شهادات حول مجزرة المواصي.. صرخات من قلب القصف لإنقاذ الفلسطينيين

منذ 4 شهور
شهادات حول مجزرة المواصي.. صرخات من قلب القصف لإنقاذ الفلسطينيين

“لا أعرف ماذا حدث، ولكن فجأة وجدنا العالم ممزقاً… أناس بجثث ممزقة ملقاة في كل مكان، أناس يركضون ويصرخون… صواريخ من كل زاوية وركن وأحزمة نارية بين النازحين”.

هكذا لخصت الصحفية الغزية يافا أبو عكر الهجوم الإسرائيلي الغاشم أمس على منطقة المواصي في مدينة خان يونس، والذي تعرضت لقصف عنيف وخلف عشرات الشهداء بالإضافة إلى الجرحى والمفقودين من النازحين، حيث يوم السبت في وأدت عدة هجمات إسرائيلية متتالية على نفس المنطقة إلى استشهاد أكثر من 70 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين.

وفي وصفها لما حدث في منطقة المواصي، قالت يافا إنها شاهدت النازحين يركضون وسط شلال من الدماء، غير مصدقين أنهم ما زالوا على قيد الحياة: “هبط شلال من الدماء في خان يونس”.

نجت يافا من الموت، لكن زوج خالتها استشهد وسط مائة مدني أعزل يعيشون في الخيام.

من جانبه أكد الصحفي أنس النجار الاعتداء على خيام النازحين في منطقة المواصي التي أعلن الاحتلال أنها آمنة للنزوح. وكتب على صفحته الشخصية على فيسبوك: “يا عالم يا ظالم”. يا منافق، نبلغك أن أقذر جيش عرفته البشرية يرتكب مجزرة بحق المواطنين الآمنين. خيامهم موجودة في منطقة يسمونها منطقة إنسانية”.

 

 

وفي قصة أكثر فظاعة ودموية، كتب أحد مهجري غزة الذين شهدوا المجزرة: “كانت مجزرة رأيتها بأم عيني. “في الواقع، كنت في منتصفها عندما أصابتنا الصواريخ.” وفجأة سقطت ذراع بجواري وأصابتني ساق، وكان سروالي مغطى بالدماء حتى أشبه المصاب. وكانت الجثث محترقة في الشارع، ووجدت طفلاً مبتورة الأطراف، يصرخ ولم يكن هناك أحد بجانبه”.

وتابع: “جاء معي صديقي، لكن فجأة لم أتمكن من العثور عليه. ثم اصطدمت ساقه بنفس البنطال الذي كان يرتديه. مازلت في حالة صدمة وقلبي ينزف. “لقد نجوت مثل المعجزة.”

وتابع: “لقد استهدفت قوات الاحتلال مصلين في مسجد صغير في منطقة المواصي، مدنيين عزل، وهي صورة واضحة للاعتداءات الواسعة على المدنيين”.

 

 

بدورها الصحفية والناشطة كاري ثابت، أشارت إلى أن فرق الدفاع المدني توجهت لإنقاذ مهجري مجزرة المواصي بخانيونس، وأنهم عادوا محمولين على أكتافهم، لافتة إلى أن بعض الناجين من مجزرة خان يونس أن طائرة بدون طيار مزودة برشاش توقفت على الطريق ومنعت سيارات الإسعاف من التوجه إلى الموقع لمدة 20 دقيقة، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين الذين كانوا في مكان الحادث.

وفي مشهد مؤلم آخر، صورت “كاري” أطفالًا وشبابًا وشابات يقفون خارج تكية للحصول على وجبة عدس، وأشخاص آخرون ينتظرون في الطابور لملء المياه وآخرون ذاهبون إلى السوق يموتون في الغارات الهمجية: “لقد فعلوا ذلك”. لا شيء، وقف وقاتل من أجل البقاء. لقد رحلوا جميعاً في غمضة عين.”

ونشرت كاري صورة تظهر زيف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي الذي وصف منطقة المواصي بأنها من “المناطق الآمنة”، إلا أنها أشارت إلى أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أظهرت غرضه في نقل المواصلات. ويتوجه الفلسطينيون إلى هذه المناطق ويلاحظون أنه سيتم تجميعهم هناك وقصفهم.

 

 

*عملية قاتلة لجيش الاحتلال

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أنه نفذ عملية المواصي بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”.

وقال جيش الاحتلال في بيان: “في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك، وبناء على معلومات استخباراتية دقيقة، نفذت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الإسرائيلي غارة في منطقة يتواجد فيها اثنان من كبار إرهابيي حماس”. “كنا مختبئين وكان هناك إرهابيون آخرون بين المدنيين. وأضاف أن موقع الغارة كان عبارة عن منطقة مفتوحة محاطة بالأشجار والعديد من المباني وأسطح المنازل.

ونشر جيش الاحتلال صورة زعم أنها من تجمع قيادات حركة حماس. كما أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف في غارة جوية على المواصي التي زعم أنها تقع بالقرب من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رافي سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحركة حماس، قال إنه كان إلى جانب الضيف ومن بين أهداف الهجوم الإسرائيلي.

 

 

* مصر تدين المذبحة

أدانت مصر، في بيان أصدرته وزارة الخارجية والهجرة، أمس، بشدة قصف دولة الاحتلال لمنطقة مواصي النازحين غرب خان يونس، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. .

ودعت مصر دولة الاحتلال إلى الكف عن الاستهتار بحياة المواطنين المدنيين العزل، والالتزام بالمعايير الإنسانية اللازمة وفقا لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني، مشددة على أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ولا يمكن سقوطها. مقبولة على أي أساس تصبح.


شارك