أوكرانيا وليبيا وإثيوبيا.. كيف حضرت المسيّرات في النزاعات العسكرية بالسنوات الأخيرة؟
أعلن حزب الله اللبناني أنه نفذ هجوما عبر مهاجمة معسكر للواء جولاني التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بنيامينا بسرب من الطائرات المسيرة الهجومية القادرة على اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون أن تصل إلى وجهتها، ما أدى إلى سقوط ضحايا في طاقمها. حيث بلغ عدد القتلى 4 وعدد من الجرحى. وتشمل هذه الحالات الحرجة.
مسيرة حزب الله ليست أول ظهور له في الحرب الأخيرة. وسبق أن أطلق حزب الله مسيرة “الهدهد” لأغراض استطلاعية، وأسفرت عن مقطع فيديو مدته عدة دقائق تضمن مشاهد من مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها شركة “رافائيل” وتضم منطقة ميناء حيفا قاعدة حيفا العسكرية المحطة ومطار حيفا وخزانات النفط ومصانع البتروكيماويات بالإضافة إلى مبنى قيادة الوحدة البحرية السفينة “ساعر 4.5” المخصصة للأغراض اللوجستية. الدعم، وظهرت أيضًا السفينة “سعر 5”.
كما شكلت المسيرات سلاحا فعالا للمقاومة الفلسطينية خلال اندلاع عملية “طوفان الأقصى”. وبالإضافة إلى البنادق التي يتم التحكم فيها عن بعد، تم أيضًا استخدام طائرات بدون طيار رخيصة الثمن ومجهزة بالمتفجرات لتدمير الكاميرات وأنظمة الاتصالات، مما أدى إلى إحداث ثغرات في أنظمة الدفاع عالية التقنية للاحتلال الإسرائيلي.
وبعيداً عن جبهة غزة، فقد لعبت المسيرات دوراً فعالاً في الصراعات والصراعات التي شهدتها مختلف مناطق العالم خلال السنوات الأخيرة، نستعرض أبرزها في التقرير التالي:
-ليبيا
في سبتمبر 2019، قال غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في مقطع فيديو نشرته الأمم المتحدة إن ليبيا ربما كانت أكبر مسرح للطائرات بدون طيار في العالم.
استخدام الطائرات بدون طيار في الحرب الليبية جرى على خلفية مروحيات قديمة وطائرات مقاتلة غير صالحة للاستعمال، فأصبحت خيار طرفي الصراع: حكومة فائز السراج والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر. .
وذكرت صحيفة العنوان الليبية أن ثمانية طيارين من حكومة السراج سافروا إلى تركيا لتعلم كيفية تشغيل طائرات البيرقدار بدون طيار. وتم استخدام البيرقدار لمهاجمة وتدمير طائرتي نقل عسكريتين من طراز إليوشن Il-76 في قاعدة الجفرة الجوية.
ويضيف الموقع: “تم أيضًا تدمير حظيرة الطائرات في القاعدة، والتي كانت بمثابة نقطة انطلاق رئيسية لمؤيدي الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر. وانتقمت قوات حفتر من طائرة واحدة على الأقل من طراز Wing Long 2. عندما أطلقوا النار على طائرة أخرى من طراز إليوشن 76 ودمروها”.
وجاءت الطائرة من أنقرة وهبطت في قاعدة مصراتة الجوية.
وبحسب سكاي نيوز، أسقطت القوات الليبية أكثر من 90 طائرة مسيرة تركية من طراز بيرقدار منذ بدء عملية طوفان الكرامة في 4 أبريل 2019.
وفي مايو 2020، دمر الجيش الوطني الليبي أكثر من 13 طائرة عسكرية وطائرة مسيرة تركية، كما استهدف غرفة التحكم بالطائرات المسيرة التركية في قاعدة معيتيقة بغارات جوية.
-أوكرانيا
كما شهدت المسيرات حضورًا كثيفًا خلال القتال شبه اليومي بين الجانبين خلال الحرب الروسية الأوكرانية. وقبل أيام، أعلن الجيش الأوكراني في منشور على تطبيق تليغرام، أنه دمر مستودعا في جنوب روسيا يضم نحو 100 ألف شخص و400 طائرة مسيرة متفجرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، مضيفا أن تدمير القاعدة وأضاف أن الهدف من ذلك تخزين مسيرات شهيد سيقلل بشكل كبير من قدرة روسيا على ترويع المدنيين في البلدات والقرى الأوكرانية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأسبوع الماضي، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 18 طائرة مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعات بيلغورود وفورونيج وروستوف وفوق مياه بحر آزوف.
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 158 طائرة مسيرة أوكرانية فوق 15 منطقة روسية ليلاً، من بينها طائرتان فوق العاصمة موسكو.
وقالت الوزارة في تطبيق تيليغرام إن العدد الأكبر منها، 122 طائرة بدون طيار، تم إسقاطها فوق مناطق كورسك وبريانسك وفورونيج وبيلغورود المتاخمة لأوكرانيا.
-أثيوبيا
وفي نهاية عام 2020، اندلعت حرب أهلية في إثيوبيا في منطقة تيغراي شمال البلاد، حيث أعلنت الحكومتان الفيدرالية في أديس أبابا والحكومات الإقليمية في تيغراي عدم شرعية بعضها البعض، كما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد. وشن هجوما على جبهة التحرير الشعبية من تيغراي لأنها هاجمت قاعدة عسكرية. وانتهى الصراع في 2 نوفمبر 2022، عندما اتفق الجانبان على “وقف دائم للأعمال العدائية” من خلال التوقيع على اتفاق السلام.
وقال تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن التحول المذهل الذي حققه رئيس الوزراء آبي أحمد في الصراع المستمر منذ عام لم يكن نتيجة شجاعة وبطولة قواته، كما أشاد بها، بل الحقيقة الحقيقية وكان السبب هو تغير حظه في التحليق في السماء فوقه، وأسطول الطائرات القتالية بدون طيار الذي حصل عليه.