وزير الري في حوار لـ الشروق (2-2): ندرة المياه في مصر حقيقة واقعة.. وإجراءات جادة لترشيد الاستخدام

منذ 3 ساعات
وزير الري في حوار لـ الشروق (2-2): ندرة المياه في مصر حقيقة واقعة.. وإجراءات جادة لترشيد الاستخدام

• نقص المياه أمر واقع في مصر.. ولابد من اتخاذ إجراءات جدية لترشيد استخدامها • كميات المياه المتوفرة لا تكفي لتلبية الاحتياجات المختلفة • لا نقوم بتصريف المياه العذبة في البحر. وتعتمد المشاريع الزراعية الجديدة على المياه المعالجة • ينقل النهر الصناعي مياه الصرف الصحي المعالجة إلى مشروع الدلتا الجديدة • تعتبر دلتا النيل المنطقة الأكثر تأثراً بمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر • الترويج لمشروعات تقليل الفاقد المائي في حوض النيل • التوسعة الشاملة لمنظومة المياه تحت مظلة الجيل الثاني من نظام الري 2.0 • تعليمات مشددة بعدم سقوط الأشجار أثناء أعمال تأهيل المجاري • إنشاء وحدة داخلية لمراقبة ومتابعة جودة الأعمال الإنشائية في الموقع • انخفاض التعديات والمخالفات على الممرات المائية • اقترحت بعض النماذج إمكانية انخفاض مياه النيل بسبب تغير المناخ • الرصد الفوري لأية مخالفات على الممرات المائية • نعمل على تشديد العقوبات على التعدي على المجاري المائية ونهر النيل

أكد وزير الموارد المائية والري د. وقال الدكتور هاني سويلم، إن ندرة المياه في مصر أصبحت حقيقة يجب مواجهتها، وتحدث عن تطوير شامل لمنظومة المياه من خلال الجيل الثاني من الري 2.0، والذي يتضمن إجراءات جادة لترشيد استخدام وتنمية مواردنا المائية.

وفي الحلقة الثانية من حواره لـ«الشروق»، أكد سويلم أنه لن يتم تصريف مياه عذبة إلى البحر، وأن أغلب المشروعات الزراعية الجديدة، بما فيها الدلتا الجديدة، تعتمد على إعادة استخدام مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي بعد معالجتها. و نص الجزء الثاني من الحوار :

< ماذا يعني أن تصل مصر إلى مرحلة ندرة المياه؟

هو مصطلح يشير إلى كمية المياه المتاحة التي تعتبر غير كافية لتلبية الاحتياجات المختلفة للسكان والأنشطة الاقتصادية والزراعية. وقد حددته الأمم المتحدة بألف متر مكعب للفرد سنويا.

وفي مصر، انخفض نصيب الفرد من المياه إلى حد ندرة المياه منذ عام 1995 ويبلغ حاليا حوالي 530 مترا مكعبا سنويا. ومن المتوقع أن ينخفض إلى حوالي 360 مترًا مكعبًا سنويًا بحلول عام 2050.

لقد أصبح نقص المياه في مصر حقيقة يجب على جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية معالجتها.

ومن المتوقع أن تزداد التحديات الحالية في قطاع المياه في المستقبل بسبب النمو السكاني وتفاقم آثار تغير المناخ، الأمر الذي قد يكون له انعكاسات على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

<كيف يؤدي تغير المناخ إلى زيادة مشاكل إدارة المياه في مصر؟

تعتبر مصر آخر دولة المصب في حوض النيل وتتأثر بكل ما ينجم عن تأثيرات التغير المناخي على الحوض بأكمله.

تشير بعض النماذج المناخية إلى احتمالية نقص المياه من نهر النيل إلى بحيرة ناصر.

كما أدى تغير المناخ إلى زيادة شدة وتواتر موجات الأمطار والجفاف، مما أدى إلى حدوث فيضانات في بعض المناطق الجبلية مع آثار خطيرة على الحياة والممتلكات.

كما أنه يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية في جميع القطاعات.

وتتجلى آثار التغير المناخي أيضا في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد سواحل البحر الأبيض المتوسط، وخاصة منطقة دلتا النيل، التي تعد من أكثر المناطق تأثرا بمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم.

< كيف تتعامل وزارة الري مع هذه التحديات؟

من خلال العديد من الإجراءات، منها: تعزيز التعاون الثنائي مع دول حوض النيل والقرن الأفريقي وتشجيع مشاريع تقليل فاقد المياه.

زيادة كمية مياه الصرف الصحي المعاد استخدامها في الزراعة، وتحويل أنظمة الري السطحي إلى أنظمة الري الحديثة في المناطق القديمة بالوادي والدلتا، وتشجيع زراعة المحاصيل قليلة الاستخدام للمياه والتي تتحمل الجفاف والملوحة.

كما نقوم بالتوسع في احتجاز مياه السيول والأمطار وإنشاء الخزانات الأرضية في أودية الصحراء الشرقية وسيناء ومحافظات الصعيد، وكذلك في تحلية مياه البحر والمياه قليلة الملوحة (ذات ملوحة أقل من البحر). في المناطق النائية باستخدام الطاقة المتجددة.

< كيف تعاملتم مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هذا الصيف؟

ومن المعروف أن الحاجة الأكبر للمياه تكون في أشهر الصيف سواء للزراعة أو لأغراض أخرى، ورغم التوسع في الزراعة وارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى ارتفاع استهلاك المياه، تمكنت الوزارة من مواجهة الأزمات التي تعال كل صيف لقد أكملنا بالفعل 12 نقطة اتصال في شبكة الصرف الصحي ولا يزال لدينا نقطة واحدة متبقية نود توفير الموارد اللازمة لحلها.

ومن خلال زياراتي الميدانية التي التقيت خلالها بالمزارعين في مناطق مختلفة، أؤكد أن هذا الموسم مر بنجاح ملحوظ ودون أزمات.

وقد تحققت هذه النتيجة بفضل الاستعدادات المبكرة منذ نهاية الصيف الماضي وتنفيذ برنامج دقيق لصيانة بوابات الرفع على القنوات الجانبية، مما ساهم بشكل كبير في السيطرة الصارمة على المياه والإدارة الجيدة.

< ما رأيك في المطالبات بإنشاء منشآت لمنع تصريف مياه النيل إلى البحر الأبيض المتوسط؟

المرافق موجودة منذ سنوات عديدة؛ لدينا سد فارسكور في نهاية فرع دمياط وسد ادفينا في نهاية فرع رشيد وهما يمنعان تماما تدفق المياه العذبة إلى البحر ولا نفتحهما إلا لأسباب فنية تتعلق بتحقيق الميزانيات أو القضاء من مياه الصرف الزراعي التي أعيد استخدامها أكثر من مرة ووصلت إلى درجة عالية من التملح تمنع إعادة استخدامها.

وهناك سبب آخر مهم وهو مكافحة هجوم مياه البحر وتدخلها إلى أرض الدلتا. وتهدف الميزانيات إلى حماية أراضي الدلتا من مياه البحر شديدة الملوحة، ولا نقوم بإلقاء المياه العذبة في البحر.

< ما مدى صحة ما يتردد حول قطع بعض الأشجار لترشيد استخدام المياه؟

وتسعى الوزارة دائماً إلى تطبيق مبادئ الاستدامة وحماية النظام البيئي. وتأكيدا لذلك أكدنا على عدم قطع الأشجار على جسور القنوات والتفكير في طرق صديقة للبيئة لإعادة تأهيل القنوات ومنها تثبيت الجسور عن طريق زراعة الأشجار والنباتات الخاصة التي تساعد على ذلك، هناك تعليمات دائرية وصارمة بعدم قطع الأشجار أثناء أعمال إعادة تأهيل الصرف الصحي.

< كيف تقيم نتائج مشروع تأهيل الصرف الصحي؟

شبكة الصرف الصحي المصرية في حاجة ماسة إلى أعمال إعادة التأهيل، وهذه الحاجة كانت موجودة منذ سنوات طويلة ولم تعد موجودة اليوم. نتيجة تآكل أجزاء من القنوات (زيادة عرض القاع والجوانب)؛ بسبب حركة المياه الزائدة أو أعمال التطهير مما يؤدي إلى عدم القدرة على إمداد المزارع بالمياه في الوقت المناسب وبالكمية المطلوبة وخاصة في أطراف الترع.

وساعد المشروع على زيادة سرعة وصول المياه إلى أطراف شبكة القناة وحل العديد من الشكاوى، وهو ما ظهر واضحا في العديد من المناطق بما في ذلك الفيوم والبحيرة والإسكندرية وبني سويف.

< كيف تتعامل الوزارة مع أوجه القصور في أعمال التبطين؟

لقد اتخذنا العديد من الإجراءات منها: إعداد تقييم شامل لجميع الأعمال التي تم تنفيذها في كل محافظة على حدة وتكليف رؤساء الإدارات المركزية بالمتابعة لتلافي الملاحظات والنواقص التي تم تحديدها.

تم إنشاء وحدة داخلية بالديوان العام لمراقبة ومتابعة جودة أعمال التبطين بالموقع وتقديم الملاحظات الفنية ومتابعة تنفيذها وإعداد دليل لإعادة تأهيل الترع على أساس الأسلوب العلمي في المعالجة. وكل قناة على حدة حسب طبيعة التربة وحالة القناة والسيطرة الفعلية وطبيعة المشاكل الموجودة وغيرها؛ وبناء على ذلك، فإن طريقة إعادة التأهيل ستحدد إلى أي مدى تحتاج القناة إلى التبطين أم لا، وما إذا كانت هناك حاجة إلى تبطين جزء فقط من القناة أم القناة بأكملها.

كما أصدرنا توجيها بضرورة إعادة تأهيل الترع في إطار منظومة متكاملة تشمل الري الحديث وإعادة استخدام المياه، بالتوازي مع اتخاذنا بعض الإجراءات القانونية والقضائية بشأن سوء التنفيذ ونتائج التفتيش الفني. تقارير عن أعمال القناة تأخذ بعين الاعتبار الشركات المنفذة.

< كيف تدير الوزارة الاحتياجات المائية للمشروعات الزراعية الجديدة بما فيها الدلتا الجديدة؟

تعتمد معظم المشاريع الزراعية الجديدة بشكل عام على إعادة استخدام مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي بعد معالجتها.

<ما حكم بناء نهر صناعي جديد لإمداد الدلتا الجديدة؟

ويعتمد مشروع الدلتا الجديدة على مياه الصرف الصحي بعد معالجتها في محطة الدلتا الجديدة، وهي أكبر محطة معالجة في العالم بطاقة 7.5 مليون متر مكعب يوميا.

ويتضمن المشروع مقطعا ناقلا بطول 170 كيلومترا تقريبا مكون من أنابيب وقنوات مفتوحة بالإضافة إلى اثنتي عشرة محطة رفع تصفها بعض التقارير الإعلامية بالنهر الاصطناعي.

< حدثنا عن خطة الوزارة لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي؟

وبالتعاون مع مؤسسات بحثية دولية ذات خبرة، يتم إجراء دراسات وأبحاث تطبيقية لتعظيم فوائد مياه الصرف الزراعي وتحلية المياه شديدة الملوحة للاستخدام الزراعي، بما في ذلك المنطقة التجريبية لتحلية مياه الصرف الزراعي في منطقة الدلتا.

كما انتهينا من تنفيذ عدد من المشاريع الكبيرة لمعالجة مياه الصرف الزراعي، منها: محطة معالجة مياه صرف بحر البقر بطاقة 5.6 مليون متر مكعب يومياً للاستفادة منها عند الانتهاء من مشاريع تطوير واستصلاح الأراضي على الساحل. شبه جزيرة سيناء.

وكذلك محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالمحسمة؛ وسيتم استخدام مليون متر مكعب من هذه المياه يوميا لزراعة ما بين 50 ألف إلى 60 ألف فدان بالإضافة إلى محطة الدلتا الجديدة. بطاقة استيعابية تبلغ 7.5 مليون متر مكعب يوميا.

 

   وزير الري د. هاني سويلم – تصوير: أحمد عبد الفتاح

 

< كيف تخطط الوزارة لتحسين نظام الري في مصر؟

نقوم بتنفيذ تطوير شامل لنظام المياه من خلال العديد من المشاريع والسياسات والإجراءات تحت مظلة “نظام الري من الجيل الثاني 2.0”، حيث تمثل الأعمال المنفذة في الفترة من 1805 إلى 2022 الجيل الأول من نظام الري.

اقتربنا من استكمال تطوير نظام المراقبة والتشغيل بالسد العالي باستخدام أحدث التقنيات والخبرات المصرية. كما نعمل حاليًا على تطوير قواعد البيانات لجميع الأعمال المتعلقة بأنظمة الري، واستبدال وصيانة شبكات وبوابات المياه الرئيسية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة التشغيل واستبدال وصيانة أنظمة الرفع.

كما نعمل على تطوير نظام رقمي لتتبع أعمال إزالة الحشائش في الترع والمصارف على طول الشبكة التي يبلغ طولها 55 ألف كيلومتر، والتي تعد من أكبر الشبكات في العالم.

< وماذا عن المحاور أو المشاريع الأخرى التي يتضمنها هذا التطوير؟

ويتضمن ذلك أيضاً اتخاذ إجراءات جادة لترشيد استخدام وتنمية مواردنا المائية، وتطوير تقنيات إدارة المياه، والانتقال التدريجي من توزيع المياه حسب المستويات إلى التخلص منها، فضلاً عن استخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد تركيبة المحاصيل. والتصوير الجوي لرصد التدخلات وتتبع المشاريع.

ويشمل ذلك أيضًا التحول إلى الري الحديث في المناطق الرملية ومزارع قصب السكر والبساتين، وإعداد طرق في مجال معالجة المياه وتحلية المياه، ووضع استراتيجية لإدارة المياه الجوفية في مصر وإدارة إدارتها وإحلالها وصيانتها. شبكات الصرف الصحي المغطاة وغيرها من المشاريع.

< ما هي الحوافز التي قدمتها الوزارة لتشجيع المزارعين على التحول إلى الري الحديث؟

وتقدم الدولة حوافز تمويلية من خلال تقديم قروض بدون فوائد لمدة عشر سنوات؛ ويجري دراسة التمديد لفترة أطول.

كما تعمل الوزارة حالياً على تقديم حوافز فنية واقتصادية للموضوع ونشرها، مع حصر الممارسات الجيدة ونشرها من خلال الندوات والمدارس الحقلية التي يتحدث فيها المزارعون عن الفوائد الاقتصادية التي تعود عليهم، وزيادة إنتاج المحاصيل وتحسينها. جودتها. وهذا يشجع الآخرين على تبني هذه الممارسات وتطبيق نفس التجارب في بلادهم.

< ما هو الدور الذي تلعبه تحلية المياه في خطط الوزارة لمكافحة شح المياه؟

ويجب أن تشمل الرؤية المستقبلية للوزارة لإدارة الموارد المائية إلى حد كبير مصادر المياه غير التقليدية مثل تحلية المياه لأغراض الزراعة.

ويتعلق الأمر بتحلية مياه الصرف الزراعي التي لا تتجاوز ملوحتها 7000 وحدة في المليون، لإنتاج مياه بجودة مناسبة للزراعة تختلف عن نوعية مياه الشرب، حيث أن وزارة الإسكان لديها خطط طموحة للتوسع في محطة تحلية مياه البحر لأغراض مياه الشرب بالمناطق الساحلية.

والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً: “هل تحلية المياه بشكلها الحالي مناسبة للزراعة؟” الجواب بالتأكيد لا؛ ولذلك، فإن أي مشروع لتحلية المياه لأغراض الزراعة يجب أن يتم دمجه في ما يسمى بنظام WEF nexus System، أو نظام المياه والغذاء والطاقة.

< ما هي تفاصيل هذا النظام؟

وفيما يتعلق بالمياه، فمن الضروري تطوير وتوطين إنتاج عناصر تحلية المياه لتقليل تكلفة إنتاج وحدة المياه المحلاة.

وفيما يتعلق بالتغذية، يجب دمج الأساليب الحديثة للزراعة، مصحوبة بالري الحديث. ولضمان إنتاجية أعلى للمحاصيل مع الحد الأدنى من استهلاك المياه، يمكن أيضًا اختيار المحاصيل ذات العوائد الاقتصادية لجذب المستثمرين وتوفير فرص التصدير إلى الخارج.

وأخيراً الطاقة؛ يمكن للطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ضمان استدامة النموذج وتقليل تكاليف تشغيل النظام.

وبناء على الدراسات الأولية فإن هناك خيارات واعدة لتنفيذ التجربة، ويجري تنفيذ النماذج التجريبية في منطقة الدلتا. تقييم الوضع وخيارات التوسع.

< وماذا عن خطتكم لتطوير مرافق المياه؟

قمنا بتطوير قاعدة بيانات جغرافية لجميع مرافق المياه البالغ عددها 50.000 منشأة مع رقم خاص لكل منها (يشبه الرقم الوطني) وذلك لإنشاء أرشيف لهذه المرافق وتسجيل جميع الأعمال والصيانة الجارية لها من خلال قاعدة بيانات موحدة تساهم الوزارة في دقة وسرعة اتخاذ القرار وتتبعه.

كما وقعت الوزارة بروتوكول تعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل أو إحلال أو تجديد المنشآت الخطرة بقيمة إجمالية 10 مليارات جنيه، والمتوقع الانتهاء منه عام 2028.

< ما آخر تطورات تحديث أنظمة تشغيل السد العالي؟

لقد قمنا بإجراء دراسات متقدمة حول نظام السلامة للسد العالي وخزان أسوان بالتعاون مع مختلف المؤسسات المتخصصة مثل مراكز البحوث والجامعات.

كما تعمل الوزارة مع الشركات العالمية على وضع خطة المراقبة والأمن للسد العالي، يرافقها تطوير تجهيزاته التشغيلية وتنفيذ عمليات الصيانة وفق أحدث التطبيقات التكنولوجية المتاحة والمناسبة. وسيساعد ذلك في الحفاظ على كفاءة السد نظرا لأهميته للأمن المائي في مصر.

< ما هي خطتكم لمواجهة التعديات على الممرات المائية؟

نعمل بشكل مستمر ومنتظم على القضاء على أي مخالفات في مهدها واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد أي مخالفة، وهو ما ينعكس بوضوح في انخفاض عدد المخالفات والمخالفات.

وتقوم الوزارة بوضع نظام للرصد الفوري لأية مخالفات باستخدام التصوير الجوي بمساعدة نظام التعديل المكاني بمبنى الوزارة بالعاصمة الإدارية، والمشاركة مع الأجهزة الأمنية في إزالة التعديات القديمة التي تم بسببها وتم إصدار إخطارات الإزالة، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على التعديات على المجاري المائية ونهر النيل.

< كيف تتعامل الوزارة مع المراسى والمركبات المخالفة؟

وتتولى وزارة الري حاليا مسؤولية اعتماد الأرصفة وسفن الرسو، والمسؤول عن اعتماد هذه الأرصفة هي الهيئة العامة للنقل النهري التابعة لوزارة النقل. إلا أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على ضبط وضبط أي مخالفة تؤثر على تدفق نهر النيل وتؤثر على تدفق ونوعية مياهه.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تتخذ إجراءات قانونية ضد مخالفات المرسى والعوامات غير القانونية وتصدر إشعارات الإزالة ذات الصلة.

< كيف تتعامل الوزارة مع المياه الجوفية التي تصفها بالمحدودة وغير المتجددة؟

نحن ندرس حاليًا إمكانية وجود خزانات تحت الأرض. وضع حدود للسحب لضمان إطالة عمر الخزان لأطول فترة ممكنة.

وبشكل عام، لا ينبغي التوسع في التنمية بالاعتماد على المياه الجوفية إلا بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة لتحديد أنماط التنمية التي تتناسب مع إمكانات خزانات المياه الجوفية. وتقوم الوزارة أيضًا بمراقبة التغير في منسوب المياه الجوفية ونوعية الخزانات المختلفة بشكل فوري. من خلال شبكة مراقبة الآبار في جميع أنحاء البلاد.

< كيف تتعامل الوزارة مع الآبار المخالفة؟

وتتم مراقبة الآبار الجوفية بشكل مستمر. التأكد من تنفيذ كافة الضوابط والاشتراطات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين وتسهيل إجراءات الترخيص.

وترغب الوزارة في تحويل نظام التراخيص رقميا واستخدام صور الأقمار الصناعية لدراسة التغيرات في المناطق الزراعية.

< ما هو الوضع الحالي لمشروع الري والصرف بواحة سيوة؟

يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع الهيئة الهندسية وكلية الهندسة جامعة القاهرة بهدف تحقيق التوازن بين معدلات استخلاص المياه والقيم الآمنة لبرك الصرف الزراعي بالواحة ووضع حلول جذرية للمشكلة من الإفراط في استخراج المياه الجوفية وارتفاع نسبة مياه الصرف الزراعي في الواحة.

وقامت الوزارة بالفعل بالانتهاء من حفر الآبار العميقة لاستخراج المياه العذبة وخلطها بمياه الآبار السطحية، وجارٍ إغلاق العديد من الآبار السطحية.

كما نفذت الوزارة أعمال تدعيم وتقوية عدد من الكباري ببركة سيوة، وحفر قناة مفتوحة لنقل مياه الصرف الزراعي شرق الواحة، والانتهاء من محطة أنتافير التي تعمل على ضخ مياه الصرف الزراعي إلى القناة المفتوحة.

بالإضافة إلى ذلك، تم منع حفر آبار جديدة بالمخالفة، ويجري العمل على توعية الناس بأهمية التحول إلى الري الحديث.

< كم تكلفة المشروع؟ ومتى سيتم الانتهاء منه؟

– 3 مليار جنيه. ومن المتوقع الانتهاء منه في نهاية عام 2025.

< ما الذي تخطط للقيام به لحماية نفسك من مخاطر الفيضانات؟

منذ بداية عام 2014، أنجزنا تنفيذ 268 عملاً صناعياً مختلفاً، منها بحيرات صناعية وجسور وقائية وحواجز تحكم وقنوات صناعية ومجاري، فضلاً عن تأهيل وإنشاء شبكات الصرف الصحي وأحواض التسطير وتدعيم السدود في المنطقة. محافظات الصعيد بسعة تخزينية 192 مليون متر مكعب وبتكلفة إجمالية 1.68 مليار جنيه.

بالإضافة إلى تنفيذ 1359 عملاً صناعياً في محافظات شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح بتكلفة 5 مليارات جنيه وسعة تخزينية 158 مليون متر مكعب.

وتحمي هذه المرافق المرافق الأساسية مثل الطرق والمطارات والمدارس والبنية التحتية الأساسية، مع الحفاظ أيضًا على حياة المواطنين وممتلكاتهم.

ونخطط لاستكمال تنفيذ 89 عملاً صناعيًا بتكلفة تزيد عن 10 مليارات جنيه مصري بحلول نهاية السنة المالية 2026/2027.

<مع اقتراب فصل الشتاء.. كيف تستعد الوزارة للتعامل مع السيول والأمطار الغزيرة؟

ويقوم مركز التنبؤ بالوزارة برصد كميات ومواقع هطول الأمطار قبل حدوثها بثلاثة أيام وإتاحتها بشكل فوري لجميع الوزارات والمحافظات والجهات المعنية. حتى يتسنى لجميع الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة للتعامل مع الأمطار الغزيرة والسيول.

وتقوم الوزارة بخفض منسوب المياه في الترع والمصارف في المناطق التي يتوقع هطول أمطار غزيرة لها، لتمكينها من استيعاب كميات إضافية من المياه، مع التأكد من جاهزية محطات الرفع ووحدات الطوارئ للتعامل مع أي احتياطي للمياه.

<هل يمكن استخدام هذا الماء؟

وتأتي الفوائد بالطبع من تخزين وجمع مياه الأمطار ومياه الفيضانات، أو تسربها إلى خزان المياه الجوفية، أو نقلها من المناطق التي تتجمع فيها إلى مناطق أخرى أكثر احتياجًا.

< كيف تخططون للتعامل مع التحذيرات بشأن ارتفاع مستوى سطح البحر؟

نقوم برصد مستمر لمستوى وكثافة مياه البحر وكذلك الظواهر التي تحدث نتيجة للتغير المناخي ودراسة تأثيراتها على المناطق الساحلية.

ونفذت الوزارة العديد من المشروعات الكبرى، منها: حماية قلعة قايتباي التي كانت مهددة بالانهيار. كما نفذت أعمال حماية الشواطئ في خمس محافظات: البحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط وبورسعيد، باستخدام مواد من محيط المدينة وبمشاركة المجتمع المحلي.

كما تعمل الوزارة حاليًا على طرح طرق مبتكرة لحماية الشواطئ وتتواصل مع دول مشابهة لمصر ولديها الخبرة الكافية في حماية سواحلها. تحقيق أفضل التقنيات والتقنيات لحماية السواحل من أخطار التعرية والأمواج العالية بالاعتماد على مواد طبيعية صديقة للبيئة.

< وفي هذا الصدد ما هو الدور الذي تلعبه الوزارة في المشروعات الكبرى بالساحل الشمالي مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة؟

وتعد إدارة الري أحد أجهزة الدولة التي تتعامل مع هذه المشروعات ويتم التنسيق مع الجميع لضمان استدامتها وتحقيق أقصى استفادة منها.

ويعتمد وجود هذه المشاريع على استراتيجيات تم وضعها بعناية لاستغلال القدرات والخصائص الفريدة لهذه المناطق لتحقيق عوائد اقتصادية وتنموية واجتماعية كبيرة.

مدينة العلمين الجديدة أعادت روعة منطقة الساحل الشمالي ووضعت المنطقة على خريطة الاستثمار والسياحة العالمية. وستكون مدينة رأس الحكمة استمرارًا لهذه الاستراتيجيات.

< كيف استفادت مصر من مؤتمرات أسبوع القاهرة للمياه؟

ويعد أسبوع القاهرة للمياه، مثل كافة الأحداث الإقليمية والدولية، بمثابة منصة لنقل رسائل الدولة المصرية بشأن قضايا المياه وفرصة للتأكيد على أهمية قانون المياه كأولوية استراتيجية وأحد ركائز الأمن القومي.

كما أصبح أسبوع القاهرة للمياه مقصدا لاجتماعات وورش عمل منتظمة للعديد من المنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد من أجل المتوسط، ومجلس وزراء المياه العرب، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأغذية والزراعة، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وغيرها.

وستقام العديد من المسابقات على مدار الأسبوع لدعم ومكافأة الأبحاث المتميزة والابتكار والمواهب الشابة المتميزة في قطاع المياه.

< أخيرا. ما هي رؤيتكم لتحسين الوضع المالي والمهني لموظفي الوزارة؟

منذ أن توليت حقيبة وزارة الري، كان لدي الطموح والهدف لتحسين الأوضاع المالية والمهنية للوزارة. ولتحقيق ذلك؛ وعملنا على تنمية الموارد المالية للوزارة من خلال مراجعة مساهمات الوزارة لدى الجهات الأخرى، وأنشأنا وحدة مركزية لمراقبة عمليات تحصيل الديون، مما أدى إلى زيادة نشاط تحصيل الديون بنسبة 25% مقارنة بالسنوات السابقة.

كما نقوم بوضع قواعد الحوافز لخلق بيئة تنافسية داخل الإدارات ودفع مكافآت التميز “غير العادية” ربع السنوية للموظفين المتميزين، ويستفيد منها أكثر من 15000 كل ثلاثة أشهر.

كما انتهينا من حصر مساحات الري واتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة التعديات ووقعنا بروتوكولات تعاون مع المحافظات لاستغلال بعض المواقع وزيادة العائد المالي للوزارة مما ينعكس على الموازنة العامة للدولة وكذلك في إيرادات موظفي الوزارة.

كما تمكنا من تحسين الخدمات الاجتماعية والطبية للعمال، بما في ذلك تغيير اللوائح المالية لزيادة قيمة المنح وتقديم المساعدة في حالة المرض والكوارث.

كما قمنا بتطوير خطة الوزارة التدريبية لزيادة كفاءة العاملين من خلال برامج تدريبية تلبي الاحتياجات الفعلية وربط الترقيات بعدد ساعات التدريب والدورات المتخصصة. كما أبرمت الوزارة اتفاقيات مع جهات دولية لتبادل الخبرات وتنظيم دورات تدريبية في الخارج لزيادة كفاءة العاملين.

 

محرر الشروق خلال الحوار مع وزير الري – تصوير: أحمد عبد الفتاح

 


شارك