جدعون ساعر.. رحلة تحول أشد معارضي نتنياهو إلى وزير في حكومته
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد الماضي أن عضو الكنيست المعارض جدعون ساعر سينضم إلى الحكومة بعد موافقة الكنيست.
وقالت القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي إن من المقرر أن يصبح ساعر وزيرا بلا حقيبة وسينضم إلى الحكومة الأمنية لحكومة نتنياهو.
– لماذا ضم نتنياهو جدعون ساعر إلى الحكومة بدون حقيبة؟
ويشكل دخول ساعر إلى الحكومة زخما جديدا لنتنياهو الذي يدعم حزبه اليميني المتطرف وبالتالي يدعم قرارات الحكومة مقابل المعارضة واليسار المعتدل.
وتريد الأحزاب الحريدية تمرير قانون يعفي الرجال اليهود المتشددين من التجنيد الإجباري، الأمر الذي من شأنه أن يعرض ائتلاف نتنياهو للخطر، في حين يقال إن ساعر قريب من هذه الأحزاب.
وشدد ساعر: “لا جدوى من الاستمرار في الجلوس في المعارضة، في ظل مواقف معظم أعضائها من مسألة الحرب مختلفة وحتى بعيدة عن موقفي، وهذا هو الوقت المناسب لذلك”. هذا هو الحال.” ومن واجبي أن أحاول المساهمة في عملية صنع القرار.
جاء ذلك فيما أضافت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن وزراء الاحتلال يقولون إن دخول ساعر إلى الحكومة يعزز ائتلافهم الوطني بسبب الحاجة إلى كسب الحرب.
– من هو جدعون سار؟
جدعون ساعر سياسي يميني صاحب آراء ومواقف متطرفة. وهو زعيم حزب الأمل الجديد وكان أحد أكبر معارضي نتنياهو، بحسب رويترز.
قدم ساعر استقالته من حكومة الطوارئ الإسرائيلية في مارس الماضي بعد أن رفض نتنياهو الانضمام إلى حكومة الحرب، التي تم حلها في يونيو بعد أن ترك بيني غانتس الوسطي الحكومة الموسعة بسبب خلاف مع نتنياهو حول إدارة الحرب في غزة.
ولا يتمتع ساعر بخبرة كبيرة في مجال الأمن القومي الإسرائيلي، حيث أثارت الحديث عن احتمال تعيينه وزيراً للدفاع سخرية واسعة النطاق بين كبار مسؤولي الأمن القومي.
ولد ساعر في تل أبيب عام 1966 لعائلة يهودية من أصول شرقية. بدأ حياته السياسية في سن مبكرة، حيث شارك في الأنشطة الطلابية والسياسية.
ثم أصبح ناشطاً سياسياً في صفوف حزب الليكود، الحزب اليميني الذي قاده بنيامين نتنياهو لفترة طويلة.
وعمل ساعار مستشارا لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون ثم تولى منصب سكرتير الحكومة خلال ولاية نتنياهو الأولى.
وبمرور الوقت، أثبت جدعون ساعر أنه أحد أكثر أعضاء حزب الليكود اليميني المتطرف بزعامة نتنياهو، وانتخب لأول مرة للكنيست عام 2003، حيث شغل عدة مناصب وزارية وقيادية بارزة في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وزير التعليم ووزير الداخلية.
ويعتبر ساعر سياسيا يمينيا يمثل مواقف متطرفة فيما يتعلق بأمن وسيادة إسرائيل. وهو معروف بتأييده القوي للاستيطان في الضفة الغربية، ورفضه لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
– ساعر ومحاولة خلق بديل لنتنياهو
ورغم أنه ينتمي إلى حزب الليكود اليميني المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو، إلا أن العلاقة بينه وبين نتنياهو شهدت توترات كبيرة في السنوات الأخيرة. وفي عام 2014، قرر ساعر الانسحاب فجأة من الحياة السياسية بسبب خلافه مع نتنياهو حول قضايا داخلية.
وفي عام 2019، عاد ساعر إلى الحياة السياسية بعد أن شعر أن الليكود بحاجة إلى تغيير في قيادته. خلال هذا الوقت، انتقد علنًا سياسات نتنياهو وحاول تحديه على قيادة الحزب.
ثم ترشح للانتخابات التمهيدية داخل حزب الليكود للإطاحة بنتنياهو، لكنه فشل، وأدى هذا التحدي الداخلي إلى خلاف عميق مع نتنياهو، إذ اعتبر الأخير محاولة ساعر الإطاحة بقيادته بمثابة هجوم داخلي وخيانة.
وفي ديسمبر 2020، وبعد تزايد الخلافات مع نتنياهو وسياساته، قرر ساعر الانفصال عن الليكود وتشكيل حزب جديد يسمى “الأمل الجديد”، والذي كان من المفترض أن يكون بديلاً يمينيًا لنتنياهو، لكنه تميز تم اتخاذ بعض القضايا مثل مواقف أكثر اعتدالًا بشأن العدالة والعلاقات مع الفلسطينيين وكذلك الضم. وضم الحزب أعضاء بارزين في الليكود وآخرين من المعارضة وسعى إلى إنهاء حكم نتنياهو الطويل.
ومنذ تأسيس حزبه الجديد، اتخذ ساعر موقفا انتقاديا ضد نتنياهو، واتهمه بمحاولة استغلال النظام السياسي لمصالحه الشخصية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو. كما دعا إلى إصلاحات في النظام السياسي الإسرائيلي، مؤكدا على أهمية تعزيز الديمقراطية ومنع “القيادة الفردية” التي اتهم نتنياهو بترسيخها.