رئيس الوزراء: نحن أمام تحديات غير تقليدية تستلزم التعامل بأساليب ومناهج مُستحدثة
• مدبولي: نريد توسيع نطاق الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في مشروعات تطوير البنية التحتية
دكتور. افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وحسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، صباح اليوم، أعمال الاجتماع الدوري الـ48 لمجلس محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. يستضيف البنك المركزي المصري بمشاركة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وأيمن السياري محافظ البنك المركزي السعودي رئيس مجلس محافظي البنوك المركزية و مؤسسات النقد العربية رئيس الاجتماع الحالي ود. فهد بن محمد التركي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، وعدد من محافظي البنوك المركزية العربية، وممثلي مؤسسات النقد العربية والدولية، وسفراء الدول العربية.وقال مدبولي خلال الجلسة الافتتاحية: يشرفني أن أنقل إليكم تحيات الرئيس السيسي الذي تفضل بدعم أعمال الدورة العادية الثامنة والأربعين لمجلس محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية.وأضاف: أغتنم هذه الفرصة الطيبة لأعرب عن اعتزازي بحضوري اليوم مع هذا الحضور الكريم لهذه المجموعة المتميزة من الشخصيات المالية والمصرفية المتميزة الذين يدركون تماماً طبيعة وحجم تحديات المرحلة الحالية ويتغلبون عليها. “باحترافية مع مختلف القضايا الناشئة التي تؤثر على الاستقرار المالي والاقتصادي في الدول العربية، وهذا أمر… طرحته بينما تفضل محافظ البنك المركزي المصري بإلقاء كلمته وأشار إلى بعض النقاط الأساسية”. القضايا المدرجة على جدول أعمال الاجتماعات اليوم سيتم تناولها ومناقشتها. وأشار مدبولي في كلمته إلى أن تنفيذ فعاليات هذه الدورة يتم في ظروف إقليمية ودولية معقدة للغاية. يتشابك تأثير الأزمات المتتالية مع التطورات والاضطرابات الجيوسياسية، فتلقي بظلالها على العديد من جوانب الحياة، وتعرض حكومات الدول، خاصة في منطقتنا العربية، لتحديات غير تقليدية تتطلب في الواقع التعامل مع أساليب ومناهج حديثة تأخذ بعين الاعتبار بمختلف العوامل والمؤثرات والمتغيرات، ولا تتجاهل في الوقت نفسه البعد الاجتماعي، مع ضرورة التنسيق والتعاون الوثيق بين المسؤولين عن صياغة السياسات الاقتصادية من جهة، والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية من جهة أخرى.وأضاف مدبولي: إن تأثير تلك التوترات أدى إلى اتساع موجات التضخم، الأمر الذي تطلب تغييرات ملحوظة في ترتيب أولويات السياسة الاقتصادية، خاصة السياسة النقدية، التي اتجهت إلى زيادة أسعار الفائدة تدريجيا من أجل احتواء معدلات التضخم.وأشار مدبولي إلى أن هذا الأمر له تأثير سلبي على النمو الاقتصادي وتمويل التنمية في معظم الدول النامية والناشئة، خاصة في ظل الفجوة الاستثمارية المطلوبة لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030، والتي تقدر بنحو 4 تريليونات دولار أمريكي، وفقا لما ذكره مدبولي. تقديرات الأمم المتحدة.وناقش رئيس الوزراء التوقعات في أسواق العمل نتيجة للتغيرات السريعة والتطورات في التكنولوجيا الإلكترونية الحديثة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تشهد هذه الأسواق بعض التغيرات الجذرية. ويشير صندوق النقد الدولي إلى أن نحو 40% من الوظائف التقليدية في جميع أنحاء العالم يمكن أن تتأثر بزيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: رغم كل هذه التحديات والتغيرات المتلاحقة، يمكن القول إن الاقتصاد العالمي أظهر استقرارا وتماسكا في مواجهة الانزلاق إلى دائرة الركود الاقتصادي بعد قيام البنوك المركزية حول العالم برفع أسعار الفائدة لكبح التضخم بغض النظر عن الظروف. وتأثيرها على أداء الكثيرين… وفي القطاعات الاقتصادية، وفي مقدمتها التجارة الدولية، نرى بتفاؤل حذر إمكانية استقرار وتحسن أداء الاقتصاد العالمي. وأشار مدبولي إلى أن تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن معدل النمو الاقتصادي العالمي سيصل إلى 3.2% عام 2024 ونحو 3.3% عام 2025، وهو ما يعد مؤشرا على حالة من الاستقرار النسبي في أداء الاقتصاد العالمي تنطبق عليه هذه المعدلات. ولا تزال أقل من المتوسط خلال السنوات التي سبقت تفشي جائحة كورونا. وتابع مدبولي حديثه حول هذه النقطة: “في خضم هذه التغييرات، قد تتفقون معي على أن إحداث تحول حقيقي في اقتصاديات دول منطقتنا العربية يعتمد بالضرورة على طفرة واسعة في قطاع الاستثمار”. التغيير في استخدام الطاقة، بالتوازي مع السعي لتحقيق أهداف التنمية، الأمر الذي يتطلب بالتالي اعتماد حزمة من التدابير الرامية إلى تحسين إطار السياسة المالية والنقدية العامة، وزيادة الظروف التجارية، وتعظيم حجم التبادل – المعاملات الحدودية. تدفقات التمويل عبر الحدود وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز جودة المؤسسات. وأكد أن مصر بموقعها الجغرافي والسياسي جزء لا يتجزأ من كافة التفاعلات الإقليمية والدولية، وكما أن لها تأثيرها وتفاعلاتها، فإنها تتأثر أيضًا بالمتغيرات والمعطيات المختلفة.وذكر أنه في ظل التحديات المتلاحقة، وبتوجيه ودعم من القيادة السياسية الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية، تحرص الحكومة المصرية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه التحديات نحو تنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي دعم النمو والتوظيف، لا سيما لتعزيز القطاع الخاص، والذي توج بنشر وثيقة حول سياسة ملكية الدولة، بهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في الإنتاج والتوظيف والاستثمار وما إلى ذلك، والصادرات، مما مكنت تمكن الاقتصاد المصري من التغلب على الأزمات المعقدة والمترابطة في الاقتصاد العالمي، حيث أظهر أداء الاقتصاد المصري في السنوات الأربع الأخيرة قدرة ملحوظة على مواجهة الأزمات في الفترة 2020-2023. وأشار مدبولي إلى أن الدولة المصرية، في إطار رحلتها لتعزيز النمو المستدام، لم تفشل في السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وهو ما انعكس في إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة “مصر 2030” والعديد من المبادرات التنموية الأخرى. تم إطلاقها، ولا سيما مبادرة “كريمة: مجتمعات قروية مستدامة”، والتي تعد في الواقع أكبر مبادرة تنموية أطلقتها مصر، وقد أدرجتها الأمم المتحدة ضمن منصتها الدولية لأفضل الممارسات الدولية في مجال التمويل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.وأضاف أن الحكومة المصرية بكافة مؤسساتها لا تدخر جهداً في صياغة وتنفيذ الأولويات والتوجهات الاستراتيجية للفترة المقبلة، بهدف تحقيق نمو اقتصادي قوي وشامل ومستدام، مع التركيز على زيادة مساهمة الاقتصاد المصري. وتمثل الاستثمارات والصادرات في هيكل الناتج المحلي الإجمالي نحو 50%، بما يدعم معدلات التشغيل لخلق نحو 8 ملايين فرصة عمل في الفترة 2024-2030. وأكد مدبولي أن الحكومة تواصل جهودها لتحسين مستوى البنية التحتية لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وهو ما أدى أيضًا إلى تقدم مصر في العديد من المؤشرات الدولية ذات الصلة، مضيفًا: “نسعى جاهدين لزيادة نطاق التوسع الحكومي والخاص”. الشراكة القطاعية في مشاريع تطوير البنية التحتية من خلال تطوير نماذج الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص.
وتابع مدبولي: استمرارًا لنهج تهيئة البيئة المناسبة لتشجيع الاستثمارات، قامت الحكومة المصرية بالفعل بتنفيذ العديد من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية التي تدعم بيئة الاستثمار، حيث تم سن عدد من القوانين والقوانين التي تسهل تبسيط بيئة الاستثمار وتتطلب عمليات التأسيس مشاريع وتشجيع القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي. وأبرز مثال على ذلك هو منح “الرخصة الذهبية” لإقامة المشروع، مما يوفر على المستثمرين الوقت والجهد. وأوضح أن الحكومة المصرية اهتمت مؤخرًا بتبني استراتيجية جديدة للقطاع بالإضافة إلى سياسة ضريبية جديدة، وهي كلها إجراءات ستسهم بلا شك في تحسين بيئة الاستثمار في مصر. وتابع: “مع كل هذه التطورات والجهود المبذولة على مختلف المحاور، أولت الحكومة المصرية اهتمامًا خاصًا لتسريع وتيرة التحول إلى الاقتصاد الأخضر من خلال إطلاق “الاستراتيجية الوطنية بشأن تغير المناخ في مصر 2050” في عام 2022، وقد جلبت مسار يركز على خفض الانبعاثات من جهة والتعامل مع…آثار تغير المناخ من جهة أخرى، بما في ذلك مشاريع عبر شراكات إقليمية ودولية تبلغ قيمتها نحو 324 مليار دولار لبرامج التخفيف والتكيف مع تغير المناخ. وأشاد رئيس مجلس الوزراء في كلمته بالعلاقات الاستثمارية الممتازة والقوية بين مصر وجميع الدول العربية والتي تزداد تفاعلا وصلابة يوما بعد يوم. وأوضح أن الحكومة المصرية أبرمت العديد من اتفاقيات تشجيع الاستثمار مع شركائها من الدول العربية الشقيقة، حيث أن مثل هذه الاتفاقيات لها الأثر الكبير في دعم عملية النمو والتنمية في مصر وتمثل أيضًا جزءًا من ثمار الجهود المبذولة تهدف إلى تبسيط وتسهيل إجراءات وصول المستثمرين وتوفير العناصر اللازمة من خلال تقديم بعض الحوافز الإجرائية والإدارية. ورحب مدبولي بجميع المشاركين مرة أخرى، وأعرب عن أمله في أن يحقق الاجتماع العادي الثامن والأربعين لمجلس محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية النجاح المنشود، وأن يجسد روح التعاون والتنسيق بين محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية. المؤسسات.