انكماش معدل نمو الاقتصاد المصري إلى 2.4% خلال العام المالي الماضي بأكثر من التقديرات
أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والإصلاح الإداري، أن معدل النمو السنوي للاقتصاد المصري سجل تراجعا بنسبة 2.4% في الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي الأخير المنتهي في يونيو 2024، مقابل 3.8% في العام المالي السابق 2022. عام 2023، سيشهد صدمات خارجية متتالية وتوترات جيوسياسية.
وذكر بيان أصدرته الوزارة اليوم، أن معدل نمو الاقتصاد المصري بلغ 2.4% في الربع الأخير من العام المالي 2023-2024.
وتبدأ السنة المالية في مصر في الأول من يوليو وتنتهي في نهاية يونيو من العام التالي. ويعني ذلك أن معدل نمو الاقتصاد المصري في العام المالي الماضي كان أقل من توقعات الحكومة.
وتوقعت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري الأسبق، في مايو الماضي، في تصريحات صحفية، تراجع معدل نمو الاقتصاد المصري بنسبة 3% إلى 2.8% و2.9% في العام المالي 2023-2024 مقارنة بتقديرات الحكومة التي وأرجعت ذلك إلى التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وأرجعت وزارة التخطيط، في بيانها اليوم، تراجع الاقتصاد المصري إلى الصدمات الخارجية المتتالية والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى الإجراءات الانكماشية التي تتبعها الحكومة لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي، ولا سيما إدارة الاستثمارات العامة.
وقابل ذلك زيادة في معدلات نمو بعض القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة (ممثلة بالمطاعم والفنادق)، والنقل والتخزين، وتجارة الجملة والتجزئة، فضلا عن الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والصحة. وقالت الوزارة.
وتوقعت وزارة التخطيط تحسن النشاط الاقتصادي خلال الفترة المقبلة مع بقاء الحكومة ملتزمة بتبني تدابير وسياسات فعالة تدعم الاستقرار الشامل وتحفيز نشاط القطاع الخاص وإدارة الاستثمار العام وتحسين كفاءة وفعالية توزيع الموارد بين القطاعات الاقتصادية. تطبيق فكرة الأولويات ومعايير العوائد والتكاليف.
مؤشرات نشاط بعض القطاعات
وأوضحت الوزارة أن تبعات الأزمات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط انعكست على الأداء الاقتصادي لمصر، وظهر ذلك بشكل خاص في أداء قناة السويس، حيث سجل النشاط زيادة حادة، حيث انخفض بنسبة 68%. في الربع الأخير من العام المالي بسبب المخاطر الناجمة عن التهديدات المرورية في منطقة البحر الأحمر وتوجه شركات الناقلات إلى إعادة توجيه مسارات الشحن الخاصة بها إلى طرق بديلة أخرى، مما أثر سلباً على المعدل السنوي الذي انخفض بنسبة 30%. %.
وسجل قطاع التصنيع غير النفطي، الذي تبلغ مساهمته حوالي 11.4% من الناتج المحلي الإجمالي، تراجعا بنحو 5.2% خلال العام، متأثرا بظروف الاقتصاد الكلي التي تنعكس في نقص المواد الأولية الأولية اللازمة للصناعات. وقد وفرت سياسة الإصلاح الاقتصادي التي تم تنفيذها في مارس 2024 الراحة.
وسجل القطاع نموا إيجابيا بنسبة 4.7% في الربع الأخير من العام للمرة الأولى منذ الربع الأول من العام المالي 2022/2023، وجاء هذا التحسن نتيجة نمو مجموعة من القطاعات مثل الجاهزة – صناعة الملابس الجاهزة (54.2%)، المنسوجات (23.8%)، أجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية (14.9%).
في المقابل، انكمش النشاط الإنتاجي بنسبة 4.7%، ليساهم بنسبة 6.7% في الناتج المحلي الإجمالي، خاصة في قطاع النفط والغاز، حيث انخفضا بنسبة 1.8% و13.1% على التوالي، بسبب ركود الإنتاج من آبار النفط. والغاز الطبيعي نتيجة تراجع الاستثمار الأجنبي في اكتشاف الآبار الجديدة وتباطؤ تطوير الآبار القائمة.
كما سجل نشاط تكرير البترول انخفاضا بنسبة 6.1% نتيجة لانخفاض الكمية المنتجة من هذه الآبار ومدخلاتها في صناعة المنتجات البترولية، مما أثر سلبا على صافي رصيد الصادرات البترولية في نفس العام المالي الذي بدأ فيه التحسن المسجل. في الأشهر التالية لنهاية السنة المالية من خلال دفع المساهمات للشركاء الأجانب.
وقد حفزت هذه التطورات الدولة على تكثيف الاستثمارات في مجال تنمية وتطوير الطاقة المتجددة كجزء من استراتيجية جمهورية مصر العربية نحو قطاع طاقة أكثر استدامة ومرونة، مع تشجيع المزيد من استثمارات القطاع الخاص.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أظهرت بعض قطاعات الاقتصاد مرونة قوية وسجلت معدلات نمو إيجابية خلال العام، مثل أنشطة الاتصالات وتقنية المعلومات التي سجلت نموا بنسبة 14.4%، والسياحة (ممثلة بالمطاعم والفنادق) بنسبة 9.9% والأنشطة الكبيرة. – ونمت تجارة التجزئة بنسبة 6.1%، والإنشاءات بنسبة 5.7%، وسجلت الخدمات الاجتماعية التي تشمل الصحة والتعليم نسبة 5.6%، والنقل والتخزين بنسبة 5.4%، والزراعة بنسبة 3.8%، وهو ما يتوافق مع رؤية الدولة. تتجه الدولة المصرية نحو التنويع الهيكلي للاقتصاد المصري وتسريع معدلات التنمية سواء في الصناعة الزراعية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك في القطاعات المرتبطة بالتنمية البشرية والاجتماعية.
من ناحية أخرى، تشير المؤشرات الاقتصادية إلى تحسن النشاط الاقتصادي، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 50.4 نقطة في أغسطس 2024، ليصل إلى ارتفاع فوق المستوى المحايد للمرة الأولى منذ نوفمبر 2020، وهو ما يرجع بشكل أساسي إلى التوسع في أنشطة التصنيع.
كما سجل مؤشر بارومتر الأعمال الذي نشره المركز المصري للدراسات الاقتصادية انتعاشا طفيفا، مما يعكس اتجاها إيجابيا في تطور الأعمال بشكل عام. وتشير هذه التطورات إلى استقرار تدريجي للاقتصاد، حيث تظهر بعض القطاعات الرئيسية علامات تحسن النشاط الاقتصادي، ولا سيما إفساح المجال للقطاع الخاص.
وتتوافق هذه المؤشرات مع توقعات العديد من المؤسسات الدولية بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 4% في العام المالي الحالي 2024/2025، مدعومة بالجهود الحالية لتعزيز دور القطاع الخاص كمحرك للإنتاج، مع زيادة ويقيس الصقل الاقتصادي السياسات النقدية والمالية لدعم التعافي الاقتصادي، بالإضافة إلى تنفيذ إجراءات الإصلاح الهيكلي المرتكزة على ثلاثة محاور رئيسية: تحسين مرونة الاقتصاد الكلي، وتحسين القدرة التنافسية الاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال، ودعم التحول الأخضر. ومن المتوقع أن تؤدي إدارة الاستثمار العام إلى خلق مساحة لمزيد من الاستثمار في القطاع الخاص، في حين أن استمرار ضبط أوضاع المالية العامة سيخلق مساحة لمزيد من الاستثمار في رأس المال البشري والتنمية الصناعية وزيادة الإنتاجية، وهو عامل رئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.