وزيرة التخطيط تشارك في المنتدى الرابع للطاقة والمناخ للاتحاد من أجل المتوسط

منذ 2 ساعات
وزيرة التخطيط تشارك في المنتدى الرابع للطاقة والمناخ للاتحاد من أجل المتوسط

دكتور. شاركت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في منتدى الطاقة والمناخ الرابع للاتحاد من أجل المتوسط، وهو منصة تجمع قادة الفكر والخبراء وصناع القرار لبحث ومناقشة سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. رؤية مشتركة لمستقبل أكثر خضرة واستدامة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت المشاط في بداية حديثها إلى التحديات الهائلة التي يشكلها تغير المناخ على منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث شهدنا تطورات سلبية في حجم تغير المناخ، أكدتها تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC). وخبراء البحر الأبيض المتوسط المعنيين بالبيئة وتغير المناخ (MedECC)، ويوضحون أن هذه التقارير لا تشير فقط إلى التغيرات البيئية، ولكنها تحذر أيضًا من التهديدات التي تهدد استقرار وأمن وازدهار المنطقة، مضيفين أن تغير المناخ لم يعد يمثل مشكلة هذا ولم يقتصر الأمر على تحدي بيئي فحسب، بل أصبح قضية أمنية واقتصادية تتطلب استجابة شاملة ومتكاملة من جميع أصحاب المصلحة.

وأضافت المشاط أن هذه التحديات تمثل فرصة كبيرة لنا لإعادة صياغة سياساتنا الاقتصادية والبيئية وتحسين التعاون الإقليمي، لافتة إلى أن تعزيز المبادرات الخضراء وريادة الأعمال في مجالات الطاقة المتجددة والابتكار المناخي يمكن أن يكون الحل الأمثل لمعالجة هذه التحديات. ولا تقتصر التحديات والاستثمارات في هذا المجال على حماية البيئة فحسب، بل تمثل أيضا فرصة لزيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة تعود بالنفع على الأجيال القادمة.

وأكدت المشاط أن هذا المنتدى يأتي في وقت مهم حيث نعتمد على مخرجات مؤتمر الأطراف (COP28)، الذي أرسى الأساس لجهود طموحة لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن مصر من جانبها، ونحن ملتزمون بلعب دور حاسم في هذا التحول، لأننا ندرك تماما أن التحول إلى الطاقة النظيفة ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة ناشئة عن الظروف المناخية والاقتصادية الحالية. ولذلك، فإننا نهدف إلى تسريعه وزيادة وتيرة إزالة الكربون وزيادة كفاءة الطاقة ودعم حلول الطاقة المتجددة، مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لهذا التحول.

وشددت على أن تمويل المناخ يعد ركيزة أساسية للتقدم في هذه الجهود، حيث لا يمكن تحقيق التحول العادل والمنظم للطاقة دون توفير التمويل اللازم لهذه المشاريع الضخمة وبالتالي فإن الدور الداعم لتمويل المناخ هو عنصر يضمن أن كل دولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضافت المشاط أن مصر تبنت نهجا شاملا يجمع بين المبادرات الخضراء والنمو المستدام. ويتجسد هذا الالتزام في محفظة تضم 34 مشروعا تحت رعاية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تساهم بشكل مباشر في تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة (الطاقة النظيفة بأسعار معقولة). وتمثل هذه المشاريع أكثر من 23% من إجمالي تمويل التنمية، حيث يحصل قطاع الطاقة على أكبر قدر من التمويل.

وتطرقت إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة المستدامة لعام 2035، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة لسكاننا المتزايدين. بحلول عام 2030، نريد توليد 42% من إجمالي الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. وفي السياق نفسه، أشارت المشاط إلى أن مصر أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050، والتي تمثل خارطة طريق شاملة لمعالجة مناخنا الأكثر أهمية، وتتضمن هذه الاستراتيجية 26 مشروعًا ذات أولوية مثل الطاقة والغذاء والمياه، تهدف جميعها إلى البناء إن القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ أمر ضروري. ومن خلال هذه الاستراتيجية، لا نريد فقط التخفيف من آثار تغير المناخ. ولكن علينا أن نعمل أيضًا على تحقيق انتقال عادل ومنصف إلى الاقتصاد الأخضر، وهو الاقتصاد الذي لا يتخلف عن الركب أحدًا.


شارك