الأدوات السحرية للحياة اليومية.. من اخترع معجون الأسنان ومزيل العرق؟

منذ 1 شهر
الأدوات السحرية للحياة اليومية.. من اخترع معجون الأسنان ومزيل العرق؟

لا يمر يوم دون أن يستخدم الشخص معجون الأسنان أو مزيل العرق، فهما من أساسيات النظافة الشخصية والحياة اليومية. إن أهمية هاتين الأداتين السحريتين تجعل المرء يفكر في من هو أول من جعلهما متاحتين للبشرية ليقدم لها خدمة جليلة لما تقدمانه من فوائد صحية أو جيدة ويحافظان على مدار اليوم على رائحة منعشة للإنسان.

*معجون الأسنان ومزيل العرق

وبحسب شبكة روسيا اليوم، فإن العرب المسلمين هم من اخترع عملياً معجون الأسنان. أول وصفة لمعجون الأسنان، المشابه لتلك التي نستخدمها اليوم، ظهرت في القرن الحادي عشر في طليطلة بالأندلس، على يد طبيب وعالم نبات اسمه أبو المطرف عبد الرحمن، المعروف بابن وافد.

وقد ترك هذا العالم الأندلسي وصفة تفصيلية لصناعة معجون الأسنان في كتابه “الوصل في الطب”. وكانت المكونات التي استخدمها لصنع معجون الأسنان هي أوراق النعناع والريحان والسفرجل والخوخ وبتلات الورد وأوراق الليمون ومسحوق الصابون. تم سحق هذه المكونات ومن ثم غربلتها قبل استخدامها لتنظيف الأسنان.

وفي فيلم وثائقي تم بثه عن الإنجازات العظيمة لعلماء المسلمين في الأندلس، تحدث أحد المتخصصين الإسبانيين عن تجربة عملية في صناعة معجون الأسنان وفق وصفة ابن وافد. وكانت النتيجة منتجًا لا يختلف مظهره وتأثيره بشكل أساسي عن معاجين الأسنان المستخدمة حاليًا.

أما زرياب أبو الحسن الموصلي، الذي عرف بأنه موسيقي مبدع وصاحب صوت ساحر رخيم، لم يكتف بالابتكار في هذا المجال، بل اخترع أيضا معجون أسنان ومزيل عرق مصنوع من مسحوق الورد، الريحان والياسمين والعنبر والمسك. بالإضافة إلى ذلك، لم يترك هذا المزيل أي بقايا على الملابس.

* اخترع الصابون والحبر وغيرهما

كان العرب المسلمون هم من صنعوا أول صابون صلب في المنطقة خلال العصر الذهبي الإسلامي بين القرنين الثامن والثالث عشر. وقد طوّر العالم المسلم أبو بكر الرازي وصفة تفصيلية لصناعة الصابون الصلب في القرن التاسع.

وحتى قلم الحبر ظهر في العالم لأول مرة في القرن العاشر، عندما طالب الخليفة الفاطمي في مصر بتطوير قلم مزود بخزان حبر خاص به لا يترك بقعًا على اليدين. كما تم تصميم القلم ليعمل تحت تأثير الجاذبية.

وفي الحضارة العربية الإسلامية ظهرت أيضًا الشيكات والإيصالات، فتغير الاسم من “الصكوك” التي كان يستخدمها التجار المسلمون. وهي عبارة عن وثيقة ضمان مكتوبة تستخدم لدفع ثمن المشتريات، ويتم دفع قيمتها نقداً بعد إتمام المعاملة وتسليم البضائع إلى وجهتها. وقد أنقذ هذا الإجراء التجار من الاضطرار إلى حمل أكياس ضخمة من العملات المعدنية معهم في رحلاتهم التجارية لمسافات طويلة أثناء مرورهم عبر مناطق خطرة موبوءة بقطاع الطرق.

بالإضافة إلى ذلك، أحدث العلماء المسلمون ابتكارات في مجال العمليات الجراحية المختلفة، واخترع بعضهم العديد من الأدوات المختلفة للعمليات الجراحية. كما وضعوا الأساس للتخدير.

ومن أعظم الجراحين المسلمين في العصور الوسطى أبو القاسم الزهراوي الذي عاش في الأندلس وترك بعد وفاته 30 مجلداً عن العلاجات الطبية. وقد تم استخدام هذه التجربة العملية في أوروبا لمدة خمسة قرون.

وكان الزهراوي يستخدم نوعاً من التخدير أثناء العمليات الجراحية، حيث كان يغمس إسفنجة في مجموعة من الأدوية ثم يضعها على شفاه وأنوف المرضى لتهدئتهم وتخفيف آلامهم.

اخترع هذا الجراح أكثر من 200 أداة جراحية، منها المباضع والملاقط والملاعق الجراحية وكسارات حصوات المثانة، وكان أول من أجرى العمليات القيصرية.

هذا ليس كل شيء؛ تم اختراع أول حقنة في العالم في القرن التاسع على يد جراح اسمه عمار بن علي الموصلي. قام هذا الطبيب العراقي بتعديل أنبوب زجاجي مجوف واستخدمه كحقنة لإزالة “إعتام عدسة العين” أو ما يسمى بالعدسة الغائمة من العين.


شارك