نجّار يصلّح مقاعد وأبواب مدارس قريته في الشرقية مجانا: “برد جميل بلدي عليا” -صور
دفعه حبه لوطنه إلى التفكير باستمرار في هدية يمكن أن يقدمها كرمز لهذا الحب. وبعد تفكير طويل، قرر أن يخصص وقته وجهده للتعبير عن مشاعره وانتماءه، لكن لم يبق له سوى حرفته “النجارة”. “لذا قرر الاستثمار فيه واستخدامه في قضية خيرية لأهل قريته. فتح أبواب المدارس الرسمية في قريته بالمجان، خاصة عندما التحق طفله بالتعليم الابتدائي، بنية أن يستمر ذلك ما بقي على قيد الحياة، وكأنها رسالة شكر منه إلى وطنه الأكبر. ، مصر.
“أحمد عبد الدايم”، شاب في أوائل الأربعينيات من عمره، يعمل نجارًا، ويسكن قرية حنباي التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية. وقال في حوار خاص لـ”ايجي برس”: “في كل وقت عندي أحاول أن أفعل أشياء جيدة لخدمة أو مساعدة الآخرين، وفكرت في خدمة بلدي، لكن لم يكن لدي أي خيار آخر سوى أن أفعل ذلك”. افعل الخير. صحتي وعملي ومن خلفية متواضعة، قررت أن أعمل للشعب في الخدمة العامة مجاناً، مع التعليق: “كانت نيتي أيضاً خدمة الوطن، لأن حب الوطن عبادة”، على حد تعبيره. هو – هي.
“أحمد” رجل بسيط بالكاد يكسب قوت يومه من خلال عمله نجارًا لإعالة أسرته. ويتابع قائلاً: “عندما دخل ابني المدرسة قبل 6 سنوات، كنت سعيداً وكنت آمل منذ أن تخرج ابني من الجامعة وحلمت بمستقبل مشرق له. ووقتها قررت أن أرجع جمال مصر حتى لو لم يكن لدي مال، وعلقت: “جاءت فكرة الحفاظ على مقاعد وأبواب المدرسة التي يدرس فيها طفلي الصغير، ثم أعطيتها لمدير المدرسة”. الخدمة، فوافق، أهلاً وسهلاً».
ويشير أحمد إلى أنه بدأ في صيانة مقاعد وأبواب المدرسة التي يدرس فيها طفله، وأنه يستغل الوقت قبل بدء العام الدراسي، بحوالي أسبوعين أو شهر كامل، للقيام بذلك إصلاح المقاعد والأبواب، تعليقا : أقوم بإصلاح المقاعد المكسورة لضمان سلامة الأطفال لأنني أشعر أنهم أطفالي، كما أهتم بدق المسامير وتنعيم خشب الكراسي، حتى لا تتضرر ملابسكم ولا تتمزق .
مرت السنة الأولى وأكمل أحمد صيانة المكاتب المدرسية، لكنه قرر نشر الفكرة في قريته وبدلا من صيانة “نجارة” المدرسة، نشر الفكرة في جميع أنحاء القرية ووجد أنه منذ 5 سنوات وعده خدمة مقاعد وأبواب جميع مدارس القرية قبل بدء كل عام دراسي جديد بحوالي أسبوعين أو شهر على الأكثر، ليصبح ذلك عادة خيرية سنوية في جميع مدارس القرية.
على مر السنين، لم يكل أحمد أبدًا من عمله التطوعي وعبر عن حبه لوطنه. بل عمل في صمت حتى علم به أهل القرية وانتشرت شهرته بينهم وأثنوا عليه على حبه وانتمائه للوطن. وكان جوابه الوحيد أنه يريد أن يعبر عن حبه للوطن الأكبر مصر، من خلال خدمة أهل وطنه قدر الإمكان، مختتمًا: “أمنيتي أن تنتشر الفكرة ويشارك الجميع في “يمكنك التطوع في عملك”. المنطقة أو العمل حباً لوطنك وابدأ بنفسك والأجر على الله”.
في لفتة إنسانية واجتماعية طيبة، بادر أحد أهالي القرية ويدعى “أيمن” وزوجته بسمة إلى مكافأة أحمد بهدية شكر له على الجهود التي بذلها في صمت، لا يسعيان إلا إلى الثناء عليه من قبل أهل القرية. أشخاص آخرين لعمله ولترك ذكرى طيبة عنه، قرر الزوجان تقديم تبرعات عينية له. وما عطية المال إلا شكر على إحسانه لأهل مدينته، وعلقت زوجته وقالت: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وهديتنا هي رمز لابن قريتنا تكريما له، حتى ينتشر الخير ويعم”.