ما أبرز خيارات إسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني؟
بعد وقت قصير من انتهاء الهجوم الإيراني على إسرائيل، توعدت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو برد صارم مساء أمس، مما زاد المخاوف الدولية من اندلاع صراع واسع النطاق بين طهران وتل أبيب.
وكما أفادت هيئة البث العبرية، فإن مجلس الحرب الإسرائيلي قرر في اجتماعه اليوم الأربعاء، الرد على الهجوم الإيراني بوسائل قاسية.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الرد الذي تنوي إسرائيل تنفيذه لن يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية، مشيرين إلى أن عدة عوامل تؤثر على نوع الرد المتوقع، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي هذا السياق، يبرز السؤال حول أي الأهداف يمكن أن تهاجمها إسرائيل، سواء داخل إيران أو خارجها. ما هي الخيارات الرئيسية المتاحة؟
المنشآت النووية الإيرانية
وقبل ساعات قليلة من الهجوم الإيراني، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن تل أبيب بعثت رسائل تحذيرية إلى طهران، قائلة إن الرسالة تضمنت تهديدات بقصف المنشآت النووية إذا هاجمت إيران إسرائيل.
وفي السنوات الأخيرة، راقبت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، بينما بذلت أيضًا جهودًا مكثفة لحشد الدعم له، حيث سعت إلى تحريض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي في مايو 2018 وفرض العديد من العقوبات الاقتصادية على طهران.
بالإضافة إلى ذلك، في المحافظة الإيرانية التي كانت ضحية الهجمات الإسرائيلية في أبريل الماضي، تعرضت المواقع النووية الإيرانية، وخاصة نطنز، على فترات مختلفة لهجمات سيبرانية، مما أدى إلى أضرار جسيمة داخل هذه المنشآت، والتي عادة ما تلوم طهران تل أبيب عليها.
ولذلك، فمن المرجح أن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية واسعة النطاق حول البرنامج النووي الإيراني، مما يجعل هذه المنشآت تشكل تهديدًا محتملاً على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها.
المجمعات الصناعية العسكرية
لكن النهج الأميركي، الذي يتناقض مع رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضحه الرئيس جو بايدن بعدم دعم الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وتأكيدا لذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن واشنطن تنسق الخيارات مع إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني.
ونظراً لهذا، قد تضطر تل أبيب إلى مهاجمة أهداف وافقت عليها الولايات المتحدة ولا تؤدي في النهاية إلى حرب شاملة بين الطرفين، بما في ذلك المجمعات الصناعية العسكرية.
وتمتلك إيران عدة منشآت عسكرية لتطوير الأسلحة والذخيرة لتوفير الإمدادات الاستراتيجية للحرس الثوري ووكلائه في المنطقة، بما في ذلك منشآت لتطوير الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والتي استخدمتها في هجوم الأمس.
المنشآت النفطية
وردا على الهجوم الإيراني، قالت صحيفة التلغراف البريطانية، الأربعاء، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، إن جيش الاحتلال يدرس مهاجمة إيران من شأنه أن يلحق أضرارا اقتصادية.
وفي الساعات الأخيرة، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنه من المحتمل أن تهاجم إسرائيل منشآت إنتاج النفط الإيرانية ردا على الهجوم الصاروخي.
وبموجب هذه المرافق، يمكن لإسرائيل تنفيذ هجمات على مصافي النفط الإيرانية، والتي بدورها سيكون لها تأثير مباشر على الاقتصاد الإيراني حيث ستنخفض عائداتها المالية إذا استهدفتها إسرائيل.
ومن المحتمل أن تهاجم إسرائيل هذه المنشآت بصواريخ بعيدة المدى أو بضربات جوية، أو من خلال أعمال تخريبية في ظل التوغل الاستخباراتي الإسرائيلي في إيران.
ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تعارض هجوماً مماثلاً لأن الهجوم على منشآت النفط الإيرانية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، وهو ما لا تفضله واشنطن.
كبار القادة والعلماء
وفي السنوات الأخيرة، استهدفت إسرائيل قادة بارزين في الحرس الثوري، أو علماء مسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني، أو شخصيات لها علاقات مع طهران، مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام قليلة.
وفي السنوات الأخيرة، لقي العديد من العلماء في البرنامج الإيراني حتفهم في انفجارات وحوادث أخرى، أبرزهم رئيس البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده عام 2010 وعالم الفيزياء النووية مجيد شهرياري الذي قتل بعد انفجار في سيارته. زرعت قنبلة عام 2010، واتهمت طهران الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء الحادث.
المصالح الإيرانية في الخارج
ويمكن لإسرائيل أن تتحرك لمهاجمة المنشآت المرتبطة بالحرس الثوري خارج إيران.
وفي نيسان/أبريل الماضي، استهدفت إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بغارات جوية، ما أدى إلى مقتل سبعة من قادة الحرس الثوري بقيادة محمد رضا زاهدي، الذي يعتبر أحد أبرز القادة الإيرانيين الذين اغتيلوا منذ قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد مطلع عام 2020.
ويمكن لإسرائيل أيضًا أن تلجأ إلى تكثيف هجماتها على الجماعات الموالية لإيران مثل الحوثيين وحزب الله والفصائل في سوريا والعراق، وعادةً ما يرافقها مستشارون عسكريون من الحرس الثوري، لكن هذا قد يكون خيارًا ضعيفًا حيث تستهدف تل أبيب إضعافها. الجيش الإيراني.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي لموقع بوليتيكو، مساء الأربعاء، إن خيارات الرد الإسرائيلي تشمل الهجوم على الجماعات المدعومة من إيران أو الهجوم على قوات الحرس الثوري في اليمن أو سوريا.