خبراء: الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود والكهرباء وراء ارتفاع التضخم الشهري
واتفق خبيران تحدثت إليهما الشروق على أن ارتفاع معدلات التضخم تأثر بالزيادات الأخيرة في أسعار الوقود والكهرباء. وافترضوا أن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة عند مستواها حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.
زيادة التضخم السنوي
وارتفع معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها إلى 26% في سبتمبر الماضي، مقارنة بـ 25.6% في أغسطس السابق له، مرتفعا للشهر الثاني على التوالي بعد تراجعه في الأشهر الخمسة السابقة، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وتشير البيانات الصادرة اليوم إلى أن التضخم الشهري ارتفع أيضًا بنسبة 2.3% مقارنة بـ 1.9% في أغسطس. وبلغ معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها 40.3% في سبتمبر من العام الماضي.
أسباب ارتفاع التضخم السنوي
وأرجع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أسباب ارتفاع التضخم السنوي إلى ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 0.7%، واللحوم والدواجن بنسبة 0.7%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.7%، ومنتجات الألبان والأجبان والبيض. وانخفضت أسعار الفاكهة بنسبة 2.8%، والفواكه بنسبة 1.7%، والخضروات بنسبة 12.4%، والسكر والأغذية السكرية بنسبة 0.2%. القهوة والشاي والكاكاو 0.9%، التبغ 0.2%، الأقمشة 1.1%، الملابس الجاهزة 0.8% والأحذية 0.3%.
مصطفى شافي: التضخم يتزايد كل شهر
قال مصطفى شافعي، رئيس قسم البحوث في العربية أونلاين، إن ارتفاع التضخم الشهري تأثر بالزيادات الأخيرة في أسعار الوقود والكهرباء خلال الشهرين الماضيين، ولذلك استبعد تراجع معدلات التضخم العام المقبل نتيجة لارتفاع أسعار الوقود والكهرباء. إعلان الحكومة لزيادة أسعار الطاقة.
وأضاف الشافعي في تصريحاته لـ«الشروق»: «في ظل الارتفاع المتوقع في معدلات التضخم، فمن غير المرجح أن يتخذ البنك المركزي إجراءات لخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة»، ويتوقع أن يبقي أسعار الفائدة عند مستوياتها.
وإذا كان ينوي رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، فإن الزيادة ستكون بين 1% و1.5% فقط. مشيراً إلى أن معدلات التضخم ستتراوح بين 26 و28% خلال الفترة المقبلة، على أن تكون الزيادات مدعومة بتحركات أسعار الوقود والطاقة.
محمد أنيس: أثر قرارات الإصلاح المالي
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن ارتفاع معدلات التضخم في شهر سبتمبر الماضي يعود بالأساس إلى اتخاذ قرارات الإصلاح المالي، وهو ما انعكس على ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء واسطوانات الغاز. وتوقع أن تتراجع معدلات التضخم إلى ما دون 24% في الربع الأخير من العام الحالي، وهو ما أرجعه إلى ارتفاع سنة الأساس بالإضافة إلى استقرار سعر الصرف نسبيا.
ويرى أن البنك المركزي لن يبدأ في تخفيف السياسة النقدية قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل، مشيرا إلى أن البنك المركزي سيضطر إلى الانتظار حتى ينخفض معدل التضخم إلى ما دون 24%، وهو ما لن يتحقق قبل ذلك. وستكون نهاية العام هذا العام، بما يتماشى مع توقعاته. ويضاف إلى ذلك حاجة البنوك المركزية العالمية إلى خفض أسعار الفائدة بشكل مستمر.