لبنان وغزة واليمن.. كيف أصبحت المّسيرات سلاحا فعالا ضد جيش الاحتلال؟
نفذ حزب الله اللبناني، مساء الأحد الماضي، عملية نوعية من خلال إطلاق طائرة مسيرة استهدفت معسكر تدريب تابع للواء جولاني التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بنيامينا جنوب حيفا، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة العشرات، بينهم حالات حرجة. وتعد هذه أكبر خسارة في صفوف جيش الاحتلال في يوم واحد منذ بداية الحرب.
• جيش الاحتلال: هجوم صعب ومؤلم
ووصف هيرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الهجوم بأنه صعب ومؤلم خلال تفقده القاعدة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانييل هاجري: “سنحقق ونحقق في الحادثة التي دخلت فيها طائرة مسيرة إلى القاعدة دون سابق إنذار. تهديد الطائرات بدون طيار هو التهديد الذي واجهناه منذ بداية الحرب”.
وفي سياق تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن المسيرات تمثل التهديد الصعب الذي واجهته إسرائيل خلال العام الماضي، نستعرض في التقرير التالي أبرز المسيرات التي نفذت على عدة جبهات قتالية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
• الهدهد: لقطات لمواقع عسكرية إسرائيلية حساسة
وفي أواخر حزيران/يونيو، أصدر حزب الله مقطعًا مدته 9 دقائق لمسيرة الهدهد، والذي تضمن مسحًا تفصيليًا للمناطق في الأراضي الشمالية المحتلة وأظهر صورًا جوية لمدينة حيفا.
وتضمنت المشاهد لقطات لمجمع رافائيل للصناعات العسكرية ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات النفط ومصانع البتروكيماويات، بالإضافة إلى سفينة الدعم اللوجستي “ساعر 4.5”. وتظهر السفينة “سعر 5”.
في يوليو/تموز الماضي، أصدر حزب الله مقطع فيديو لطائرته بدون طيار من طراز “هبو” خلال عملية استطلاع قيل إنها تمت فوق قاعدة رمات ديفيد الجوية الإسرائيلية، التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
• غزة. صخب مسيرات المقاومة يعطل دفاعات دولة الاحتلال
ووفقا لتقرير نشره موقع بلومبرج الأمريكي، فقد تبين أنه بالإضافة إلى البنادق التي يتم التحكم فيها عن بعد، تستخدم المقاومة الفلسطينية أيضا طائرات بدون طيار رخيصة الثمن ومجهزة بالمتفجرات لتدمير الكاميرات وأنظمة الاتصالات. وكشفت هذه الاستخدامات عن ثغرات في أنظمة الدفاع عالية التقنية لدى قوة الاحتلال الإسرائيلي، مما يشكل تحديًا للتقنيات المتقدمة لدى بعض القوى العالمية.
وبحسب كاتبة التقرير ماريسا نيومان، فوجئ الجنود على حدود الاحتلال الجنوبية بصوت طنين غير مألوف، حيث امتلأت السماء فوق السياج الحدودي بطائرات بدون طيار تجارية رخيصة الثمن يمكن شراؤها عبر الإنترنت لمدة أسبوع مقابل مبلغ بسيط. 6500 دولار أمريكي، في حين تبلغ قيمة السياج الحدودي الإسرائيلي مليار دولار أمريكي.
• اليمن.. مسيرة يافا تتوغل في عمق تل أبيب
ودخلت جماعة الحوثي دائرة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع عملية فيضان الأقصى، من خلال عدة عمليات استخدمت فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، أوقع بعضها خسائر فادحة بجيش الاحتلال.
وفي يوليو الماضي، استعرض تقرير للقناة 12 الإسرائيلية معلومات استخباراتية جديدة حول هجوم بطائرة بدون طيار أقلعت من اليمن وانفجرت في تل أبيب، مما أدى إلى مقتل مواطن إسرائيلي وإصابة عدة جرحى.
وأوردت القناة في تقريرها، الذي أرفق بخريطة وصفية، تفاصيل مسار رحلة الطائرة بدون طيار، التي اتخذت مسارا جديدا حيث أقلعت من اليمن، وعبرت إريتريا ثم السودان وليبيا واتجهت شرقا عبر البحر الأبيض المتوسط من هناك بعمق. إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم، وقال المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع إن المسيرة “على غرار مسيرة يافا ولا تستطيع الرادارات رصدها”، وأكد أن الجماعة لديها عدد من الأهداف في فلسطين المحتلة إذا كانت ستستمر في ملاحقتها. ضربها تدريجيا.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الطائرة بدون طيار “يافا” تشبه إحدى طائرات الحوثيين بدون طيار “الصمد” من حيث أنها قطعت مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر وتجاوزت أنظمة المراقبة الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الرحلة طارت في مسارات غير تقليدية، ما أثر سلباً على أنظمة المراقبة الإسرائيلية.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الرأس الحربي للطائرة المقاتلة الذي يبلغ وزنه عدة كيلوغرامات، تم تصميمه للرحلة الطويلة المتوقعة، حيث بلغ وزن الطائرة حوالي عشرة كيلوغرامات وقطعت مسافة تصل إلى تل أبيب خلال الرحلة، على بعد حوالي 10 ساعات من اليمن.
• المقاومة في العراق على المحك
وفي الأسبوع الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن مقتل اثنين من جنوده من لواء جولاني شمال إسرائيل.
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الهجوم جاء نتيجة طائرة بدون طيار أطلقت من العراق.
وذكرت إذاعة الاحتلال أن الجنديين الإسرائيليين اللذين أعلنت وفاتهما نتيجة انفجار طائرة بدون طيار أطلقت من العراق على قاعدة عسكرية في شمال الجولان، مضيفة أن هجوم الطائرة العراقية أدى أيضًا إلى إصابة 23 جنديًا آخرين.
تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لفيضان الأقصى، دعا الأمين العام لـ كتائب حزب الله العراقي، أحد مكونات المقاومة الإسلامية في العراق، أبو حسين الحميداوي، فصائل المقاومة الإسلامية إلى الاستعداد لهذا احتمال توسيع الحرب مع إسرائيل والاستمرار في توجيه هجمات مركزة ضد إسرائيل وفتح جبهات عمليات جديدة لإنهاكها، بحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية.