محكمة العدل الدولية تصدر الفتوى حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية 19 يوليو – ماذا ننتظر؟

منذ 4 شهور
محكمة العدل الدولية تصدر الفتوى حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية 19 يوليو – ماذا ننتظر؟

ولا توجد أي صلة بين هذه القضية وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا بسبب عدوانها على غزة

وتنظر المحكمة في التبعات القانونية الناجمة عن استمرار الاحتلال والوضع الدولي للأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة

آلاف التقارير والبيانات حول الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وممارسات إسرائيل وجرائمها أمام المحاكم

من المقرر أن تصدر محكمة العدل الدولية قرارها الاستشاري، الجمعة المقبل 19 يوليو/تموز المقبل، بشأن طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة إصدار فتوى بشأن التبعات القانونية الناشئة عن السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بما في ذلك القدس الشرقية.

وتم تسجيل هذا الطلب رسميا لدى المحكمة بتاريخ 30 ديسمبر 2022، أي قبل أكثر من تسعة أشهر من أحداث فيضان الأقصى والعدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة.

وشاركت مصر والعديد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية في الاجتماعات بطلبات بعد تقديم مذكرات مكتوبة تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وإنهاء كافة أشكال الاحتلال والاستيطان والتمييز والانتهاكات. القتل المدعوم والتهجير من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ولا توجد علاقة مباشرة بين هذه الفتوى وقضية الإبادة الجماعية في غزة

ولا يوجد أي ارتباط قانوني مباشر بين هذا الطلب الذي بدأت محكمة العدل الدولية النظر فيه في فبراير الماضي تمهيدا لإصدار رأي قانوني في إطار اختصاصها بالفتوى، والدعوى الأخرى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بدعوى انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية والعدوان الحالي على غزة. .

كما أن هذه الفتوى أو أي فتوى أخرى ليس لها تأثير مباشر على القرار في قضية الإبادة الجماعية، ولا العكس، حتى لو بنت محكمة العدل الدولية موضوع الفتوى على الوقائع المعنية، أو على العكس من ذلك، كيف تستمر الفتوى في الاستناد إلى الوقائع محل النظر. المحكمة موجودة وهي استشارية وغير ملزمة ويجب أن تهدف إلى تزويد الجمعية العامة بالبصيرة ومساعدتها على اتخاذ القرار الصحيح في المسألة المطروحة، حيث أن المحكمة مسؤولة عن تفسير وتفسير الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية. لتطبيقهم على هذه المسألة.

وتجيز المادة 96 من ميثاق الأمم المتحدة لكل من الجمعية العامة ومجلس الأمن طلب الفتوى من محكمة العدل الدولية في أي مسألة قانونية، ولكن لكل منهما القرار النهائي في كيفية التعامل مع نتيجة الفتوى بشأنها. مزاياها الخاصة. وفي الحالات التي لا تتمتع فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة بصلاحية اتخاذ قرار ملزم، فإن القرار النهائي يقع على عاتق مجلس الأمن، الذي، كما هو معروف، يخضع لاعتبارات معقدة بسبب حق النقض الذي يتمتع به الأعضاء الخمسة الدائمون. مما يؤدي إلى عرقلة العديد من قرارات الشرعية الدولية، رغم أن الأغلبية الساحقة من دول العالم وافقت على ذلك. وفي هذا السياق، نذكر على سبيل المثال القرار الذي اتخذته الجمعية العامة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والذي لم يتم التوصل إلى طريقة لتنفيذه حتى الآن.

ذكرى تعود إلى فتوى رفع الجدار العازل الإسرائيلي

وفي السابق، في عام 2004، وبناء على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة، أصدرت المحكمة فتوى بشأن التبعات القانونية لبناء إسرائيل للجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتوصلت الفتوى إلى جملة من النتائج التي جردت هذا العمل من مشروعيته ووصمته بالبطلان المطلق ومخالفة لكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الملزمة.

ورأت المحكمة أن بناء الجدار العازل ينتهك القانون الدولي، وأنه يجب على إسرائيل أن توقف فورًا أعمال البناء، بما في ذلك في القدس الشرقية، وأن تلغي جميع القوانين والقرارات واللوائح التي تحكم هذا البناء، كما أنها ملزمة بتعويض الجميع عن الضرر. الناجمة عن بناء الجدار الفاصل وأن جميع الدول لا تعترف بهذا الوضع غير القانوني ويجب على الأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن أن تنظر في التدابير الأخرى اللازمة لوضع حد لهذا الوضع.

وردت المحكمة في تعليلها على التأكيد على أن مسألة بناء الجدار ليست أكثر من جانب من جوانب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأنه ليس من المناسب النظر إليه من منظور القانون الدولي، قائلة إنها امتنعت عن ذلك. ويمنعها ذلك من اتخاذ القرارات إذا لم تتوافر لديها الحقائق والأدلة اللازمة التي تمكنها من التوصل إلى استنتاجات. إلا أنها في هذه الحادثة كان لها طلب فتوى من الجمعية العامة للأمم المتحدة وملف ضخم مقدم من الأمين العام للمحكمة يتضمن معلومات مفصلة عن مسار الجدار وأثره السياسي والإنساني والاقتصادي. والأثر الاجتماعي على الشعب الفلسطيني، فضلا عن التقارير العديدة عن الزيارات إلى مواقع البناء التي قام بها مقررون تابعون للأمم المتحدة وموظفون من هيئاتها، وبذلك أصبح لدى المحكمة الآن ما يكفي من المعلومات والأدلة للبت في مدى شرعية بناء إسرائيل. حائط .

أثر فتوى المنترة

مثل الخطوات السابقة أمام العدالة الدولية؛ وستكون للفتوى التي ستصدر قيمة قانونية وأخلاقية ومعنوية دعما للقضية الفلسطينية، وتظهر إجراءاتها أن الغالبية العظمى من شعوب العالم الحر تقف مع الحق الفلسطيني.

ومن الممكن البناء على الفتوى مستقبلاً من خلال إصدار المزيد من قرارات وأحكام القضاء الدولي، ممثلاً بمحكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، أو المحاكم المحلية في الدول الغربية، لملاحقة انتهاكات الاتفاقيات الدولية بين الإسرائيليين. ومؤيديهم والموالين لهم من الولايات المتحدة وأوروبا.

إن فتاوى محكمة العدل الدولية، مثلها مثل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، غير ملزمة ما دامت السلطات الاستثنائية لمجلس الأمن محدودة بسبب حق النقض.

على سبيل المثال؛ وبعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية فتوى تعتبر أن الجدار العازل غير قانوني في 9 يوليو 2004، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قرارا في 20 يوليو يقضي بوقف بناء الجدار وعدم قانونيته. 2004: رفضت إسرائيل والولايات المتحدة وأستراليا القرار وامتنعت عشر دول فقط عن التصويت.

ولذلك، وبسبب الدعم الأميركي لدولة الاحتلال، لا يمكن أن يتحول الأمر إلى قرار ملزم لمجلس الأمن.


شارك