الكبد: مصنع طاقة حياة الإنسان.. كيف تدعمه وتحميه؟

منذ 7 ساعات
الكبد: مصنع طاقة حياة الإنسان.. كيف تدعمه وتحميه؟

أطلقت جامعة لويولا في الولايات المتحدة برنامجًا علميًا عبر الإنترنت يشرح مخاطر بعض المكملات الغذائية، بما في ذلك الفيتامينات والأدوية، وأهمها مسكن الألم تايلينول. وفيها تجيب على الأسئلة وترتب المواعيد لمن يرغب في القدوم إلى مقرها للاستفسار بشكل أكثر تحديدا أو حتى علاج تلف الكبد لدى مريض لسبب أو لآخر، وهو الأمر الذي تناقشه وتكشف عنه.

برنامج كبد ليول – التحكم في الكبد والخطوجاء الكحول ضمن قائمة المواد التي يمكن أن تسبب تلف الكبد والتهابه الحاد في تقرير جامعة لويولا، يليه:مسكنات الألم التي يمكن لأي شخص أن يجدها بسهولة ضمن ما يسمى “الأدوية الجاهزة” دون وصفة طبية من الطبيب. وأهمها الأسيتومينوفين أو التايلينول، خاصة إذا تجاوزت الجرعة الجرعة اليومية الموصوفة ولجأ الشخص إليها بشكل دائم ولفترة طويلة.ولم يستبعد التقرير تناول الأسبرين ومسكنات الألم الأخرى مثل أوفيل ومورتون ونيبروكسين، خاصة عند دمجها مع الكحول.الأدوية التي تصرف بوصفة طبية وتؤخذ تحت إشراف طبي: وتشمل دون استثناء جميع الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع نسبة الكولسترول. ولذلك يوصي التقرير أن يقوم المريض الذي يحتاج إلى تناولها بإجراء تحليل وظائف الكبد كل ثلاثة أشهر، وليس كل ستة أشهر، كما أوصت الشركات المصنعة لهذه المجموعة من الأدوية. تتضمن هذه القائمة أيضًا بعض المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومواد بناء العضلات التي تحتوي على الستيرويدات.المكملات الغذائية والفيتامينات: تضم هذه المجموعة العديد من الأعشاب التي يلجأ إليها بعض الأشخاص لعلاج نزلات البرد أو لتنشيط الدورة الدموية، ومنها الكافا أو لشحذ العقل مثل الإيفيدرا. في حين تم الاستشهاد بالنياسين “أحد أعضاء ومجموعات فيتامين ب المركب” وفيتامين أ، كأحد الأسباب المعروفة لفشل الكبد الحاد عندما يتم تجاوز جرعته بشكل غير مبرر.والغريب في الأمر أنه على الرغم من فوائده الكبيرة، إلا أن الشاي الأخضر حصل على مكان في قائمة المخاطر هذه عندما تجاوز استهلاكه لفترات طويلة متواصلة الحدود الطبيعية والمعقولة “ثلاثة أكواب يوميا”.كما حذر التقرير من أن الأطفال يتناولون عن طريق الخطأ جرعات كبيرة من الفيتامينات، وخاصة الملونة منها، والتي قد يظنونها حلوى.المواد الصناعية للعاملين في صناعة المنظفات والمبيدات والبلاستيك.إن أخطر أشكال فشل الكبد الحاد، والتي تمثل حوالي نصف جميع هذه الحالات، تنشأ من تناول الأدوية كأثر جانبي خطير أو من الاستهلاك المفرط لما يسمى الجرعات السامة، وخاصة عندما تستهدف لفترة طويلة.وبالطبع هذه نسبة عالية في الولايات المتحدة الأمريكية، مما دفع فريق زراعة الكبد في جامعة لويولا للمساهمة في هذا البرنامج.هل هناك عوامل خطر تؤدي إلى فشل الكبد الحاد؟وبطبيعة الحال، هناك عوامل يمكن أن تساهم في سرعة إصابة الكبد بالالتهاب الحاد بعد تناول أي من المواد المذكورة في التقرير، بما في ذلك: أمراض الكبد السابقة، والإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، والأمراض الوبائية وما يرتبط بها من تقدم في السن مع تباطؤ بعضها. قدرة الكبد على تحطيم السموم. لسبب ما، يكون الكبد أبطأ بشكل طبيعي في التعامل مع المواد السامة التي تصل إليه عبر مجرى الدم. يمكن أن تؤدي الاضطرابات الوراثية إلى عدم قدرة الكبد على أداء وظائفه الحيوية المهمة. يضطر الإنسان إلى تناول مجموعات معينة من الأدوية التي تدخل في عمل الكبد وطريقة قيامه بوظائفه، ومنها على سبيل المثال تلك التي تمنع تكوين وإنتاج الكوليسترول.هل هناك علاج؟يمكن أن يظهر التهاب الكبد الناجم عن الأدوية الضارة في غضون ساعات قليلة بأعراض لا لبس فيها مثل: ب- اصفرار العينين، والرغبة في حك الجلد، وألم في البطن، خاصة في الربع الأيمن فوق “الكبد”، وكذلك الرغبة في القيء، والامتناع عن الطعام، والشعور بالتعب، بالإضافة إلى إلى لون البول الداكن.لكن في كثير من الحالات قد لا يتجلى الأمر بإصابات بسيطة، مما يزيد تعقيدا ويدخل الكبد في حالة من التدهور البطيء المستمر تتحول فيها الخلايا إلى ألياف، وهو ما يسمى بتليف الكبد، ويمكن أن يحدث مما يؤدي إلى ضرورة زراعة كبد جديد بدلاً من الكبد المنتهي الصلاحية.ويعتمد تشخيص الحالة بالطبع على مراقبة الأعراض وإجراء الاختبارات بدءاً من وظائف الكبد، والتقنيات الحديثة لتصوير خلايا الكبد، وربما عينة من أنسجة الكبد للتأكد من التشخيص.العلاج الذي يجب أن يبدأ مباشرة بعد التأكد من التشخيص ويتم في المستشفى للتأكد من توافر جميع المهارات اللازمة للمريض، يمكن تلخيصه في الخطوات التالية:تحديد السبب الكامن وراء التهاب الكبد والتوقف التام عن تناول الدواء يجب تحديده من خلال مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض.وبمجرد إيقاف الدواء وعلى مدار عدة أيام، يهدأ الالتهاب وتقل شدة الأعراض.إذا كان السبب الرئيسي هو تايلينول، يتم إعطاء المريض دواء مقاوم لتأثيرات الأسيتيل سيستئين. ويجب أن يتم ذلك خلال 16 ساعة من تناول الجرعة الفعالة التي تسببت في التهاب الكبد.العلاجات التي تدعم عمل الكبد ومحاولة تزويده بالمواد اللازمة التي تمده بالطاقة دون إجهاد. توفير خط وريدي مفتوح بشكل دائم يمكن من خلاله حقن كميات محسوبة من السوائل أو العناصر الغذائية البسيطة أو الأدوية التي تقاوم آثار هذا الالتهاب السام.تعتبر عملية زرع الكبد هي الخطوة الأخيرة التي يمكن أن يلجأ إليها الأطباء إذا تطور المرض إلى فشل الكبد وتعطل وظائف الكبد المصاب.الداء يكمن في الدواء، فاحذروا دائما من الاستسلام، على أمل الشفاء العاجل. تمهل قليلاً وانتبه، فالألم لن يزول طوعاً دون جائزة تنتظرك.ابحث دائمًا عن حلول غذائية بديلة لعلاج المشاكل والأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو آلام المفاصل المزمنة. البدء قبل تناول الدواء ولا تلجأ إلى الدواء إلا عند الضرورة وتحت إشراف الطبيب المتعافي. لا شك أن التغذية أفضل من البحث عن الأدوية “الجاهزة للاستخدام”. الحل السريع يمكن أن يؤدي إلى كارثة. إن تناول الأدوية بعد حسابها بعناية يجعلها ضرورة وليست رفاهية.


شارك