إمام المسجد الأقصى لـ«الشروق»: إسرائيل نقلت أجواء حرب غزة إلى القدس والضفة.. وحرب الإبادة في القطاع غير مسبوقة

منذ 2 شهور
إمام المسجد الأقصى لـ«الشروق»: إسرائيل نقلت أجواء حرب غزة إلى القدس والضفة.. وحرب الإبادة في القطاع غير مسبوقة

إن حرب الإبادة في غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ ونقل الاحتلال أجواء الحرب في قطاع غزة إلى القدس والضفة الغربية – اسرائيل تشدد قبضتها على المصلين في المسجد الأقصى.. وتفسح المجال أمام المتطرفين اليهود – كل بيت يعطى لليهود في القدس يتم عن طريق التزوير والخداع – يواجه المقدسيون سياسة الهدم من خلال وضع “أمانة مميتة” على منازلهم لمنحهم الحصانة أكد إمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة غير مسبوقة في التاريخ، وذكر أن المسجد الأقصى يخضع للسيطرة العسكرية من قبل سلطات الاحتلال في كل الأيام وفي كل الأوقات منذ ذلك الحين. وقطاع غزة محاصر بالحرب حتى الآن.

وأضاف في حديث هاتفي لـ”الشروق”، أن الاحتلال نقل أجواء الحرب في غزة إلى القدس خاصة والضفة عامة، وفرض قوانين الطوارئ، وزادت أفعاله من القسوة والعنف، لافتا إلى أن قوة “الوقف النووي” في تناول سياسة هدم المنازل في القدس ودعت وسائل الإعلام العربية إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا

وعن نص الحوار..

كيف تصف واقع المسجد الأقصى اليوم؟

ويمكننا القول إن الأقصى ظل تحت الحصار العسكري في كل الأيام وفي كل الأوقات منذ حرب غزة. وهذا يعني أن سلطات الاحتلال تمنع المسلمين من حضور الصلاة. وفي الوقت نفسه يسمح الاحتلال للمتطرفين اليهود بالدخول تحت إجراءات أمنية مشددة.

هل واجه الفلسطينيون هذا القدر من الوحشية في حرب غزة؟

لم يكن هناك مثيل عبر التاريخ لحرب الإبادة التي يعيشها قطاع غزة في فلسطين، وللأسف تجري الإبادة الجماعية أمام أعين العالم المطالب بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

– لقد شهدتم الاحتلال منذ بداياته. فهل هناك فرق بين الأمس واليوم في سلوكهم تجاه الفلسطينيين؟

 

نعم، لقد تغير سلوك الاحتلال في بداية وجوده من الظلم إلى الظلم الأكبر اليوم، حيث فرض الاحتلال قوانين الطوارئ والأحكام العرفية على القدس بشكل خاص والأراضي الفلسطينية بشكل عام منذ بداية حرب غزة السابقة. ونقل الاحتلال أجواء الحرب في غزة إلى القدس خاصة والضفة الغربية عامة، وفرض قوانين الطوارئ، وزادت أفعاله من القسوة والعنف.

حدثنا عن جهود المرابطات في حماية المسجد الأقصى وأهمية تواجدها وتنسيقها مع إدارة المسجد؟

 

نعم هناك تنسيق مع إدارة المسجد، لكن سلطات الاحتلال تقيد حراس المحطة والمسجد وتتخذ بحقهم إجراءات لإبعادهم عن المسجد. بالطبع دورهن مهم جداً، لكن للأسف منذ بداية حرب غزة وحتى اليوم نشاط رجال الدين في المسجد الأقصى شبه مشلول بسبب إجراءات الاحتلال الظالمة.

هل هناك أساس قانوني يستغله الاحتلال لإبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى؟

 

وهذا أمر غير عادل وغير قانوني وغير حضاري ويتعارض مع الحرية الدينية والقوانين والأعراف الدولية.

– دعوا المقدسيين الذين يواجهون سياسة الهدم التي ينتهجها الاحتلال إلى التبرع بمنازلهم بشكل دائم. وكيف يمكنهم مواجهة الدمار؟

 

التبرع بالبيوت يمنحها الحصانة والمحافظة عليها، وهذا يحميها من الهدم. التبرع الأساسي هو شكل من أشكال التبرع ويسمى (التبرع العائلي) أو التبرع المدني، ويقصد به نفع العقار أو المنزل، ويكون التبرع للفروع (أي للأبناء وأولاد أبنائهم). أي أن الفروع تراعي أحكام الهبة العامة والفرق في الهبة العامة أن المنفعة تقتصر على الفروع فقط.

هل يمكنك أن توضح لنا حقيقة ما يروج له الاحتلال، ألا وهو قصة بعض المقدسيين الذين باعوا منازلهم في القدس لليهود؟

 

وكل بيت يعرفه اليهود في مدينة القدس يكون بالتزوير والخداع والأساليب الماكرة.

كيف تحاولون إيصال رسالة الأمل والتحدي للمؤمنين والمرابطين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها؟

 

كل خطاب في المسجد الأقصى المبارك مبني على القرآن الكريم والسنة النبوية عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تمس المسلمين وهذا هو منهج نبينا الكريم.

 

– دعوتم إلى التحرك إلى القدس في مواجهة دعوات المتطرفين لاقتحام القدس. فهل يتناقض ذلك مع الفتاوى التي ترفض زيارة القدس كشكل من أشكال التطبيع؟

 

وهذه الدعوة لا تتعارض مع رفض التطبيع؛ إن الهدف من التجمع إلى القدس هو خطاب للشعب الفلسطيني، ولا علاقة للمسيرة بمن هم خارج فلسطين.

فهل ما يحدث يبشر بميلاد أجيال من الفلسطينيين قادرة على صنع السلام مع الاحتلال؟

 

لا توجد طريقة لفرض سلام رهيب في مواجهة حرب الإبادة.

هل يعتبر الانقسام سببا في إضعاف الموقف الفلسطيني؟ هل هناك خلافات فئوية في مدينة القدس؟

 

نحن من أنصار الوحدة قبل وبعد، ولا شك أن كراهية الفصائل تضعف موقفنا جميعاً. أما مدينة القدس فلا خلافات فئوية فيها.

– كيف تقيمون دور الحكومات العربية في القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بالمقدسات الدينية؟ هل هناك موقف فعال لمنظمات الإغاثة تجاه فلسطين؟

 

إن الوضع الحالي يتطلب الحزن والألم، فالدول العربية لا تدعم الشعب الفلسطيني. أما المنظمات الدولية فليس لديها موقف فعال تجاه القضية الفلسطينية. جميع مناصبهم رسمية، والطاقم يحارب الأونروا ويحاول شل عملها بشتى الطرق.

كيف ترى التعاطف الدولي للسكان مع حقوق الفلسطينيين؟

 

ونحن نقدر تعاطف الجمهور العالمي، وخاصة الجامعات في أمريكا.

ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام العربي فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى؟

 

وعلى الإعلام العربي أن يكون واضحاً وجريئاً بشأن القدس والمسجد الأقصى. نحن أصحاب قانونيون وحقنا قوي وواضح ونحن نقف إلى جانبه.

ويلقي البعض باللوم على المقاومة في إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية. كيف ترى ذلك؟

 

ونشكر وسائل الإعلام والفضائيات التي أوضحت مسؤولية الاحتلال عن إراقة دماء الفلسطينيين. ولا بد من الإشارة إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني من القمع والقتل والطرد والتهجير منذ عام 1948 وحتى الوقت الحاضر.

وصف آخر التطورات في سجلات السجون؟

 

وكشفت وسائل الإعلام والفضائيات الأوضاع المأساوية واللاإنسانية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وكشف كل شيء.


شارك