توقعات باتجاه البنك المركزي لتثبيت الفائدة في اجتماع الخميس المقبل مع ارتفاع معدلات التضخم والتوترات الجيوسياسية
توقع محللون اقتصاديون في استطلاع لـ«الشروق» أن يستقر البنك المركزي على أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقرر عقده الخميس المقبل، تحت ضغط ارتفاع معدلات التضخم في سبتمبر الماضي، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة، وهو ما يفرض ضغوطا على السياسة النقدية على صانعي القرار عدم اتخاذ أي قرارات تخفيف أو تشديد في الوقت الحالي.
توقع محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين لدى المجموعة المالية هيرميس، استقرار أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل، مضيفا أن ارتفاع معدلات التضخم خلال الشهرين الماضيين قد يدفع البنك المركزي إلى عدم تغيير أسعار الفائدة قبل التأكد من مستوى معدل التضخم. .
وأضاف أبو باشا أنه من المتوقع أن يبدأ خفض أسعار الفائدة في الربع الأول من العام المقبل، حيث أشارت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي في اجتماعها الأخير إلى أنها لن تبدأ في تخفيف السياسة النقدية قبل انخفاض معدلات التضخم، وأن هذا هو الحال ولن يتم التوصل إليه قبل شهر فبراير/شباط بفضل سنة الأساس التي ستساهم في تراجع التيسير النقدي.
ومن المتوقع أن يتسارع معدل التضخم الشهري بنسبة 1% في أكتوبر
قال مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن الاجتماع المقبل للبنك المركزي سينعقد على خلفية بيانات التضخم السلبية وتراجع معدلات النمو، وبالتالي فإن احتمال الاستقرار يفوق عدم الوضوح بشأن عناصر التيسير أو زيادة شدة تشديد السياسة النقدية. فالحالة الأولى تؤدي إلى تضخم جامح، وفي الحالة الثانية، تؤدي إلى زيادة الانكماش الاقتصادي والضغوط المالية.
ويرى نافع أن البنك المركزي لن يبدأ بتخفيف السياسة النقدية حتى يتمكن من السيطرة على معدلات التضخم، وفي هذا السياق، التنسيق مع السياسة المالية.
وأبقت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خلال اجتماعها الأخير على أسعار الفائدة لليلة واحدة والإقراض وسعر الفائدة التشغيلي الرئيسي للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75% على التوالي.
في غضون ذلك، توقع نعمة الله شكري، رئيس البحوث بشركة HC، أن تحافظ لجنة السياسة النقدية على أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل وتأجيل قرار التخفيض إلى وقت لاحق من العام، على الرغم من ضرورة خفض أسعار الفائدة لدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي لتعزيز النمو. .
وأضاف شكري أن توقعاتنا تشير إلى ارتفاع معدل التضخم في شهر أكتوبر الحالي، وهو ما يدعم قرار البنك المركزي بالاستقرار، موضحا أن الاقتصاد المصري سجل تحسنا كبيرا في الوضع المالي الخارجي، حيث حقق ميزان المدفوعات فائضا خلال الشهر الذي تحقق في الربع الرابع من العام المالي الماضي، وحافظ القطاع المصرفي على صافي أصوله بالعملة الأجنبية البالغة 9.73 مليار دولار.
أما بالنسبة للتضخم، فتوقعت أن يتسارع بنسبة 1% على أساس شهري في أكتوبر وأن يرتفع إلى 26.5% على أساس سنوي، حيث ارتفعت أسعار الكهرباء السكنية والتجارية والصناعية في سبتمبر الماضي، مما أدى إلى احتمال ارتفاع أسعار الطاقة في أكتوبر. ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الحكومية المختصة بتسعير البنزين والديزل خلال أيام قليلة لمناقشة أسعار البنزين والديزل للربع الرابع من عام 2024.
وقررت لجنة التسعيرة التلقائية خلال العام الحالي زيادة أسعار الوقود مرتين في شهري مارس ويوليو من العام الماضي بنسبة تتراوح بين 10% و15%، كما قررت الحكومة في أغسطس من العام الماضي زيادة أسعار كهرباء المنازل بنسب تتراوح بين 10% و15%. 15% زيادة من 15% إلى 40%.
إن تصاعد التوترات في المنطقة يجعل اتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة أكثر صعوبة
اتفق هشام حمدي، نائب رئيس قطاع البحوث ببنك النعيم الاستثماري، مع توجه البنك المركزي لتثبيت أسعار الفائدة، وأوضح أن قرار البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة مرتبط بعدد من العوامل، خاصة أن معدل التضخم لا يزال بعيدا عن الأنظار. من الأهداف وعندما يصل إلى 15%، يمكن أن يبدأ التيسير النقدي.
وأشار الحمدي إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما يجعل من الصعب على صناع السياسة النقدية اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن تطورات الحرب في غزة ولبنان تدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى القيام بذلك مما قد يؤدي إلى استقرار الفائدة. سعره أو تخفيضه إلى سعر أقل.
وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في اجتماعه الشهر الماضي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نطاق يتراوح بين 4.75 و5% للمرة الأولى منذ عام 2020، ومن المتوقع أن يجري خفضا مماثلا آخر بحلول نهاية العام الجاري.
قال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، إن ارتفاع معدلات التضخم يدفع البنك المركزي إلى تثبيت أسعار الفائدة، مع توقع أن نشهد مع بداية العام المقبل تراجع معدلات التضخم وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم. البنك المركزي في نفس الوقت البدء في خفض أسعار الفائدة.
وأضاف حسن أنه مع تصاعد حدة الحرب في المنطقة قد تتعرض معدلات التضخم لضغوط بسبب ارتفاع الأسعار أو نقص السلع وبالتالي يصعب على البنك المركزي السعي لخفضها حاليا ويستبعد الاتجاه نحو زيادات أسعار الفائدة، حيث تتحرك جميع البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم نحو تخفيف السياسة النقدية.
وارتفع معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها إلى 26% في سبتمبر الماضي، مقارنة بـ 25.6% في أغسطس السابق له، مرتفعا للشهر الثاني على التوالي بعد تراجعه في الأشهر الخمسة السابقة، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وتشير البيانات الصادرة اليوم إلى أن التضخم الشهري ارتفع أيضًا بنسبة 2.3% مقارنة بـ 1.9% في أغسطس. وبلغ معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها 40.3% في سبتمبر من العام الماضي.
ومن المتوقع أن يبدأ تخفيف السياسة النقدية مطلع العام المقبل
وقال محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إنه لا توجد حاليًا خيارات لرفع أسعار الفائدة أو بدء دورة تيسير نقدي وبالتالي سيتخذ البنك المركزي قرار الاستقرار، وتوقع أن ترتفع معدلات التضخم أيضًا في أكتوبر. وكما كان الحال في الشهر الماضي، فمن المتوقع أن تسجل انخفاضاً إلى 24% بنهاية ديسمبر المقبل، مع افتراض عدم اتخاذ قرارات جديدة بزيادة الوقود خلال الشهر الحالي.
ويرى أنيس أن البنك المركزي المصري سيبدأ دورة التيسير النقدي بعد اتخاذ قرارات تؤثر على معدلات التضخم، بما في ذلك ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، وأن البنك المركزي الأمريكي سيبدأ ذلك في الربع الأخير من العام الحالي، لتقليل التضخم. معدلات التضخم ستصل إلى مستوى 24%، وهو ما من المتوقع أن يحدث مع بداية العام المقبل. وقبل النظر في الخفض، سيقوم البنك المركزي بدراسة الأسواق التي تنافس مصر في جذب الاستثمار في سندات الدين من أجل حماية استثمارات المستثمرين في سندات الدين المصرية.