حادثة مأساوية تنهي حياة بسيطة.. والدة “رنا” بائعة الفطير: “كانت جبل وشايلة حمل كبير”

منذ 2 شهور
حادثة مأساوية تنهي حياة بسيطة.. والدة “رنا” بائعة الفطير: “كانت جبل وشايلة حمل كبير”

في خبر صادم هز قلوب أهالي كفور نجم بمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، رحلت حياة رنا البالغة من العمر 22 عاما، وهي سيدة بسيطة معروفة بابتسامتها الدافئة وبضائعها الطازجة المصنوعة من الجبن المحلي والكعك. مشهور. توفيت رنا بشكل مفاجئ في حادث مأساوي، تاركا حزنا عميقا في نفوس عائلتها وأصدقائها وكل من عرفها.

انطلقت رنا في الصباح الباكر، انطلقت وحاربت الزمن. حاولت أن تكسب لقمة عيشها من خلال بيع كعك المشلتت والعسل والجبن القريش، التي كانت تبيعها منذ أن قررت مساعدة زوجها في كسب لقمة العيش بالإضافة إلى إعالة والدتها التي توفيت بعد وفاة زوجها منذ 17 عاما وواصلت النضال. لها ولإخوتها ولكن عندما عادت الجثة كانت هامدة بسبب حادث انقلاب في نصف المقطورة التي كانت تستقلها عائدة. كانت مسافرة إلى بلدتها كفور نجم بعد أن أمضت يومًا شاقًا في قتالها لتوفير الطعام للأطفال و من حولهم.

خارج منزل متواضع بقرية كفور نجم بمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، استندت سيدة خمسينية على الحائط، وساعدتها العديد من النساء في معاناتها الأليمة. كان حلقها جافًا، وبكت بمرارة وتلعثمت عندما قالت الكلمات. وكررت: “يا بنتي، اسم الله معك يا بنتي”، ورجعت جثة في كفن وتابوت في الأرض. ظللت أقول لها: “لا تذهبي إلى العمل اليوم”، لكنها كانت مصممة على قضاء وقتها.

ورصد “ايجي برس” حالة الحداد في قرية كفور نجم بعد دفن سبع جثث إلى مثواهم الأخير في جنازة احتفالية وتواصل مع “أم رنا” لمعرفة قصة كفاحهم الذي انتهى بمقتلهم في حادث مع انقلاب شاحنة نقلتها من مكان عملها البعيد إلى مدينتها ومقر إقامتها، قالت والدتها إنها قررت مساعدة زوجها “أرزقي” بما تستطيع في تربية طفليهما “ولد” للمساعدة وفتاة من خلال بيع كعك المشلتت والجبن والعسل، التي كانت تبيعها في الشارع للمارة وفي مواقف السيارات وفي مترو الأنفاق.

وتشير الأم المكلومة إلى أن ابنتها رنا الشابة ضحية الحادث عاشت يتيمة منذ وفاة والدها قبل 17 عاما ولم تر نور الحياة بعد، كما أن أبنائها كانوا أيضا أيتاما مثلها. في الحادث وأوضحت أنها واصلت السعي والعمل الجاد لتربية أطفالها الأربعة من خلال العمل في المنازل حتى أوصلتهم إلى الشاطئ. وكانت هي وزوجته آمنين مطمئنين، وتعيش معها في منزلهما البسيط، وتعلق: “رنا كانت متسلقة جبال وتحمل حملًا كبيرًا، وكانت تساعدني وزوجها في عملهما في بيع الكعك والجبن”.

وتتذكر السيدة أم رنا يوم الحادث، في الساعات الأولى من الصباح، عندما ظلت تتوسل لابنتها حتى لا تذهب إلى العمل، وكأن قلبها يشعر بما سيحدث لابنتها، إلا أن رنا أصرت على الخروج إلى العمل لتواجه المصير المحتوم، وتشير الأم إلى أن ابنتها تعود من العمل مبكرا كل يوم، باستثناء الساعة الثامنة مساء. كان ذلك اليوم متأخرا، وشعرت بالقلق والريبة حتى جاءت أخبار الحادث في الساعة الحادية عشرة مساء، وتجمعت نساء الأسرة وجيرانها في منزلها ورافقوها إلى مستشفى بلبيس، عندما تفاجأت. أن ابنتها كانت إحدى ضحايا الحادث.

وكان آخر لقاء بين رنا ووالدتها عندما نظرت إليها بنظرة حزينة وودعتها وهي في مشرحة مستشفى بلبيس العام قائلة: “بنتي يا حبيبتي بدا الحفيدان مصطفى وأسيل”. مرة عند النعش ثم عند الطفلين، وكأنما يتساءل من سيقوم بمهمة الأم في حياة هذين الطفلين، بينما يفكر في من سيعتني بهما بعد رحيل أمهما الشابة.

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، بلاغاً يفيد باستقبال مستشفى بلبيس المركزي سبع جثث وثلاثة مصابين، بالإضافة إلى سيارات أخرى، نتيجة حادث انقلاب شاحنة على الطريق الدائري في اتجاه بنها باتجاه قرية كفور نجم. وقع حادث. وتم إبلاغ الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.


شارك