إسرائيل تستعد لعملية برية في لبنان مع إبلاغ السكان بالفرار
يبدو أن إسرائيل مستعدة لشن عملية برية في لبنان، حيث قال رئيس أركان الجيش هرتزي هاليفي يوم السبت إن قواته مستعدة لما هو قادم، وحث السكان اللبنانيين على الفرار إلى أماكن آمنة.
وجاءت تصريحاته بعد أن قتلت إسرائيل زعيم حزب الله حسن نصر الله والعديد من الأعضاء البارزين الآخرين في الجماعة الشيعية المسلحة اللبنانية. وقال هاليفي في مقطع فيديو نشره الجيش: “هناك أيام صعبة أمامنا”. وذكر أن الجيش الإسرائيلي “في حالة تأهب قصوى على كافة الجبهات، سواء في الدفاع أو الهجوم”، مضيفا أنه مستعد لما سيأتي بعد ذلك.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل القيادي في حزب الله علي كركي الذي كان مسؤولا عن جنوب لبنان. قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ضابط مخابرات كبير في حزب الله، حسن خليل ياسين، الذي قيل إنه قاد وحدة ضالعة في التخطيط لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وبحسب الجيش، فقد تم “القضاء عليه” خلال هجوم على بيروت خلال غارة جوية مستهدفة.
إسرائيل تهاجم الضاحية الجنوبية لبيروت من جديد
وشن الجيش الإسرائيلي هجوما على الضاحية الجنوبية لبيروت. وأشارت التقارير اللبنانية الأولية إلى أن المنطقة المستهدفة هي منطقة “الشياح”. وشن الجيش الإسرائيلي موجة ضخمة من الهجمات في وقت سابق من هذا الأسبوع على المنطقة الواقعة في جنوب بيروت، وهي منطقة سكنية مكتظة بالسكان وتعتبر معقلا لحزب الله. وفر العشرات من السكان من المنطقة. وفي ساعات المساء، أفادت مصادر أمنية أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت منطقة قريبة جداً من مطار بيروت الدولي.
وتدعو إسرائيل مرارا وتكرارا السكان في أجزاء من لبنان إلى الابتعاد عن منشآت حزب الله والبحث عن أماكن آمنة حتى إشعار آخر.
وبحسب نداء باللغة العربية من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن التحذيرات الأخيرة تنطبق على سكان وادي البقاع شرقي البلاد والضواحي الجنوبية للعاصمة بيروت وجنوب لبنان.
عادة ما يُنظر إلى مثل هذه الدعوات لإخلاء الجيش على أنها علامة على هجمات إسرائيلية جديدة وشيكة. لكن العديد من السكان في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله لا يعرفون في كثير من الأحيان المباني التي تستخدمها الجماعة المسلحة.
وارتفع عدد الشهداء اللبنانيين
ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، فإن عدد القتلى بسبب الهجمات الإسرائيلية مستمر في الارتفاع. وفي الفترة ما بين 16 و27 سبتمبر فقط، قُتل 1030 شخصًا. وأصيب حوالي 6300 شخص.
بلغ عدد القتلى جراء الهجوم الضخم على إحدى ضواحي بيروت 11 شخصًا وأصيب 108 آخرون، لكن من المرجح أن يرتفع العدد حيث لا يزال الناس مدفونين تحت الأنقاض والعديد من المفقودين.
وبحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على منصة “X”، فقد فر أكثر من 50 ألف لبناني إلى سوريا التي تعاني من الحرب الأهلية. وأشار إلى أن أكثر من 200 ألف شخص في لبنان نزحوا داخليا بسبب هذه الهجمات.
ردود أفعال عالمية على اغتيال نصرالله
وأعرب سكان بيروت عن حزنهم لمقتل نصر الله، فيما أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الحداد الرسمي ثلاثة أيام.
ويعتبر مقتل نصر الله، الذي قاد حزب الله لأكثر من 30 عاما وحوّل الجماعة المسلحة اللبنانية إلى قوة مؤثرة، إحدى أسوأ الضربات التي تلقاها حزب الله على يد إسرائيل.
وتعهد حزب الله بـ”مواصلة جهاده لمواجهة العدو ودعم غزة وفلسطين والدفاع عن لبنان وشعبه الصامد الكريم”. ولم يتم الإعلان عن من سيحل محل نصر الله.
ووصفت إيران جريمة القتل بأنها جريمة حرب وأعلنت الحداد لمدة خمسة أيام.
لكن موسكو أدانت بشدة الهجوم المميت ودعت إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية من جانب إسرائيل. وقالت وزارة الخارجية الروسية: “إن عمل العنف هذا قد يكون له عواقب وخيمة على لبنان والشرق الأوسط بأكمله”.
ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عملية القتل بأنها “اغتيال سياسي” في تصريحاته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن المنطقة الشمالية يجب أن تكون آمنة لعودة السكان الإسرائيليين، وأن حزب الله ينسحب نحو 30 كيلومترا شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية، عبر نهر الليطاني، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي صدر قبل سنوات. .