبقًا يوفر على حزب الله الكثير من الوقت في الاستعداد للإطلاق ويجعل من الصعب جدًا إحباط هجومها. بالإضافة إلى ذلك، فإن قرب مواقع الإطلاق من الحدود يقلل بشكل كبير من مدة الرحلة، مما يعقد عمل أنظمة الكشف والاعتراض.

نظام الملاحة بالقصور الذاتي

ويشير التقرير العسكري الإسرائيلي إلى صعوبة أخرى تتعلق بطريقة توجيه الطائرة بدون طيار نحو الهدف. تتمثل إحدى طرق الطيران في التحديد المسبق للهدف والمسار بحيث يمكن تنفيذ الرحلة إلى الهدف بشكل مستقل باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي INS. نظام الملاحة بالقصور الذاتي هو وسيلة لتوجيه الصواريخ والطائرات والغواصات ولا يعتمد على المراقبة من الأرض أو النجوم أو على إشارات الراديو والرادار أو المعلومات من مصدر خارجي. يعتمد هذا النظام على الكمبيوتر وحساسات الحركة والدوران لإجراء عمليات حسابية مستمرة من خلال تقدير الموقع والاتجاه والسرعة دون الاعتماد على مراجع خارجية. ويوضح تقرير مركز ألما أن الجيش الإسرائيلي أقام حواجز اعتراض لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الشمال لتجعل من الصعب استخدام الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة الدقيقة. وقال التقرير إن حزب الله ربما يستخدم تقنيات “تجاوز الحاجز” في هذه المنطقة والتي استخدمتها روسيا بنجاح خلال حربها مع أوكرانيا والتي ربما نقلها الروس إلى طائرات بدون طيار إيرانية يستخدمها حزب الله.

التشغيل اليدوي

ويشير التقرير الإسرائيلي إلى احتمال آخر فيما يتعلق بقدرة حزب الله على مهاجمة مواقع في إسرائيل بطائرات بدون طيار: يتم التحكم في الطائرة من قبل مشغل أثناء الطيران. ورغم أن بعض مسيرات أبابيل مجهزة بكاميرات ترسل الصور إلى مركز التحكم، إلا أن المسيرة نحو بيت هليل في أحدث فيديو نشره حزب الله في 11 مايو/أيار لم تتضمن كاميرا. ويشير التقرير إلى أن الطائرة كانت تحت سيطرة مشغل كان على اتصال بصري بالهدف، مما جعل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التابع للجيش الإسرائيلي غير فعال. “التوسع التدريجي”

كما أكد الخبير العسكري هشام جابر أن حجم الحرب بين الطرفين يتسع تدريجياً، لكنه لا يزال أقل من حد المواجهة الشاملة أو الحرب واسعة النطاق، “التي يتجنبها حزب الله حتى لا يكون البادئ بها. ” “. وأضاف أن حزب الله يربط وقف عملياته العسكرية ضد المدن الإسرائيلية بانتهاء الحرب في غزة المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، “لكن ذلك لا يشمل هجومه على مزارع شبعا وكفر شوبا”. الذي يأخذ لبنان بعين الاعتبار المنطقة. وأدى القتال عبر الحدود إلى مقتل ما لا يقل عن 415 شخصا في لبنان، معظمهم من المسلحين ولكن أيضا 80 مدنيا، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس. وقالت إسرائيل إن 14 جنديا و10 مدنيين قتلوا على جانبها من الحدود. ونزح عشرات الآلاف من سكان المناطق الحدودية من الجانبين.


شارك