استهداف مقر نتنياهو بشكل مباشر.. ماذا نعرف عن هجوم قيساريا حتى الآن؟
استهدفت طائرة انتحارية بدون طيار مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية صباح اليوم السبت. ونشرت وسائل الإعلام العبرية تقارير تفيد بأن الطائرة بدون طيار كانت جزءًا من ست طائرات بدون طيار تم إطلاقها من لبنان، أسقطت قوات الدفاع الإسرائيلية خمسًا منها، بينما تم إسقاط إحداها بشكل مباشر. وأدى الهجوم على مقر نتنياهو إلى استنفار أمني كبير، وما فوق وحتى هذه اللحظة لم تقدم السلطات تفاصيل حول ما إذا كان نتنياهو كان في المقر أثناء الهجوم أم لا.
كما سجلت انفجارات في مناطق قيسارية وحيفا والكرمل نتيجة تسلل ثلاث طائرات مسيرة انطلقت من لبنان إلى جليلوت وقيسارية والجليل الغربي وخليج حيفا.
وفي حيفا، شوهدت طائرة بدون طيار تحلق بالقرب من مروحية إسرائيلية دون أن يتم إسقاطها. ويعكس ذلك تصعيدا جديدا في استخدام الطائرات بدون طيار لمهاجمة مناطق حساسة في عمق إسرائيل.
• ماذا تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية؟
وتعاملت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الحادثة بحذر، حيث أكدت وسائل إعلام مثل يديعوت أحرونوت والقناة 12 أن مقر إقامة نتنياهو أصيب بشكل مباشر، مما يشير إلى خطأ استخباراتي خطير.
ورغم منع نشر بعض التفاصيل، إلا أن الصحف الإسرائيلية أجمعت على خطورة الوضع، خاصة وأن الطائرة بدون طيار تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى منطقة تعتبر حساسة أمنيا، ما أثار تساؤلات حول مكان تواجد نتنياهو أثناء الهجوم.
بينما تحدثت تقارير أخرى عن هجمات على قاعدة جليلوت العسكرية القريبة من مقر نتنياهو.
• ربط الحدث بتصعيد حزب الله
ويمثل الهجوم تصعيدا خطيرا من جانب حزب الله، يأتي بعد إعلان الحزب رسميا، أمس 18 أكتوبر، عن مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، دون أن يكشف الحزب عن تفاصيل. .
وبحسب مصادر إعلامية مثل قناة العربي وشبكة الهدهد، فإن الهجوم استهدف مسكن نتنياهو الخاص، مما يشير إلى استراتيجية جديدة لحزب الله تهدف إلى التوغل في عمق إسرائيل.
ويعتبر هذا الهجوم خطوة غير مسبوقة من قبل حزب الله ويعتبر أول هجوم ناجح على منزل رئيس وزراء إسرائيلي في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال، مما يعكس تصعيدا نوعيا للمواجهات.
• لم يصدر حزب الله أي بيان رسمي حول الهجوم
ولم يصدر حزب الله حتى الآن بيانا رسميا يعلن فيه مسؤوليته المباشرة عن الهجوم، لكن البيان الذي صدر أمس، 18 تشرين الأول/أكتوبر، يشير إلى نية الحزب تصعيد المواجهات تدريجيا.
ويمكن فهم الهجوم في هذا السياق على أنه جزء من الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الحزب، والتي تهدف إلى تصعيد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة من خلال استهداف شخصيات أساسية مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي.
• ماذا يعني وصول الطائرات بدون طيار إلى قيصرية دون اعتراض؟
ويعكس وصول الطائرة بدون طيار إلى قيسارية دون اعتراضها، ظهور فجوة كبيرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، خاصة أن المدينة تبعد أكثر من 70 كيلومترا عن الحدود اللبنانية. ويعتبر فشل أنظمة الدفاع الجوي مثل نظام القبة الحديدية في اعتراض الطائرات فشلا استخباراتيا وأمنيا ويثير تساؤلات حول مدى فعالية نظام الدفاع الجوي التابع لسلاح الجو الإسرائيلي في استهدافه العمق الحيوي والاستراتيجي لتل أبيب.
• أين تقع قيصرية؟ ما هي الأهمية الاستراتيجية لها؟
تقع قيصرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين مدينتي تل أبيب وحيفا. تتمتع قيصرية بأهمية استراتيجية كبيرة بسبب قربها من المرافق الهامة ومواقع البنية التحتية العسكرية.
بنيت مدينة قيصرية على أنقاض مدينة قيسارية العربية الفلسطينية التي تحمل الاسم نفسه. كانت هذه المدينة موجودة منذ العصر الروماني وكانت مركزاً مهماً طوال العصرين الإسلامي والبيزنطي وحتى العصر العثماني.
قبل تأسيس إسرائيل، كانت قيصرية مدينة فلسطينية ذات أغلبية سكانية عربية. ومع اندلاع الحرب عام 1948، تم طرد السكان العرب وأعيد بناء المدينة فيما بعد وتوسعت إلى ما يعرف الآن بمدينة قيسارية الإسرائيلية.
• ما هي المسافة بين قيصرية والحدود اللبنانية؟
وتبلغ المسافة بين قيصرية والحدود اللبنانية نحو 70 كيلومترا، وقد قطعت الطائرة بدون طيار هذه المسافة الطويلة دون أن يتم اعتراضها، ما يزيد من خطورة الوضع لأنه يظهر مستوى متقدما من تكنولوجيا هذه الطائرات أو يعكس ضعفا في أنظمة الدفاع الإسرائيلية على طول هذه المسافة.