المتحدث العسكرى للقوات المسلحة فى حوار موسع مع الشروق: القوات المسلحة قادرة على مجابهة أى تحديات تفرض عليها
– العقيد غريب عبد الحافظ : زيارة الفريق أحمد خليفة لرفح تبعث رسالة طمأنينة للمواطنين نحن نستعد في جميع الأوقات من خلال التدريب على كل ما هو ضروري للدفاع عن بلدنا لقد سارت التطورات في سيناء بالتوازي مع القضاء على الإرهاب يعكس مستوى الإنفاق على نشر الشائعات مدى استهداف وعي المواطنين ونشر وسائل الإعلام المستهدفة معلومات مضللة على نطاق واسع وأشاد تقرير الأمم المتحدة الصادر في يناير 2022 بالاستراتيجية الشاملة التي تنتهجها الدولة المصرية لمكافحة الإرهاب العنصر البشري هو الثروة الحقيقية للدولة والفرد هو أساس التنمية في القوات المسلحة
أكد العقيد أركان غريب عبد الحافظ غريب، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، في حواره الموسع مع صحيفة الشروق، أن وقوف الشعب خلف الجيش في كل المعارك والحروب التي خاضها خلق ملحمة تاريخية بطولية. مصر لم تنتصر في حربها ضد الإرهاب”.
وقال المتحدث العسكري في الحوار الذي حضره رئيس التحرير عماد الدين حسين ورئيس التحرير محمد بصل، إن الدولة تتعامل مع الأزمات والصراعات الخارجية بحكمة وتوازن ولفت الانتباه إلى الدور الكبير الذي تلعبه القوات المسلحة في النضال من أجل البناء والتنمية بالتوازي مع دورها الأساسي في تأمين الحدود والحفاظ على الأمن والاستقرار، وعلى نص الحوار:
< الوضع في غزة ولبنان والسودان والصومال وغيرها من التهديدات المؤثرة. فكيف نتعامل مع كل هذه التحديات في مواجهة جنون إسرائيل في المنطقة وتهديدها للأمن القومي؟
ولا تدخر القوات المسلحة جهداً في حماية مقدرات الشعب المصري، وهو ما يتطلب الاستعداد والاستعداد لحماية مقدرات الدولة عندما يتطلب الأمر ذلك. لدينا ثوابت لم نحيد عنها، ومصر دولة لا تتحيز إلا من أجل أمنها القومي.
كما تتعامل القيادة السياسية مع هذه التحديات بحكمة كبيرة، وهو ما ينعكس في نجاح الدبلوماسية المصرية في التعامل مع الأزمات المختلفة.
< هل أثمرت الزيارة المفاجئة لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أحمد خليفة لتفقد الأوضاع الأمنية على حدود غزة نتائج؟
وتبعث هذه الزيارة في المقام الأول رسالة طمأنينة للمواطنين أكدها رئيس أركان حرب القوات المسلحة أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة في كافة الاتجاهات الإستراتيجية وأن رجال القوات المسلحة قادرون للدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل.
< إن تسليح الفرد المقاتل وجاهزيته أكد رؤية القيادة السياسية المستقبلية لتأمين مقدرات الوطن من خلال التسليح والتنمية، رغم الانتقادات في الشارع آنذاك. ما هي الرسائل التي يمكن استخلاصها من هذا؟
وهذه الرؤية ما كان لها أن تتحقق إلا برضا الشعب، خاصة وأن حماية الدولة المصرية تتطلب منا تسليح الفرد المقاتل وإعداده وتطويره، وفي مواجهة التحديات والتهديدات الخارجية المتزايدة وضمان أمن مصر القومي. وهذا هو الحال، ومن الضروري مواصلة تطوير وتنويع التسلح، وهو ما تعمل عليه القيادة السياسية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه.
< إنشاء قواعد عسكرية وبحرية في اتجاهات مختلفة مثل “محمد نجيب – برنيس – البراني – 3 يوليو البحرية”.. كيف ساهم ذلك في حماية الأمن القومي؟
وفي إطار تطوير القوات المسلحة، تم الانتهاء من إنشاء العديد من القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية لمواجهة التحديات المتزايدة في كافة الاتجاهات الاستراتيجية وتأمين المجال البحري وردع أي تهديدات يمكن أن تؤثر على الأمن القومي من خلال توفير أحدث الأسلحة. وتجهيزات لتشكيل قواعد عسكرية متكاملة يمكن فيها الجمع بين كافة عناصر التدريب والقدرة القتالية العالية
< تطورت الصناعة العسكرية في الآونة الأخيرة وشاهدنا “الرادار المصري – الدرون” في معارض الأسلحة.. فهل هناك صناعات أخرى تبحث عنها مصر؟
يساهم إنتاج الأسلحة في التواجد الدولي في الصناعة العسكرية وهذا ما تمكنت القوات المسلحة من تحقيقه في السنوات الأخيرة حيث تمكنت من إنتاج أنظمة قتالية للطائرات بدون طيار بالإضافة إلى رادار مصري مما أثار إعجاب الجميع خلال معارض الأسلحة التي أقيمت في مصر وخارجها.
< كيف نحقق حماية أهداف ومقدرات الدولة الإستراتيجية التي تسير جنبا إلى جنب مع جهود التنمية في الصراعات الدولية؟
والدولة تتصرف بحكمة في هذا الشأن. ولذلك كان لزاماً على مصر عند تبنيها لمفهوم الأمن القومي أن تتضمن سلسلة من الإجراءات لحماية مصالحها الداخلية والخارجية من أي تهديد ولضمان تحقيق أهدافها الوطنية، ولذلك أصبحت القوات المسلحة واعية بذلك حتمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومي المصري
وتماشياً مع التهديدات والتحديات، تبنت القوات المسلحة المصرية استراتيجية ورؤية شاملة ترتكز على ثلاثة محاور: “الأمن – التنموي – الاجتماعي”، فضلاً عن التطوير الشامل لأنظمة التسليح والتدريب لحماية الأهداف الإستراتيجية وضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية. الأداء الاقتصادي للدولة.
< حروب الجيل الرابع والخامس تتصاعد في جميع أنحاء العالم. كيف نحمي أنفسنا من الشائعات وتشويه الحقائق ونقل المعلومات الكاذبة؟
تدمير الأمم يبدأ بالإشاعات. إن معركة الوعي تمثل تحديا كبيرا وتلعب دورا هاما في عملية البناء والتنمية. ولم يعد تهديد الأمن القومي يقتصر على البعد العسكري التقليدي، بل يشمل أبعادا أخرى تؤدي إلى خلل في بنية المجتمع والدولة، بما في ذلك الشائعات وتبادل المعلومات. لذلك لا بد من التمييز بين وسائل الإعلام في شكلها النظري الذي يهدف إلى تحقيق حرية التعبير، فوسائل الإعلام المدعومة دوليا موجهة ضد المصالح الوطنية للدولة بهدف زعزعة استقرارها من خلال نشر المعلومات الكاذبة والمزيفة. الأخبار أو في ضعف أدائها.
يعكس مستوى الإنفاق على نشر الشائعات مدى استهداف وعي المواطنين ونشر وسائل الإعلام المستهدفة معلومات مضللة على نطاق واسع.
ولذلك فإن القوات المسلحة تولي أهمية كبيرة للتواصل الفعال والمستمر وتعزيز قنوات الاتصال بين القادة والجنود على كافة المستويات لضمان الوعي المستمر والاستعانة بالخبراء المتخصصين في كافة المجالات لضمان التدفق الصحيح للمعلومات.
ولهذا السبب، فإننا نسعى جاهدين للحفاظ على التواصل الدائم والمستمر مع كافة الشركات الإعلامية لضمان وصول المعلومات الموثقة من مصدرها الرسومي.
< كيف تساهم التدريبات العسكرية المشتركة مع دول متعددة في تطوير المقاتلة المصرية؟
تعتبر التدريبات المشتركة من أجمل أشكال التعاون العسكري بين الدول الصديقة والصديقة حيث تسعى القوات المسلحة من خلال هذه التدريبات إلى تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة والجاهزية القتالية وتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم وتطوير المذاهب القتالية المختلفة المشتركة. القوات في الفترة من 2019 إلى 2024 ورغم الظروف الخارجية التي مر بها العالم، أجريت في سلسلة (121) تدريبًا بسبب أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، تسعى العديد من الدول للتعاون مع مصر، كما تتمتع البلاد بخبرة في مختلف المجالات العسكرية، كما ترغب في تعزيز علاقات التعاون العسكري مع الدول الصديقة والشقيقة
< بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ51 لنصر أكتوبر.. كيف تصفون هذا النصر العظيم؟
ولم يكن النصر في أكتوبر مجرد انتصار عسكري، بل كان بمثابة حشد شعب حول وطنه. ولذلك تحقق النصر، ورغم اختلاف التسليح والإمكانيات في ذلك الوقت، إلا أن عقيدة المقاتل المصري استطاعت أن تحقق النصر وتنتصر إرادته للعالم أجمع، ويبقى اليقين المصري في الحفاظ على تقدم مصر الوطني و لتحقيق التنمية الشاملة من خلال العمل كقوة للدولة في هذا الصدد
< بعد القضاء على الإرهاب . ما هي جهود القوات المسلحة في سيناء؟
تعمل القوات المسلحة على دعم المجتمع المدني والمساهمة في توفير حياة كريمة للمواطنين وتخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة في جميع أنحاء الجمهورية وليس في سيناء فقط، وذلك من خلال: – التعاون الوثيق مع كافة المؤسسات الحكومية لضمان توفير الغذاء والتأمين الصحي والاجتماعي للمواطنين. – مشاركة القوات المسلحة في مبادرة الحياة الكريمة . – عقد لقاءات دورية مع المشايخ والحكماء وأهل سيناء لتحديد احتياجاتهم الفعلية. – دعم الأسر الأشد احتياجاً بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني. وكل ذلك ينبع من واقع المسؤوليات الوطنية والاجتماعية للقوات المسلحة.
< مع افتتاح الكلية الحربية هذا المبنى الكبير في العاصمة الإدارية الجديدة، دائما نسأل أنفسنا ما هي الإضافة التي يجلبها؟
على مدى السنوات العشر الماضية تم رسم رؤية مستقبلية لما يحدث في المنطقة، وأهمها تحديث وتطوير الأفراد المقاتلين والأسلحة ومجالات التدريب والتدريس والمناهج لتحقيق أكبر قدر ممكن. استخدام القدرات الفردية والحديثة لرسم المعدات العسكرية، فقد تم إنشاء الأكاديمية العسكرية على أعلى مستوى وبمرافق حديثة توفر لطلاب الكليات العسكرية كافة وسائل التعليم والتدريب ويحصل المقاتل على كاملها جرعة من التدريب والتأهيل.
كما أن الاهتمام بالفرد المقاتل هو الأساس الأساسي للتطوير، والاهتمام بالجوانب الإدارية والأخلاقية، وتأهيل وصقل مهارات الفرد من خلال التدريب المستمر أثناء الدراسة وداخل الوحدات.
< هل سيتم تحويل جميع الكليات العسكرية إلى الأكاديمية؟
نعم حدث ذلك بالفعل، باستثناء الكليات العسكرية التي تتطلب مواقع محددة للتدريب، مثل «الكليات الجوية والبحرية».
< ما أهمية التعاون مع الجامعات في مجال تدريب وتعليم المقاتلين الأفراد؟
ويهدف هذا التعاون إلى تبادل الخبرات في مجال التعليم والتدريب الفني والاستفادة من الإمكانات المادية والبنية التحتية المتاحة في تنفيذ التدريب العملي، للمساهمة في تحسين وتطوير الكوادر العلمية لكل مقاتل، ضمان التكامل في المجالات العلمية بالتعاون مع كبرى المؤسسات الأكاديمية والبحثية لخدمة المجتمع ودعم جهود التنمية في مختلف القطاعات.
< نريد تسليط الضوء على دور القوات المسلحة في دعم المجتمع المدني والمناطق الحدودية.
تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة إلى دعم المجتمع المدني وتنمية روح الولاء والانتماء لدى كافة فئات المجتمع من خلال تنظيم زيارات قيادة الدفاع الشعبي والقوات المسلحة للمدارس والجامعات ومختلف الهيئات والوزارات والمزارات والمزارات العسكرية. الوحدات وكذلك المشروعات القومية الكبيرة، بالإضافة إلى تنظيم معارض للملتزمين بدور القوات المسلحة، مع تأمين الجبهة الداخلية للدولة من خلال تدريب الشباب على إجراء الندوات التثقيفية في الجامعات والمدارس والوزارات، وكذلك القيام بالأنشطة الرياضية للشباب بالجامعات والكليات العسكرية وإقامة معسكرات التعايش للكشافة بالوحدات العسكرية.
< أخيرا. ما هي رسالة الطمأنينة للمصريين؟
وبفضل قوة وتماسك الشعب المصري وأن الدولة المصرية لها ثوابت لا تحيد عنها ولا تأخذها إلا في مصلحة مصر، فإن رجال القوات المسلحة قادرون على مواجهة أي تحديات تفرضها. ولذلك فإننا نبذل جهوداً كبيرة لمواجهة التحديات الحالية وغير المسبوقة التي تستهدف أمن مصر القومي في كافة الاتجاهات الاستراتيجية.