بين الأمل والحصار.. طبيب عيون مصري يروي لـ«الشروق» كواليس العمل في في غزة

منذ 1 شهر
بين الأمل والحصار.. طبيب عيون مصري يروي لـ«الشروق» كواليس العمل في في غزة

العمل في غزة مسؤولية إنسانية تتطلب من الأطباء العمل على تخفيف معاناة المرضى*

لقد أثرت معاناة المرضى بعمق على المستوى الشخصي والمهني

الأثر النفسي الذي تتركه المعاناة على المرضى وذويهم يزيد من إصراري على تخفيف هذه المعاناة*

– لن أنسى أبدًا فرحة والدي الطفل المصاب بجروح خطيرة وخضع لعملية جراحية ناجحة

إن الامتنان والأمل الذي أراهما في عيون المرضى وعائلاتهم يحفزني على الاستمرار

إن نقص الموارد الطبية الأساسية يجعل من الصعب إجراء العمليات الجراحية

– بسبب نقص المهارات، أضطر إلى العمل بشكل إبداعي بالأدوات المتاحة

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الطبيب وطبيب العيون المصري د. محمد توفيق، يجلس منهكاً في زاوية غرفة العمليات بمستشفى غزة الأوروبي بعد إجراء 33 عملية لمرضى الساد لمدة 13 ساعة دون استراحة، ليعطي بصيص أمل للمرضى الذين أنهكهم المرض والحصار والحرب.

وسافر الطبيب المصري إلى غزة مع فريق من المتطوعين بالتعاون مع منشأة طبية متخصصة في الرعاية الصحية في مناطق النزاع.

وتأتي هذه الخطوة استجابة للواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، والذي يضع مسؤولية أخلاقية على عاتق الأطباء والمتخصصين لتخفيف المعاناة الصحية في ظل النقص الحاد في الإمكانيات الطبية.

وربما كان اختياره لغزة يرجع إلى الحاجة الملحة للرعاية الصحية المتخصصة، حيث أن القيود المفروضة على استيراد الأدوية والمعدات الطبية تزيد من تفاقم المشاكل الصحية.

ومع ذلك، فإن هذه التحديات دفعت د. محمد للانخراط في الدعم الطبي بهدف المساعدة على تحسين أوضاع المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، خاصة بعد تدهور الحالة البصرية للعديد منهم بسبب حاجتهم لإجراءات جراحية عاجلة.

• الآثار الشخصية والمهنية

«العمل في غزة أثر فيّ كثيرًا على المستويين الشخصي والمهني» بهذه الكلمات بدأ الطبيب المصري محمد توفيق حديثه لجريدة الشروق، كاشفًا عن التحديات اليومية التي يواجهها بسبب نقص المهارات، إلا أن صعوبتها لتعامله مع الحالات الحرجة من جهة والتأثير النفسي من جهة أخرى، والتبعات الوخيمة لمعاناة المرضى وذويهم، تعزز إصراره على تخفيف هذه المعاناة من خلال عمله الطبي.

• لحظات مؤثرة

مستذكراً أكثر اللحظات المؤثرة التي عاشها أثناء عمله في الصناعة، قال توفيق: “من اللحظات التي تركت انطباعاً عميقاً كانت عندما أجريت عملية جراحية ناجحة لطفل يعاني من إصابة خطيرة في عينه” على وجوه والديه بعد عملية جراحية ناجحة. العملية والشعور بالأمل والامتنان الذي أراه. “في نظر المرضى وعائلاتهم، هذا ما يحفزني على مواصلة المساعدة في هذه اللحظات واللحظات المماثلة، ويعزز التزامي تجاه المرضى ومسؤوليتي الإنسانية.”

وأجرى توفيق حتى الآن عشرات العمليات الجراحية على مرضى مصابين في العيون خلال زيارتين لغزة، أمضى خلالهما عدة أسابيع، عمل فيهما على تقديم الرعاية الطبية اللازمة رغم كل الظروف ونقص المهارات التي وصفها تجربته كطبيب في غزة باعتبارها واحدة من أصعب التجارب في حياته المهنية.

• التوازن بين الأدوار الطبية والإنسانية

وأكد الطبيب أن العمل في غزة يتطلب منه القيام بدور مزدوج، حيث تم دمج الدور الطبي مع الدور الإنساني. وأوضح أن كل عملية أو مساعدة طبية هي عمل إنساني في حد ذاته، لافتا إلى أن التوازن بين هذين الدورين يتحقق بالعطاء الكامل رغم الظروف الصعبة التي يعانيها القطاع مع التركيز على احتياجات المرضى.

• الصعوبات والتحديات

وأوضح أن من أبرز الصعوبات التي واجهها في غزة، أن نقص الإمكانيات الطبية الأساسية في بعض الحالات، هو ما جعل تنفيذ العمليات الجراحية أكثر تعقيدا، حيث لا تتوفر الأدوات اللازمة لإجراء بعض العمليات والمعدات الحساسة، الأمر الذي مما يضطره إلى التعامل مع هذه المواقف بالأدوات المتاحة والعمل بشكل مبتكر ضمن إمكانيات محدودة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

وعلى المستوى الشخصي، كان الابتعاد عن العائلة والأحباء لفترات طويلة تحديًا آخر، خاصة في ظل قلق الأسرة المستمر عليه من المخاطر المحتملة لظروف الحرب. إلا أن المسؤولية الإنسانية تجاه المرضى جعلته يتحمل هذه الصعوبات.

• الحصار وتوفير الرعاية الصحية

وتحدث الطبيب عن تأثير الحصار الذي يعاني منه قطاع غزة منذ العدوان عقب عملية فيضان الأقصى، مؤكدا أنه كان له تأثير سلبي على تقديم الرعاية الطبية، حيث أدت قيود الدخول إلى الحد من النقص والنقص من الأدوية والمعدات الطبية يعقد العمليات ويعوق توفير العلاج اللازم للمرضى، مما يجعل عملهم أكثر صعوبة وصعوبة.

• رسالة إلى العالم

وفي ختام حديثه، وجه الطبيب رسالة إلى العالم من قلب القطاع المتضرر: “إن غزة تعاني من أزمة إنسانية وصحية كبيرة تتطلب تدخل ورعاية دولية عاجلة، ومحدودية القطاع الصحي تعيق تقديم الخدمات”. من العلاجات الضرورية.”


شارك