أبو الغيط: الاحتلال يستخدم القوة بشكل أرعن وليس لديه أي تصور عن الحل النهائي

منذ 3 ساعات
أبو الغيط: الاحتلال يستخدم القوة بشكل أرعن وليس لديه أي تصور عن الحل النهائي

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن استخدام إسرائيل المتهور للقوة لا يضمن التوصل إلى وضع نهائي ينعم بالسلام والأمن، موضحا أن دولة الاحتلال ليس لديها حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين وأن فالصيغة التي يمثلها، هي استمرار الوضع الراهن، أي استدامة احتلال الأراضي الفلسطينية بما يجسد نظام الفصل العنصري الذي عرفته جنوب أفريقيا في الماضي، والذي يجبرنا في العالم العربي على ذلك. الكفاح في مواجهة هذا الواقع بنفس الوسائل التي يستخدمها شعب جنوب أفريقيا المضطهد، وهي تعبئة الرأي العام الدولي، واستخدام أسلحة المقاطعة والعقوبات، واللجوء إلى الوسائل القانونية والقضائية، والتحرك بقوة على جميع المراحل الدبلوماسية، من أجل محاصرة الاحتلال وعزله وزيادة كلفته على الدولة التي تمارسه.

وأكد أبو الغيط أن إسرائيل بدأت تفقد شرعيتها العالمية، خاصة بين الأجيال الجديدة، وحجم الفجوة بينها وبين الأجيال الأكبر سنا في تصور واقع الاحتلال ورفض بشاعة وقبحه، مؤكدا أن هذه الأجيال وأبناؤها إن المظاهرات من أجل فلسطين التي رأيناها ستأخذ مكانها قريباً في مراكز صنع القرار في الدول المهمة.

وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، إن كلام أبو الغيط جاء خلال كلمة ألقاها أمام مجموعة من أعضاء كلية الفاء الوطنية بسلطنة عمان بدعوة من أعضاء الكلية. آمر البحرية -اللواء علي بن عبدالله الشيدي.

وتطرق أبو الغيط في كلمته إلى مجمل الأوضاع الدولية والإقليمية، مركزا بشكل خاص على الصراع بين الدول العظمى، والذي اعتبره بمثابة الدخول إلى مرحلة الحرب الباردة الجديدة، مؤكدا أن هذه الحرب قد تكون أخطر من غيرها. الأول، أنها تدور بين ثلاثة أطراف تمتلك أسلحة نووية، ونظراً لنفوذ الصين الاقتصادي الكبير وترابط علاقاتها على الساحة الاقتصادية العالمية، مما له عواقب أكبر على الصراع بين القوى الكبرى ككل. الوضع الدولي.

وحدد أبو الغيط ثلاثة مصادر رئيسية للتوتر والصراع في العالم: أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي وتايوان والشرق الأوسط، وأشار إلى أن التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي ستلعب دورا مهما في تغيير شكل وطبيعة الحروب. في المرحلة المقبلة، خاصة أنها تنتشر بسرعة كبيرة لأن… الدول تتنافس عليها، كما أن أسعار بعض التطبيقات العسكرية الأخرى آخذة في الانخفاض، كما هو الحال مع الطائرات بدون طيار، مما يمنح الطرف المهاجم أفضلية كبيرة، حتى لو كان ومع ضعفها عسكرياً، لعبت هذه التطبيقات مؤخراً دوراً مهماً وحاسماً في أكثر من مسرح عسكري.

واختتم أبو الغيط كلمته بالإشارة إلى أن الواقع الدولي يتطلب من الدول العربية أعلى درجات المرونة والاستقلال الاستراتيجي، خاصة أن الصراعات بين القوى الكبرى تنطوي أيضا على مخاطر وتتيح بعض الفرص والمجال للمناورة والحركة، مضيفا أن التجربة لقد أظهر العام الماضي أن العالم العربي يجب أن يواجه تحدياته بالاعتماد على نفسه والعمل مع الأصدقاء والشركاء في جميع أنحاء العالم، أينما كانوا، ما دامت المصالح والرؤى متفقة على أمر أو موضوع معين.


شارك