الاقتصاد الصيني يمر بتحديات تتطلب مزيجا من الابتكار وضبط السياسات
يمر اقتصاد الصين بفترة حساسة مع تراجع بعض القطاعات وتزايد التساؤلات حول استراتيجية بكين الاقتصادية، حيث ذكرت صحيفة فايننشال ريفيو الآسيوية أن الاهتمام يتحول إلى العوامل الأساسية التي تؤثر على الأداء الاقتصادي للبلاد.
ويشير المحللون إلى أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين مرتبطة بسياسات الحكومة التي تركز على الإدارة الصارمة للاقتصاد. ورغم أن هذه التدابير دعمت الاستقرار الاقتصادي لسنوات، إلا أن هناك مخاوف بشأن تأثيرها على النمو المستدام والإبداع.
وقالت الصحيفة إن الصين لديها تاريخ طويل من الابتكار ومساهماتها ساعدت بشكل كبير في تشكيل العديد من القطاعات الاقتصادية على نطاق عالمي. لقد نجح الحزب الشيوعي لسنوات عديدة في الاستثمار في القدرات الإبداعية للشعب الصيني، وبالتالي المساعدة في تعزيز الابتكار والتنمية.
لكن في الآونة الأخيرة بدأت بعض الإجراءات المشددة تؤثر على البيئة الاقتصادية، حيث يعتقد بعض المحللين أن هذه الضوابط يمكن أن تحد من مرونة الابتكار. وكان هذا التأثير ملحوظا بشكل خاص في بعض القطاعات الرئيسية مثل البناء، مما أثار المخاوف بين المستثمرين بشأن التباطؤ المحتمل في الاقتصاد الصيني.
وتتوقع التحليلات الاقتصادية، بما في ذلك تلك الصادرة عن شبكة بلومبرج وبي إن بي باريبا، أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للصين العام المقبل بسبب انخفاض الأداء في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. واضطرت بعض الشركات إلى خفض النفقات وخفض رواتب الموظفين بسبب تراجع المبيعات.
وتشير الورقة أيضًا إلى أن التركيز على السياسات التي تعزز التفكير الجماعي وسيطرة الحكومة على الاقتصاد قد يأتي على حساب الإبداع والابتكار، وهما محركان رئيسيان للنمو في الاقتصاد العالمي الحديث. يضع هذا النهج الاقتصادي النظام والامتثال في المقام الأول بدلاً من تشجيع الحلول المبتكرة.
وأضافت الصحيفة أن الاعتماد الكبير على الائتمان والاستثمارات الكبيرة في القطاع العقاري أدى إلى بعض المشاكل، مثل ظهور “مدن الأشباح”، مما يعني أن الاقتصاد يخضع إلى حد كبير لسيطرة الدولة وليس قوى السوق.
وأخيرا، أشارت الصحيفة إلى أن العلاقات التجارية بين الصين وبعض شركائها الدوليين، خاصة الولايات المتحدة، تواجه تحديات بسبب قضايا مثل حقوق الملكية الفكرية والتجارة. ويعزو المحللون بعض هذا التوتر إلى السياسات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى فرض عقوبات أو قيود على الصين في المستقبل.