إخماد جحيم النابلم.. قصة بطولة الكتيبة 23 صاعقة في حرب أكتوبر (صور)
في إحدى ليالي أكتوبر 1973، عندما كان المكان هادئًا، استعدت مجموعة من الجنود المصريين لمهمة يمكن أن تغير مجرى التاريخ. وتحمل هؤلاء الجنود، وهم رجال كتيبة الصاعقة 23، مسؤولية كبيرة. لقد عرفوا أن نجاحهم في هذه المهمة قد يعني الفارق بين النصر والهزيمة.
تمثل قصة رجال كتيبة الصاعقة 23 للعمليات الخاصة تتويجا لتاريخ طويل من البطولة والتضحية التي قدمها رجال القوات المسلحة في حرب أكتوبر عندما تمكنوا من سد أنابيب النابالم الإسرائيلية، ولعبوا دورا حاسما في نجاح خطة عبور قناة السويس قبل ساعات قليلة من بدء الحرب.
يروي ابن البطل ليلة الاستعدادات للعبور الكبير
وفي حوار خاص لايجي برس، تحدث ولي الدين سعودي، نجل المناضل الراحل عبد المحسن سعودي، عن بطولة والده وزملائه في كتيبة العمليات الخاصة التي ضمت 31 مقاتلا. وكانت مهمتهم هي إغلاق فتحات النابالم على طول قناة السويس قبل ساعات من دخول الجيش المصري إلى الضفة الشرقية، وكانت واحدة من مئات الأعمال البطولية التي سجلها الجنود المصريون في ذكرى الانتصارات.
اكتشاف النابالم خلال حرب الاستنزاف
يقول ولي الدين سعودي إن اكتشاف وجود النابالم أثناء حرب الاستنزاف بدأ عندما لاحظت القوات المصرية حريقًا هائلاً على السطح المائي للقناة. وعلمت القوات المسلحة أن إسرائيل أقامت 31 نقطة ساخنة على طول القناة بدبابات تحتوي على نحو 900 لتر من النابالم، وهو مادة حارقة استخدمها الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى ومحظورة دوليا، لكن إسرائيل استخدمتها في حرب 1967 لمهاجمة المصريين. لصد القوات من العبور.
تفاصيل خطة النابالم الإسرائيلية
وأفاد سعودي أن إسرائيل قامت بتمديد أنابيب النابالم داخل الساتر الترابي وعمق يصل إلى 40 سم في الماء. وبجانب كل دبابة كان هناك جندي إسرائيلي مكلف من قبل وحدة التحكم بإطلاق النابالم في الماء، حيث تؤدي طلقة واحدة إلى خلق كتلة من النار تصل إلى 700 درجة مئوية على سطح القناة.
عبقري مصري مكتشف مواقع النابالم
وأشار إلى أنه قبل فترة طويلة من الحرب، تمكنت القوات المسلحة المصرية من الحصول على خريطة كاملة لمواقع أنابيب وفتحات النابالم على طول الجبهة، مما أتاح لها وضع آلية للتعامل معها. وتوصل أحد ضباط الجيش إلى فكرة مبتكرة تقوم على إرسال فريق من الضفادع البشرية ومعهم مادة مقاومة للماء لسد الفتحات. اختراع مادة تتجمد في الماء وعرضت الفكرة على الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي وافق عليها وأمر بإنتاجها سراً.
التحرك نحو الهدف
وفي ليلة 5 أكتوبر، غاصت 31 مقاتلة بحرية ومجموعة من القوات الخاصة بينهم المقاتل عبد المحسن سعودي، في مياه قناة السويس باتجاه الضفة الشرقية وحملوا معداتهم إلى منابع النابالم الإسرائيلي.
نجاح العملية
وبفضل جهود الأبطال المشاركين في هذه العملية، تمكنت المقاتلات المصرية من سد فتحات الأنابيب وقطع الإمدادات قبل ساعات من عبور القوات المصرية، مما حال دون اشتعال حريق واحد خلال فترة العبور بأكملها. وكان هذا عاملا مهما في النصر.