محمد عبدالعزيز: «تيتا زوز» مسلسل يناسب لغة العصر.. وردود الأفعال أبهرتني
* إسعاد يونس فنانة محترفة تترك الجميع يلعبون دورهم كما ينبغي… ولم تتدخل في السيناريو *المقارنة مع “كامل القمص” غير عادلة ودور الجدة في العملين مختلف تماماً
مسلسل “تيتا زوز” الذي يعرض حاليا على قنوات DMC، استطاع أن يجمع أفراد عائلة واحدة حوله، رغم اختلاف الأجيال والأفكار والفجوة الكبيرة التي لاحظناها مؤخرا بين هذا الجيل المولود وهذا الجيل الناشئ. في عصر الثورة التكنولوجية وانتشار الإنترنت وبين الأجيال السابقة، إلا أن صناع العمل تمكنوا من إيجاد لغة مشتركة تجمع مختلف الأجيال، أبدعتها شخصية “تيتا زوز”، الجدة المنفتحة على ذلك الحياة والتي صاغها مؤلف المسلسل محمد عبد العزيز، في أول عمل درامي يتناوله بعد سنوات من العمل في ورش الكتابة في أكثر من عمل، والذي تحدثت إليه «الشروق». «عن أماكن العمل ووقت تحضيره وردود الفعل التي يلاحظها كل يوم.
ورفض محمد عبد العزيز في البداية تصنيف المسلسل على أنه كوميدي، قائلًا: “رغم أن تيتا زوز ينجح في إضحاك المشاهدين، إلا أن المواضيع الهامة الكثيرة التي يتناولها توحي بأنه عمل اجتماعي كلما تصاعدت الأحداث”. هناك غرفة للمشاهد الجادة. لا أقصد التقليل من أهمية الكوميديا بأي شكل من الأشكال، لكن أعتقد أن المسلسل أوسع وأعم. أعتقد أن «تيتا زوزو» عمل درامي يناسب لغة العصر الذي نعيش فيه، إذ يتناول موضوع الذكاء الاصطناعي ومخاطر شبكات التواصل الاجتماعي على الأجيال الجديدة.
وعن كواليس تحضير العمل كشف محمد عبد العزيز: مشروع هذا المسلسل بدأ منذ عامين عندما طرح الإعلامي أحمد فايق فكرة كتابة مسلسل للفنانة إسعاد يونس عن علاقتها بالجدة. وكان أحفادها من أبناء المنطقة، وقد أحببنا الفكرة وتواصلنا مع إحدى شركات الإنتاج، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق وتم إلغاء المشروع. ثم تواصلت المخرجة شيرين عادل مع الفنانة إسعاد يونس وعرضت عليها التعاون في مسلسل تليفزيوني طرحت عليها فكرة “تيتا زوزو”، فقرأت شيرين الحلقات وكانت في غاية السعادة وانطلقنا.
وبسؤاله عما إذا كانت الفنانة إسعاد يونس تدخلت في إجراء تعديلات على السيناريو، خاصة أن لديها سنوات طويلة من الخبرة في كتابة الأعمال الدرامية، قال عبد العزيز: إسعاد يونس إنسانة محترفة على أعلى درجة وتؤمن أن كل واحد منا له دوره، ويجب أن يلعبها كيفما يراها، وأحسست بذلك من خلال علاقتي الطويلة معها في برنامج صاحبة السعادة، فهي امرأة لا تتدخل في عمل أحد أبداً، وليست أمنياتها كثيرة، ولعل الطلب الوحيد هناك هو هي وحرصت على قطع أغلب مشاهدها في هذا المسلسل لتمنح الأجيال الجديدة فرصة الظهور.
ورفض محمد عبد العزيز إجراء مقارنة بين مسلسله “تيتا زوزو” و”كامل الأسماء” الذي شاركت فيه الفنانة إسعاد يونس والتي لعبت فيه أيضًا دور الجدة، مسلسلان سيكونان غير منصفين تمامًا. وإن كانت إسعاد يونس لعبت دور الجدة في العملين. إلا أنها في “الرقم الكامل” كانت أقرب إلى ضيفة الشرف ولم تكن هناك علاقة قوية بينها وبين الحفيد، كما هو الحال مع تيتا زوزو وصولاً إلى أحفادها، فهي ليست الجدة التي تدللها أحفاد إلى حد الخراب، ولا هي الجدة التي توبخ وتنتقد من حولها بشكل مستمر، لكننا اكتشفنا كيف يمكنها التعمق في مشاكل الجميع وبذل جهد جيد لفهم طريقة تفكير الآخرين حتى تنجح في التقرب منهم. لهم ومساعدتهم فيما يبحثون عنه.
وعن متابعته لردود الفعل بعد بث المسلسل، قال: “هذا العمل الذي تم تأليفه بعد سنوات طويلة من الصبر، أردت حقًا متابعة كافة التفاصيل ولذلك كنت متواجدًا في الموقع كل يوم أثناء التصوير”. قبل ذلك كنت في مرحلة اختيار الأبطال كما تم تسجيلهم وأداءهم. بالنسبة لي السؤال هو ما إذا كان ينبغي أن يكونوا كذلك أم لا. جاء هذا العمل بعد سنوات من حضور العديد من ورش الكتابة لأكثر من سلسلة، منها “البيوت أسرار”، و”نوايا بريئة”، و”حكايات البنات”، وفي ورش الكتابة لا ينتبه الكثير من الأشخاص إلى تلك أسماء أعضاء الورشة، و شعرت وقتها أن مجهودي ضاع، وهو ما تجنبته. أردت في هذا العمل أن أمنح عدد من الكتاب الذين كانوا يجربون الفرصة لكتابة السيناريو لأول مرة، وأصريت على وضع اسم كل منهم في الحلقة تقديراً للجهد الذي بذلوه في هذا العمل. اكتب ما كتبوه.
وعليه فإنني أتابع ردود الفعل التي أذهلتني كثيراً، وأنا راضٍ جداً عما أقرأه كل يوم عن العمل والأبطال. لاحظت أن بث حلقات المسلسل لم ينته بعد، وهناك دعوات لعمل جزء ثان له، وهو ما لم يتم تحديده بعد، لكني أتابع أيضا السلبية، وأشعر بغضب البعض لقد فهمنا بعض حوادث العمل، وظنوا أن الأمر كذلك، فنحن كنا ضد التعليم عندما دافعنا عن حق أحد أحفادنا في عدم إجباره على دراسة شيء لا يحبه، ولكننا نحاول في هذا العمل أن نفعله الحق في تأكيد الإنسان على التمسك بموهبته ودراسة ما يتوافق مع قدراته. ودون الالتزام بالتقاليد القديمة، يجب على الحاصل على تقدير جيد في الثانوية العامة أن يدرس الهندسة أو الطب ليكتسب المكانة الاجتماعية.
وعن صحة كون المسلسل كان من المفترض أن يعرض في الموسم الرمضاني الماضي، قال عبد العزيز: «منذ اللحظة الأولى نعلم أنه من المفترض أن يعرض خارج الموسم»، وبالتالي فإن أحداثه وتفاصيله متناسبة. أما الأعمال التي تعرض في غير رمضان فهي تدور حول التشويق والتشويق والسرعة أكثر. إلا أن الأعمال التي تعرض خارج الموسم الرمضاني تكون أكثر هدوءا ومليئة بالتفاصيل التي تجذب الانتباه، ومنها على سبيل المثال العنصر الزخرفي الذي نال إعجاب الجميع، وأود أن أشكر مصمم الديكور محمد أمين الذي تميز في ديكور المسلسل و ساهم بشكل كبير في تقديم صورة جميلة.
وحول ما إذا كان قد استفاد من وجوده في برنامج “صاحب السعادة” عند دخوله مجال الكتابة، قال محمد عبد العزيز: “أعمل في برنامج “صاحب السعادة” منذ سنوات طويلة. عمر البرنامج حوالي عشر سنوات طوال فترة عملي، ولا توجد علاقة بيني وبين ضيوفه النجوم. لا أتواصل معهم لأن علاقتي فقط مع مقدمة البرنامج الفنانة إسعاد يونس أتواصل معها عبر سماعة الرأس وأنا أسجل الحلقة وهي تنادي اسمي كثيرا في الحلقة ولا يعرف المرء من هو زيزو، وأحياناً ألتقط صوراً تذكارية مع ضيوف الحلقة، وإلا لكانت لدي تجربة كتابة أعمال درامية منذ سنوات، وفي هذا العمل لعبت الصدفة دورها، عندما شارك إسعد يونس بعضاً من أعمالي. قرأت الأفكار وأعجبتني، كما فعل صديقي الصحفي أحمد فايق رئيس تحرير البرنامج الذي قرأ بعض ما كتبت وأثنى عليه. ويكفي القول، بعد أن أرسلنا له السيناريو، تلقيت اتصالاً من الفنان محمد الكيلاني، سأل فيه بدهشة: «أين كنت في السنوات الأخيرة؟» وأشاد بجودة الورق وتلقيت العديد من التهاني. ولعل أعز ما عندي هو تهنئة الفنان يحيى الفخراني وزوجته الكاتبة الكبيرة لميس جابر وابنهما المخرج شادي الفخراني. “